إنشاء أول مشروع ومدينة صناعية بالسلطنة تابعت الصحافة العالمية خبر قرار المؤسسات الصينية باستثمار مليارات من الدولارات في إنشاء أول مشروع ومدينة صناعية بالسلطنة تحت مسمى «المدينة الصناعية الصينية العمانية بالدقم» والتي سيتم العمل بها قريبا وينتهي من بنائها عام 2022. هذه المنطقة الصناعية والخدمية التي ستقام بمدينة الدقم الساحلية التي تقع على بحر العرب والتي تم إنشاؤها في إطار سياسة تنويع مصادر الدخل بعمان، أصبحت اليوم منطقة صناعية وخدمية تتوفر بها جميع مقومات الحياة، ونقطة جذب للاستثمارات الداخلية والخارجية، ومركزا لتشغيل أبناء السلطنة. تبتعد هذه المدينة عن العاصمة مسقط بحوالي 550 كيلومترا، وتم ربطها بأحدث وسائل النقل البرية والجوية والبحرية من خلال الطرق السريعة والمطار والميناء البحري، وتتوافر بها مجموعة من المشاريع الخدمية والسياحية التي تخدم المستثمرين القادمين أليها. قيمة استثمارات هذا المشروع الحيوي تصل إلى حوالي 10.7 مليار دولار. وسوف يقام على مساحة إجمالية تبلغ حوالي 1172 هكتاراً. ويأتي إنشاؤه في وقت تعمل فيه الحكومة على تعزيز موارد البلاد من خلال تنويع مصادر الدخل القومي، وتوسيع الرقعة الصناعية في البلاد، بجانب استغلال وتنمية جميع المقومات التي تتمتع بها السلطنة، والتي يمكن لها أن تساهم بشكل مباشر وغير مباشر في زيادة الناتج المحلي وتوفير مزيد من فرص العمل للعمانيين. ويأتي إنشاء هذه المدينة الصناعية بعد أن أسفرت الزيارات الرسمية للمسؤولين العمانيين والصينيين خلال العام الماضي عن نجاح البلدين في توقيع الاتفاقية بهذا الشأن. وسيؤدي هذا المشروع إلى إحياء طريق الحرير خاصة وأن الجانبين حرصا على الاشادة بأهميته. فوفق تصريح السيد بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي أمين عام وزارة الخارجية في هذا الصدد فقد أكد أن تاريخ العلاقات العمانية الصينية يعود إلى آلاف السنين، وهي تشهد حالياً وعبر السنوات القليلة الماضية ازدهاراً جديداً وتطوراً ملموساً بهدف النهوض بهذه العلاقات إلى مستويات أكبر وأعمق من التعاون الاقتصادي والثقافي والسياحي وفي مجالات النقل والاتصالات والصناعات المتطورة. كما يؤكد دور عمان الكبير في الماضي والحاضر على الإسهام في إحياء طريق الحرير العريق، وفتح آفاق ومجالات جديدة من التعاون والشراكة. ومما لا شك فيه فان إنشاء مثل هذه المنطقة الصناعية على مدخل الخليج سوف يعزز من موقع السلطنة كمركز لوجستي هام ومحور رئيسي للنقل البحري والجوي في المنطقة، في الوقت الذي سيؤدي إلى زيادة موازين التجارة الخارجية بين البلدين الذي تبلغ اليوم في حدود 17.2 مليار دولار أمريكي من قيمة الصادرات العمانية التي تضم معظمها من النفط الخام، والواردات العمانية التي تضم مختلف السلع والمنتجات الصينية. الصينيون من جانبهم أكدوا بأن المعدات التي ستعمل في هذا المشروع في طريقها من الموانئ الصينية إلى الموانئ العمانية، موضحين أن المميزات والايجابيات التي سوف تجنى من هذا المشروع الصيني العماني بالدقم كثيرة وأنها سوف تساهم في تنشيط قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة من خلال ما يتيحه من فرص عمل لنموها، الأمر الذي يعطي الفرصة للشباب العماني للعمل مع المؤسسات الصينية القادمة والاستفادة منها في تقديم الخدمات والتسهيلات لكي يجني الطرفين ثمار هذه المشاريع العملاقة. لقد قام وفد تجاري صيني مكون من 70 شخصية بزيارة إلى مدينة الدقم للاطلاع على ما سوف يتم تحقيقه على ارض الواقع من بنية أساسية في هذه المنطقة الحرة، والتعرف على الفرص الاستثمارية الحقيقية بها، وما تقدمه المنطقة من خدمات وميزات وحوافز نسبية للمستثمرين الاجانب، وخاصة الصينيين. وتفاصيل خطة هذا المشروع تتضمن إنشاء 35 مشروعاً من بينها 12 مشروعا في مجال الصناعات الثقيلة، بجانب توفير نحو 12 ألف فرصة عمل التي نأمل بأن يتاح مجال العمل فيها للعمانيين بجانب الصينيين أيضا.