قالها حكيم: لوتذكَّر الناس الموت لعمت الفضيلة.. ولذلك.. ألتمس منكم العذر من استقبالي العام الجديد بالتوقف أمام ظاهرة موت لاعبين في ميادين التنافس، ليس إثر بلع اللسان، ولا بالارتطام القوي مع خصم، وإنما باعتلال مفاجئ تتوقف معه قلوب لاعبين في عز الشباب.. وريعان النجومية.. * ظاهرة الموت المفاجئ لرياضيين ليست جديدة وإنما تمتد وفق راصدين للعام 1889، لكنها زادت رغم ما حدث في الطب من التطور المثير.. ويعترف الفيفا نفسه بظاهرة الموت المفاجئ لآلاف اللاعبين في ريعان شبابهم، لكنه لا يعلن إلا عن الملتحقين بأندية معروفة. * وصحيح أن الأعمار بيد الله وأن الموت نهاية كل حي، والحياة قطار كل شخص ينزل في محطة معينة بصرف النظر عن عمره، لكن تنامي حوادث وفاة الرياضيين إمًا فرحاً أو حزناً أو تحت ضغط جهد بدني في مباراة أو تمرين صار أمراً جديراً بالدراسة من مراكز البحث الطبية، وجديراً بالتوقف أمامه، حتى لايتحول الأمر إلى مصدر قلق وهاجس فرملة لما تتطلبه قضية التنافس الرياضي من الجهد الاستثنائي الخلاق.. * في الثلث الأخير من ديسمبر الماضي عرضت جمعية القلب الأوروبية أبرز الأخبار الطبية المتصلة بالقلب، ولاحظَت أنها تتصل بقضايا السلوك الصحي والتغذية وعلاقتها بحالة القلب، كما حددت رابطة القلب الأمريكية في نفس الفترة أهم أبحاث أمراض القلب والسكتة الدماغية وجوانب التعامل مع أمراض ذات صلة بالقلب كالسكري والفشل الكلوي وتخثرات ما بعد الإصابة بكورونا، وأشارت إلى علاقة القهوة والملح وحتى الحمل بصحة القلب.. وتمنيت لو أقرأ شيئًا حول وقوع رياضيين موتى في ملاعب رياضية، وهم الذين يفترض أنهم يمثلون الحالة المثلى في قوة الأعضاء الحيوية وسلامة الغذاء وقوة إحراقه.. * ولا أتحدث هنا عن وفاة حارس نادي تورنادو الإندونيسي توفيق رمزي إثر ارتطامه بأحد منافسيه ومفارقته الحياة، وإنما عن نوبات قلبية تعرَّض لها لاعبون كثر، منهم لاعب نادي مسقط العماني مخلد الرقادي خلال تمارين إحماء وأدت إلى وفاته، ورحيل قائد فريق مولودية الجزائر سفيان لوكار بأزمة قلبية في ملعب مباراة فريقة أمام جمعية وهران، وموت اللاعب اليمني محمد بلفاس حارس منتخب شبوه للجالية اليمنية في الرياض، وهو في طريقه للاحتراف في البحرين وبسكته قلبية أيضا.. * وثمة من نجوم الرياضة من مات من الفرحة كما حدث مع مدرب نادي المجد السكندري أدهم السلحدار خلال احتفال فريقه بتسجيل هدف الفوز في الشهر الماضي، وذات توقف القلب حدث مع مدرب نادي المصافي العراقي أحمد دحام. * وسواء مات تحت ضغط جهد بدني زائد.. مات من الفرحة، أو مات من الحزن- لا اعتراض على قضاء الله اللطيف بعباده- لكن ذلك لا يلغي الحاجة للتوقف أمام الظاهرة، وإعادة دراسة ما يترتب على زيادة الأحمال البدنية للمنافسات أو العاطفية الانفعالية وما يرافقها أو يلحقها. * والمطلوب مثلاً تكثيف الإجراءات الإسعافية على الطريقة السريعة التي تم بها إنقاذ اللاعب الدنمركي اريكسون.. وضرورة تفهم حكام المباريات الحاجة لسرعة دخول الطواقم الطبية إلى ميدان اللعب وعدم التأخير، والارتقاء بمستوى التحاليل والفحص الاستباقي للوقوف أمام أي اعتلال تضخمي في قلوب اللاعبين، كما يحدث من مراقبة بعض الدول للشباب باستخدام تخطيط كفؤ يسجل كل الإشارات الكهربائية القلبية، لأن الفحوصات الروتينية ربما لاتكفي.. * ومن جديد..الأعمار بيد الله ولكل أجل كتاب.. لكننا مطالبون بأن نأخذ بالأسباب.. ونتجنب الوقوع في أي تقصير وإهمال.. * ويارب اجعل العام الميلادي الجديد 2022 عام سلام وعافية ونجاحات رياضية تصنع البهجة والفرح، والحياة الملونة. * كل عام والجميع بخير.