للفوز القطري بذهبية دورة الألعاب الآسيوية للكرة الشاطئية طعم خاص، ونكهة مميزة لاكتمال العناصر التي تجعله إنجازاً مشبعاً بالمعاني، ويفسح الطريق أمام الكثير من الأماني. * والأجمل في فوز ثنائي المنتخب القطري أحمد تيجان وشريف يونس ببطولة القارة الصفراء أنه جاء للمرة الثانية على التوالي بعد فوزهما بذهبية آسياد إندونيسيا في العام 2018، ما يعني أخذ الشاطئية القطرية بمخاوف القول بأن الأهم من الوصول إلى القمة هو المحافظة عليها، والعمل على نفس الصعوبة بما حدث في دورة هانغتشو من تحقيق الذهبية القارية من جديد.. * وأن تفوز على الصين في الدور النهائي بشوطين دون رد، وبنتيجة رقمية تصاعدية لم يتهيب فيها النجمان من أرض أو جمهور فأنت بطل كبير، خاصة وأن النزوع إلى البطولة سبق المباراة النهائية بتحقيق انتصارات لافتة في التمهيدي والأدوار النهائية، ألحقت الصين بكازاخستان، وكشفت من جديد عن شخصية البطل القطري من البداية إلى النهاية.. وهنا نتذكّر ما قاله النجم شريف يونس: النهائي صعب لكن الذهب هدفنا.. وهو ما تحقق بخطفه وزميله النجم أحمد تيجان الذهب محافظين على اللقب.. * ومن نافل الكلام القول إن وراء تحقيق القيمة الوطنية والشخصية والوجدانية للإنجاز الذهبي استعدادا جادا، وعزيمة وتفانيا، وقدرات استثنائية من البطلين وإشرافا ورعاية من اتحاد الكرة الشاطئية واللجنة الأولمبية القطرية "اتحاد الاتحادات". * الفوز بذهبية الكرة الشاطئية يستميل جمهورا قطريا آخر ويضمن حماس قاعدة جديدة من الممارسين والمتابعين لهذه الرياضة في قطر ودول الخليج وكل الدول العربية المطلة على شواطئ ورمال دافئة تحرِّض على جعل الكرة الشاطئية والرياضة عموماً إحدى روافع التنمية الشاملة.. * إن الفوز بأي ميدالية ذهبية في دورة رياضية قارية ترفع فيها أعلام الدول ويُعزَف فيها النشيد الوطني هو فخر جدير بالحفاوة والتشجيع، وفيه دافع كبير للحفاظ على الإنجاز بتعزيز ثقافة الفوز في قادم تحديات الكرة الشاطئية.. * أمام الكرة الشاطئية القطرية بعد إنجاز الصين تحدٍّ قريب يتمثَّل بالمشاركة في بطولة العالم التي تستضيفها المكسيك والدورة الأولمبية في باريس، ما يفرض البناء على معدن الذهب الذي لا يأتي على طبق من ذهب وإنما بقلوب جامحة، وجاهزية عيون وأيدٍ وأقدام وتوازن ومرونة، وما إلى ذلك من المعطيات البدنية والمهارية والذهنية والنفسية المتوقدة.. * أن تفوز في معترك كبير على مستوى القارة الآسيوية فأنت متميز وحريص على إعلاء شأن القيمة الوطنية والثقافية لبلدك، وتفسح آفاقاً رحبة للمنافسة، وتمد جسور الجدية والعزيمة والتفاني لأن وراء كل بطولة قارية جهدا استثنائيا يستحق التشجيع والتقدير.. * وبالمناسبة.. يبدو أن لعبة الكرة الشاطئية رياضة تنتصر أكثر للشغوفين بها، يظهر ذلك في كون المنتخب البرازيلي في هذه الرياضة أحرز بطولة العالم في 16 نسخة من بطولات تذكرنا بجماليات إضافية للمستمتعين بجماليات الشواطئ وأجوائها، الراغبين بمد جسور العلاقات مع التميز المطلق حيث المعدن النفيس هو مكافأة مستحقة للأبطال والنجوم.. * أجمل عبارات التشجيع والتقدير للنجمين الكبيرين، ولجميع عناصر هذه الرياضة، والداعمين لها وفي المقدمة اللجنة الأولمبية القطرية واتحاد الكرة الشاطئية.. وبأمل أن تحقق الرياضة القطرية والعربية المشاركة في آسياد الصين حضورا مميزا في هذا المحفل القاري الهام..