عندما نذهب لشراء سلعة ما فبالتأكيد أننا سنفضل السلع التي تمت صناعتها في دول أجنبية وأوروبية وعندما ننظر داخل منازلنا نجد أن أغلب ما نستخدمه قد تمت صناعته في دول أجنبية، بل والأكثر من ذلك نجد العديد من البدائل من نفس السلعة أو المنتج من دول عديدة وهذا التطور والازدهار الذي وصل إليه القطاع الصناعي العالمي سواء كان الآسيوي أو الأوروبي أو الأمريكي لم يكن وليد اللحظة أو أنهم لم يبذلوا فيه جهدا كبيرا خلال رحلة التطور ولكن هناك عوامل أساسية الجميع قد مر بها وهي بعيدة عن الفلسفة الأكاديمية التي نعاني منها في هذه الفترة في دولنا العربية والتي تتسبب وبكل أسف في إيقاف عجلة الحركة والتطور في العديد من الأمور.
ومن الأسباب الهامة للتطور هو عمل تقييم لما نحن فيه ولما نريد.
أين نحن؟ وأقصد هنا هو تقييم للوضع الحالي وما وصلنا إليه وبلغه أهل الجيوسياسة هو «التموقع» ويجب أن نقيم أنفسنا بشكل واقعي جدا ودقيق ودون تجميل في الصورة حتى نستطيع أن ننطلق إلى النقطة الأخرى بشكل صحيح وإذا لم نفعل ذلك سنظل ندور في حلقة مفرغة دون نتائج.
ماذا نريد؟ عندما نحدد ماذا نريد وإلى أين نريد نصل بهذا القطاع لدينا نستطيع أن نحدد ما هي الأدوات المطلوبة لتنفيذ وما نريد تنفيذه، ولكن ما يحدث هو أننا نريد أن نصل إلى مستوى دولة صناعية كبرى دون معرفة رحلة نموهم وتجربتهم وبكل أسف الجملة المعتادة التي نسمعها دائما «نبدأ من حيث انتهى الآخرون» هذه الجملة نعم تجعلك ترى ما وصل إليه من قام بالتطور والنمو وتستفيد من تجاربه، ولكن بكل تأكيد يجب أن تمر بأمور مشابهة كما مر صاحب التجربة، فهذه قواعد الصناعة مهما امتلكت وهذا ما نشاهده في العالم الآن.
الإجراءات ومرونتها «يواجه العديد من المستثمرين سواء المحلي أو الأجنبي تحديات عديدة تحت مسمى كلمة» الإجراءات، منها الحصول على التراخيص أو التمويل أو التعامل مع بعض الموظفين الذين يجعلونك محبطا بعدم المضي قدما في مشروعك والعديد من الأمور، فهل نحن نقوم بتقييم هذه الإجراءات بالفعل على فترات متقاربة حتى نزيل أي عقبات أمام أي مستثمر؟ لذلك هي رحلة عمل ونمو وتطور كبيرة يجب أن نسير فيها حتى يكون لدينا قطاع صناعي واعد ولا يحدث لنا كما حدث في أزمة الكورونا عندما تم وقف التوريد من الدول العالمية لحاجتها لهذه السلع.