تسابق الدول الآن لاستقطاب أكبر قدر ممكن من العقول التي ستغير مسار العالم في الاعوام القادمة، فكما استطاعت هذه العقول الوصول بنا الى الثورة التكنولوجية الكبيرة التي نعيشها الان وكذلك الطفرة العلمية فحتما ستغير هذه العقول العالم وهذا ما نتابعه من حراك في دول عديدة مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الاوروبي في استقطاب أكبر قدر ممكن من العقول، والسؤال الاهم هنا هل نحن كمنطقة عربية سيكون لنا دور في استقطاب هذه العقول؟ وسؤال اخر هل تعتبر المنطقة العربية جاذبة للعقول أم طاردة؟
للإجابة على الاسئلة اذا نظرنا الى المنطقة العربية بشكل عام ودورنا في جذب هذه العقول ربما دورنا اصبح اقل من السابق وهذا لاعتبارات كثيرة اهمها ان المنطقة اصبحت مسرحا للعديد من التوترات بالإضافة الى حاله عدم النظر الى المصلحة العامة للعديد من الدول الذي انعكس بدوره على الوضع العام للمنطقة الذي جعلها كما ذكرت مسرحا للتوتر، واضيف ايضا الوضع العلمي، فالمخرجات العلمية في منطقه الشرق الاوسط لا تبشر بالخير بالمقارنة بالدول الأوروبية والولايات المتحدة مع العلم ان ميزانيات التعليم لدينا ضخمة والانفاق على التعليم يستنزف موارد الدول بشكل كبير، فلماذا رغم هذا الانفاق الكبير لا نتقدم الا في الاوراق فقط والمؤشرات ولكن على أرض الواقع الوضع مختلف والنتائج خير برهان.
فنحن كدول عربية نحتاج الى صياغة استراتيجيتنا التعليمية التي ستنتج لنا في النهاية عقولا وطنية نستطيع ان نعتمد عليها في تغيير المسار او الوقوف امام الازمات، بالإضافة الى ان نكون مكانا لجذب العقول من الدول المختلفة سواء للتعلم او للبحث العلمي او حتى العمل وهنا ايضا يجب أن أذكر أن الأمر يجب ان تتشارك فيه كافة مؤسسات الدولة لخدمه استراتيجية ان نكون مكانا لاستقطاب العقول ولا يتوقف الأمر على بعض الاجراءات في منح امتيازات فقط، بل نريد أن نكون امتيازا علميا وبحثيا ومجتمعيا قبل أن نكون امتيازا قائما على أمور أخرى.