تحليل اقتصادي: أربعاء أوبك

لوسيل

تورنتو - السر سيد أحمد

رغم الضربات الجوية المصرية على مناطق يسيطر عليها المتشددون الإسلاميون في ليبيا واستمرار حالة الاضطراب الأمني وإلى حد ما الشلل في فنزويلا فإن ذلك لم ينعكس على السوق النفطية في شكل خوف من احتمال انقطاع الإمدادات في هذا البلد أو ذاك مما ينعكس على معدلات الأسعار، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن وربما يعود ذلك إلى تنامي ظاهرة عدم الاستقرار السياسي والأمني للدرجة التي لم يعد يؤثر فيها على تحركات سعر البرميل بسبب التعود وأصبح التركيز أكثر فأكثر على أساسيات الصناعة النفطية خاصة في جانبي العرض والطلب.
اليوم، الأربعاء، ستتركز الأنظار على عاملين أساسيين: التقارير التي ستصدر من إدارة معلومات الطاقة في الولايات المتحدة ومن معهد البترول الأمريكي وتعرضهما إلى وضعية ومستوى المخزونات الموجودة وإذا كانت في طريقها للتراجع لتستقر عند معدل الخمس سنوات الذي تفضله أوبك أم لا. أما العامل الثاني فهو أن شهر يونيو هذا هو الذي يشهد انطلاقة موسم قيادات السيارات الذي يتوقع له في العادة أن يستمر حتى سبتمبر المقبل وتعمل الصناعة عادة على توفير الاحتياجات من وقود السيارات.
المخزون من البنزين ووقود السيارات يعتقد أنه في حدود 238.7 مليون برميل أو ما يزيد قليلا عن 4.6% عما كان عليه في أبريل العام الماضي، لكنه يزيد بنحو 10 ملايين برميل عن متوسط حجم المخزون لفترة خمس سنوات. على أن التوقعات تشير من ناحية أخرى إلى أن فترة هذا الموسم يمكن أن تشهد سحبا من المخزون في حدود 60 ألف برميل يوميا، لكن عوامل القلق تتزايد مع تصاعد الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري مما جعلها تنافس كلا من السعودية وروسيا إنتاجا بعد أن وصلت إلى مرحلة ضخ 9.3 مليون برميل يوميا إلى الأسواق وأن إنتاج الولايات المتحدة من النفط الصخري أصبح يمثل ركنا أساسيا في انتعاش صناعة النفط الأمريكية مع إضافتها لنحو 785 ألف برميل يوميا من فترة الربع الأخير من العام الماضي إلى الربع الأخير من هذا العام.
يبقى متابعة إلى أي مدى يمكن أن يترجم موسم قيادة السيارات هذا في شكل تصاعد على الطلب ومن ثم خفض للمخزونات فيما إذا كان الطلب عاليا وقيام الدول المنتجة داخل وخارج أوبك باستمرار التقيد الصارم باتفاق خفض الإنتاج، الأمر الذي سيدفع تلقائيا إلى السحب من المخزون وإرجاعه إلى المعدلات المقبولة.