تسهم في حفظ الهوية الإسلامية الثقافية للصغار..

أولياء أمور: استئناف المراكز القرآنية عزز ارتباط أبنائنا بالقرآن

لوسيل

مصطفى شاهين

أشاد أولياء أمور طلاب المراكز القرآنية بقرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بشأن استئناف بعض المراكز القرآنية للذكور والإناث الحكومية والأهلية.

وجاء القرار بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة واتخاذ كافة الاستعدادات والإجراءات الاحترازية المفروضة في المرحلة الحالية، لعودة الدراسة والعمل التدريجي بعدد من مراكز تعليم القرآن الكريم الحكومية والأهلية للذكور والإناث، حيث انطلقت الأحد الماضي، على فترتين صباحية ومسائية وبطاقة إجمالية لا تتجاوز 50% من نسبة المسجلين سابقاً بهذه المراكز.

وثمن المواطن عبد الله احمد اليافعي استئناف بعض المراكز القرآنية مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية بعد توقفها لفترة كبيرة.

ونوه بالدور الكبير الذي لعبته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في إدارة الدعوة والإرشاد الديني بالوزارة في استمراره عن بُعد عبر المنصات المختلفة، لكنه أشار أن ذلك لا يمكن أن يكون بديلا دائما ومناسبا لكل الطلاب.

ويشار إلى أن المشاركين في برامج التعليم عن بُعد وصل عددهم قرابة 6 آلاف طالب وطالبة يتلقون دروس تعليم القرآن الكريم والدروس الهجائية عبر برنامج ميكروسوفت تيمز.

الهوية الثقافية

لكن عبد الله أحمد اليافعي أكد على الدور الأمثل الذي يمكن أن تقوم به المراكز القرآنية في التعليم وجهاً لوجه في تعزيز القراءة والكتابة وإتقان مخارج الحروف عبر الدروس الهجائية، مؤكداً أن المراكز القرآنية تقوم بالدور المميز التي كانت تقوم به الكتاتيب سابقاً في حفظ الهوية الإسلامية الثقافية للصغار والتي علمت الكثير من الأجيال.

ودعا اليافعي أولياء الأمور ليكونوا أكثر حرصاً على إلحاق أبنائهم وأحفادهم بالمراكز القرآنية، ومتابعة إتقانهم للحفظ والتلاوة والقراءة، لنيل الأجر والثواب الكبير، وتخصيص أوقات للمراجعة مع أبنائهم وأحفادهم.

جهود متوازنة

ومن جانبه قال محمد بن قاسم اليافعي إن العودة التدريجية لافتتاح مراكز القرآن الكريم ضرورة، لا سيما مع العودة التدريجية لطلاب المدارس والجامعات وغيرها، مؤكداً على ضرورة التزام الطلاب والطالبات وأولياء الأمور بالإجراءات الاحترازية، والتواصل مع الجهات المختصة في حال ظهور أية أعراض للإصابة.

وبحسب إدارة الدعوة والإرشاد الديني بدأت المرحلة الأولى في العودة التدريجية لافتتاح مراكز القرآن الكريم، وستبدأ بـجميع مباني ومقرات دور تحفيظ القرآن الكريم النسائية بالدولة وعددها 22 داراً، بالإضافة إلى عدد 21 مبنى ومقراً للمراكز القرآنية الأهلية الخاصة والتي تخضع لإشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، فيما اقتصر عودة افتتاح المراكز القرآنية الحكومية الخاصة بالذكور، على المراكز التي لها مقرات مستقلة عن المساجد وعددها أربعة مراكز قرآنية تابعة لقسم القرآن الكريم وعلومه، حيث لا تزال باقي المراكز مستمرة بالدراسة عن بُعد في برنامج (تعاهد) والتي تتم عبر منصة الوزارة التعليمة في برنامج (ميكروسوفت تيمز).

ونوه اليافعي بالدور الكبير الذي تقوم به وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة لضمان إعادة افتتاح جميع مراكز التحفيظ القرآنية مع الأخذ في الاعتبار صحة وأمان أبنائنا من الطلاب الحريصين على ارتياد مراكز التحفيظ القرآنية.

ودعا محمد بن قاسم اليافعي أولياء الأمور والطلاب إلى ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية التي أعلنت عنها الوزارة كالتباعد بين الطلاب وارتداء الكمامات وغيرها.

وأكدت إدارة الدعوة والإرشاد الديني توفير كافة الاشتراطات الصحية حتى تكون بيئة هذه المراكز بيئة صحية مكتملة، من حيث توفير أجهزة فحص الحرارة، والتأكيد على التباعد المكاني بين الحضور بمسافة (1.5م)، مع وجود منافذ التهوية المناسبة لقاعات التعليم، بالإضافة إلى اشتراط ارتداء الكمامات لجميع الحاضرين خلال فترة الدوام.

تعاقب الأطفال

من ناحية أخرى قال محمد عبد اللاه توفيق أن السعادة غمرت الآباء بعد إعادة افتتاح مراكز تحفيظ القرآن الكريم، واستئناف أنشطتها مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية للأطفال، مؤكداً أن الأطفال كان لديهم حافز قوي لمتابعة أنشطة المراكز بعد توقفها لفترة طويلة.

وأضاف توفيق أن مراكز تحفيظ القرآن الكريم النسائية تقوم بإرسال لرسالة لأم الطفلة لترسلها إلى مركز تحفيظ القرآن الكريم، بحيث لا يكون هناك تكدس للأطفال في وقت واحد، حيث يتم إرسال الرسائل لأولياء الأمور على مدار فترة عمل المركز، فيما يقوم الأطفال بالانصراف فور الانتهاء من التسميع والتلاوة ليحل محلهم آخرون.

وأكدت إدارة الدعوة والإرشاد الديني أن استئناف العمل بمقرات هذه المراكز، جاء بعد تطبيق كافة الاشتراطات والإجراءات الاحترازية التي فرضتها الجهات المختصة بالدولة في هذه المرحلة، وبالتعاون مع وزارة الصحة العامة حيث تم تدريب فريق من كل مركز للإشراف على تطبيق الإجراءات الاحترازية أثناء عمل المراكز تحت إشراف وزارة الصحة العامة، وقد تم إجراء فحص (PCR) لكامل الكادر الإداري والفني بالمراكز المختارة للتأكد من خلوهم من فايروس كورونا كوفيد19، والتأكد من تجهيز هذه المقرات لتكون ملائمة لاستقبال أبنائنا وبناتنا من الحُفاظ والحافظات.

ويتابع طلاب المراكز القرآنية حفظ تعليم القرآن الكريم ومناهج المراجعة المقررة لهم من قبل قسم القرآن الكريم وعلومه وكذلك النشاط النسائي التابع لإدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والتي تشمل فئات الطلاب والطالبات بمراحل مناهج التعليم المعتمدة بالإدارة، بداية من الدروس الهجائية وحتى الطلاب بمرحلة ختم القرآن الكريم كاملاً.

ونوهت وزارة الأوقاف بجهود وزارة الصحة العامة المقدرة والدور المهم الذي قامت به في تعاونها المثمر والتواصل الدائم في هذا الجانب للوصول إلى العودة التدريجية للدراسة بهذه المراكز القرآنية.

ودعت إدارة الدعوة والإرشاد الديني أولياء الأمور أيضاً أبناءنا وبناتنا الطلاب والطالبات إلى التعاون في هذا الجانب مع القائمين على العملية التعليمية بالمراكز والدور القرآنية، والالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية التي تم فرضها في هذه المرحلة، للمحافظة على صحتهم وصحة المجتمع كاملاً، وأيضا حثهم على حسن استغلال أوقاتهم فيما هو نافع ومفيد، وزيادة الإقبال على الحفظ والمراجعة والتدبر لكتاب الله تعالى، مع العمل والتحلي بأخلاق القرآن الكريم.

الترغيب ضرورة لاستمرار حفظ الأبناء للقرآن

جاء في الحديث الشريف حول نيل الأجر في الآخرة: من قرأَ القرآنَ، وتعلَّمه، وعملَ به؛ أُلبسَ والداه يومَ القيامةِ تاجًا من نورٍ، ضوؤه مثلُ ضوءِ الشمسِ، ويكسى والداه حُلّتان، لا تقوم لهما الدنيا، فيقولان: بمَ كُسينا هذا؟ فيقال: بأخذِ ولدكما القرآنَ. رواه الحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم. وصححه الألباني.

وذكر فتوى موقع إسلام ويب أن شعور الأبناء بشيء من الملل، أمر متوقع، لأن النفس البشرية لا تثبت على حال، وقد أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم أن: لكل عامل فترة. فالفتور، والضعف من طبيعة الإنسان، والموفّق من جاهد هذا الفتور، وداوم على العمل الصالح، وإن قل.

وأوصى بعدم إغفال عامل الترغيب والتحفيز، فترغبه في حفظ القرآن؛ بالتذكير بفضل حفظه، وتكافئه بشيء من الأمور الدنيوية التي يحبها، لا سيما عند نشاطه وقطعه شوطًا في الحفظ.

كما أوصى بالاجتهد في الدعاء؛ فإن القلوب يصرفها الله تعالى حيث يشاء، نسأل الله أن يصلحنا وذرياتنا.