بعد تفاقم الخلاف بين تركيا والاتحاد الأوروبي

اتفاق الهجرة يبحث عن طوق نجاة

لوسيل

لوسيل

هل يحتضر اتفاق الهجرة الثنائي بين الاتحاد الأوروبي وتركيا قبل أن يكمل شهره التاسع؟ السؤال بدأ يطرح نفسه بقوة بعد الأزمة الأخيرة التي تشهدها العلاقة بين الطرفين على خلفية موافقة أعضاء البرلمان الأوروبي على قرار يدعو إلى تعليق المفاوضات حول انضمام تركيا إلى الاتحاد، وما صاحب هذه الموافقة من تصريحات لمفوضة السياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موجيريني عبرت خلالها عن اعتقادها بأن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة توجد الآن على مفترق طرق . قنا

تركيا استخدمت اتفاق اللاجئين كورقة ضغط تحفظ بها مصالحها المأمولة وتدافع به عن مساعيها المشروعة للانضمام إلى الاتحاد. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هذا التصويت لا يحمل أي قيمة بالنسبة لبلاده بغض النظر عن النتيجة التي سيؤول إليها . وانتقد أردوغان في كلمة له في افتتاح الدورة الـ32 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري الإسيداك التابعة لمجلس التعاون الإسلامي تعامل الدول الأوروبية مع أزمة اللاجئين. ولفت إلى أن مصير 10 آلاف طفل ممن أجبروا على الهجرة إلى أوروبا غير معروف.

ويخشى بعض القادة الأوروبيين بصورة خاصة أن تتخلى تركيا عن تطبيق اتفاق الهجرة الموقع في مارس الماضي مع الاتحاد الأوروبي، أو أن تتوقف عن ضبط حركة تدفق اللاجئين الساعين للوصول إلى أوروبا. ولم يكن تلويح تركيا بحقها في نظرة عادلة من الاتحاد الأوروبي لملف الانضمام إليه أو لاتفاق الهجرة هو الأخير من نوعه، ففي شهر يوليو الماضي لوح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بالتراجع عن الاتفاق المبرم بشأن اللاجئين إذا لم يلغ الاتحاد الأوروبي تأشيرة دخول الأتراك لدوله الأعضاء.

التصريحات، والتصريحات المضادة جاءت في الوقت الذي صدر فيه تقرير المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة حول أعداد المهاجرين الذين وصلوا الى الأراضي الأوروبية خلال شهر نوفمبر2016، وقال التقرير إن عدد من نجوا من الموت عبر البحر المتوسط في رحلة الوصول الى المحطات الرئيسية (قبرص - اليونان - إيطاليا - إسبانيا) بلغ 345 ألفا و676 مهاجراً ولقي 4 آلاف و663 شخصا حتفهم غرقا في مياه البحر المتوسط. ويعد الموت غرقاً هو أكثر أسباب الوفاة شيوعاً لمن عجزوا عن الوصول الى أوروبا عبر المتوسط خلال العام الجاري حسبما ذكر التقرير خاصة من دول شمال إفريقيا وجنوب الصحراء والقرن الإفريقي، في حين رصد التقرير أسبابا أخرى لا تقل مأساوية يموت المهاجرون بسببها على أبواب أوروبا منها الدهس بالحافلات، وإطلاق النار والموت على قضبان القطارات.

وبداية من نوفمبر الجاري، بدأت دول الاتحاد الأوروبي بشكل جماعي أو منفردة في اتخاذ عدة تدابير لضبط إيقاع حركة اللجوء والهجرة عبر أراضيها أو إلى داخل بقية دول الجوار حيث وافق الاتحاد الأوروبي على تمديد الضوابط المؤقتة المفروضة على الحدود داخل منطقة شنجن وتضم ألمانيا والنمسا والسويد والدنمارك التي يسمح فيها بالانتقال بدون تأشيرات لثلاثة أشهر أخرى بهدف المساعدة في التعامل مع أزمة المهاجرين.

وتتمحور الاتفاقية الأوروبية التركية لاستعادة اللاجئين الموقعة في 20 مارس الماضي حول تبادل اللاجئين، وتلزم هذه الاتفاقية تركيا باستعادة كافة اللاجئين الذين وصلوا منذ العشرين من الشهر ذاته من أراضيها بطريقة غير شرعية إلى الجزر اليونانية، ومقابل كل لاجئ تستعيده تركيا بدأ الاتحاد الأوروبي منذ الرابع من أبريل الماضي استقبال لاجئ واحد من اللاجئين السوريين الموجودين فيها.

وكان من المقرر أن يتم رفع القيود الخاصة بالتأشيرات بالنسبة للمواطنين الأتراك الذين يزورون الاتحاد الأوروبي في يوليو 2016، لكن تلك الخطوة توقفت بسبب عدم وفاء تركيا بعد بجميع المعايير الـ 72 اللازمة لرفع القيود الخاصة بالتأشيرات.