طالبوا بتعديل القوانين والاشتراطات الخاصة بالمواصفات

خبراء: الأمطار تكشف عيوب البنية التحتية وقصور الصيانة الدورية

لوسيل

محمد عبدالعال

  • المقاول والاستشاري شركاء في المسؤولية

برر خبراء ومختصون تضرر الكثير من المنشآت والمشروعات جراء هطول أمطار غزيرة على مناطق متفرقة في الدولة خلال اليومين الماضيين إلى قصور عمليات الصيانة وغياب ثقافة إدارة المشروعات في الدولة.
وطالبوا بضرورة تحرك الجهات المعنية في الدولة لتعديل القوانين والاشتراطات التي تؤطر العلاقة مع الاستشاريين والمقاولين بحيث تشمل التعديلات نصوصا وبنودا تضمن اتخاذهم للتدابير الكفيلة بوضع معايير ومواصفات تعزز من قدرة المشروع على مواجهة مثل هذه الظروف.
فيما تصاعدت موجات تلوث الهواء في منطقة سوق الأغنام في الدوحة بشكل تسبب في تفشي الروائح الكريهة والخانقة في المناطق المجاورة للسوق وقال المواطنون للوسيل أن هطول الأمطار بغزارة فاقم من حدة التلوث وأتهموا إحدي الشركات بالسوق بنصب خزانات اسطوانية لحفظ بقايا الذبائح بانها وراء انتشار الروائح الكريهة.
وأرجع المهندس إبراهيم السليطي، عضو مجلس جمعية المهندسين القطرية، الرئيس السابق لمعهد إدارة المشاريع في الدوحة، تضرر الكثير من المنشآت والمشروعات جراء هطول أمطار غزيرة على مناطق متفرقة في الدولة إلى قصور عمليات الصيانة وغياب ثقافة إدارة المشروعات في الدولة.
وقال السليطي، لـ لوسيل ، إن تلك المشكلة ذات شقين، أولهما يتعلق بالمشروعات القديمة التي دخلت الخدمة منذ سنوات سواء الطرق الرئيسية أو الجسور والأنفاق والتي كشفت الأمطار عن غياب واضح لعمليات الصيانة الدورية فيها وعدم استعدادها لمواجهة تلك الظروف. وأضاف أن الشق الثاني من تلك الإشكالية التي وصفها بأنها باتت ظاهرة متكررة سنوياً يتعلق بالمشروعات الحديثة التي لم يمر على استلامها ودخولها الخدمة عام، وظهرت بها عيوب إنشائية واضحة عقب تعرضها للأمطار.
وأوضح أن تلك المشروعات التي تسلم على مراحل يبدو أنها تفتقد إلى معايير الجودة التي يجب على الجهة المستلمة لها التأكد من توافرها فيها قبل إتمام عملية التسليم والتسلم لكل مرحلة.
وتساءل السليطي: أين الجهة الحكومية التي تقوم بالصيانة للمنشآت والمشروعات القديمة التي تضررت؟ ولماذا لا يتم التأكد من جودة المعايير قبل عملية الاستلام؟.
أيمن قبيصي، مدير التطوير والتسويق في شركة إف دي كونسلت للتصاميم والاستشارات الهندسية، قال إن الأضرار الناجمة عن موجة الأمطار كشفت عن عدم تهيئة البنية التحتية لمواجهة مثل هذه الظروف والتغييرات الجيولوجية.
وأضاف قبيصي، لـ لوسيل ، أنه على الرغم من قيام الدولة بتنفيذ العديد من المشروعات الهادفة لاستيعاب هذه الكميات من الأمطار ومواجهة مثل هذه الظروف منذ الموجة التي تعرضت لها العام الماضي إلا أن نتائج تلك المشروعات لن تظهر قبل عامين أو 3 من الآن.
وعلى الرغم من اتفاق قبيصي مع الآراء التي يطرحها متخصصون بشأن تحميل المقاول والاستشاري مسؤولية الأوضاع التي تشهدها الدوحة وغيرها من المدن منذ يومين، إلا أنه يرفض تحميلهم المسؤولية الكاملة.
وقال: هؤلاء يتحملون جزءا من المسؤولية، وبالنسبة للاستشاري فحتى لو لم تتم مراعاة تلك الظروف في تصميم المشروع، إلا أنه يجب أن يكون حريصاً على توافر حد أدنى من المعايير، وكذلك الأمر بالنسبة للمقاول الذي قد يلجأ إلى التوفير أو تحقيق مكاسب على حساب المواصفات. وشدد قبيصي، على ضرورة تحرك الجهات المعنية في الدولة لتعديل القوانين والاشتراطات التي تؤطر العلاقة مع الاستشاريين والمقاولين بحيث تشمل التعديلات نصوصا وبنودا تضمن اتخاذهم للتدابير الكفيلة بوضع معايير ومواصفات تعزز من قدرة المشروع على مواجهة مثل هذه الظروف.