تزامناً مع وصول وزيرة الخارجية الكندية

واشنطن بوست تشكك في إعلان ترامب إنهاء نافتا

لوسيل

مواقع - لوسيل

في تزامن مع وصول وزيرة الخارجية الكندية أمس إلى واشنطن، شككت صحيفة واشنطن بوست في حقيقة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إنهاء اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، وتباهيه بأنه أبرم مع المكسيك ربما أكبر صفقة تجارية على الإطلاق .
وتجيء زيارة المسؤولة الكندية في محاولة لانتزاع اتفاق تجاري من الولايات المتحدة التي تفاهمت للتو مع المكسيك، من أجل إنقاذ صيغة محدثة من اتفاقية التبادل الحر لدول أمريكا الشمالية (نافتا) التي جمعت الاقتصادات الثلاثة منذ 1994.
وقالت المحررة الاقتصادية للصحيفة كاثرين رامبل إن واقع الأمر هو أن ترامب لا يستطيع إلغاء الاتفاقية من جانب واحد، وإن هذه مجرد خطوة محتملة نحو أي صفقة تجارية جديدة تشمل المكسيك، وربما لا تكون خطوة جيدة وقد لا تؤدي في الواقع إلى أي اتفاق جديد على الإطلاق.
وبعبارة أخرى - كما تقول رامبل - هذا هو بالضبط ما يتوقعه الجميع من رئيس لا يفهم ما تفعله إدارته أو لا يبالي، وأشارت إلى أن ترامب قام بحملة إصلاح اتفاقيات أمريكا التجارية الغبية ، بما في ذلك اتفاقية نافتا، ولا يزال هذا الاتفاق الثلاثي مع كندا والمكسيك بحاجة لتعزيز بعد أكثر من عقدين من الزمان لأن الاقتصاد العالمي قد تغير منذ ذلك الحين.
وكان أول أعمال ترامب بعد توليه منصبه انسحابه من اتفاق الشراكة عبر المحيط الهادئ الذي وقعه سلفه باراك أوباما مع 12 دولة من بينها كندا والمكسيك، واشتمل على تحديث القواعد التجارية ورفع معايير العمل والبيئة، والأسوأ من ذلك أنه فرض تعريفات جديدة في كل اتجاه تقريبا، حتى على حلفائنا في أمريكا الشمالية.
وعلقت الكاتبة على إعلان ترامب اتفاقه الثنائي الجديد مع المكسيك بأنه ليس هناك اتفاق موقع معها حتى الآن، ولسوء حظ ترامب فإنه ليس لديه في الواقع سلطة من الكونغرس لتقسيم نافتا إلى اتفاقين ثنائيين منفصلين.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن معظم ما في نافتا يتم تنفيذه بموجب القانون الأساسي، وهذا يعني أنه بغض النظر عما يقوله ترامب فإن معظم بنود الاتفاق ستظل سارية المفعول ما لم يقر الكونغرس قانون تجارة جديدا، وهو الأمر الذي لا يبدو أن الكونغرس - بقيادة الجمهوريين - حريص على القيام به، على الأقل إذا كان القانون الجديد المعني أكثر حمائية من القانون الذي لدينا.
كما أن الكونغرس ليس العائق الوحيد أمام التخلي عن نافتا لصالح اتفاقيات تجارية ثنائية منفصلة. وقد قالت كل من كندا والمكسيك إن أي اتفاقية تجارية جديدة يجب أن تتضمن نتائج تشمل مشاركة جميع البلدان الثلاثة.
وختمت الصحيفة بأن ترامب إذا كان يرغب في الوفاء بوعوده الانتخابية والحصول على أي نوع من الصفقات التجارية التي يبدو أنه يريدها بشدة قبل منتصف المدة، فإن من الأفضل له أن يتوقف عن الثناء على نفسه والعودة إلى العمل.
وكان ترامب اعتبر الاتفاقية السابقة كارثية للولايات المتحدة ومسؤولة عن زوال عدد كبير من الوظائف الأمريكية بسبب نقل الشركات إلى المكسيك أحيث كلفة العمل أقل.