مع اشتداد القتال حول طرابلس، حيث تحاول قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) بقيادة القائد خليفة حفتر تطويق العاصمة الليبية، يبدي أهل مدينة مصراتة القريبة دعمهم للمقاتلين الذين يتصدون للقوات المهاجمة بإعداد وجبات طعام لهم والتبرع بالدم لمن على خطوط المواجهة.
وأوضحت مُعلمة وواحدة من منظمي حملة الطعام تدعى سعاد الأسي أنهم يرسلون نحو 5 آلاف وجبة طعام للمقاتلين يوميا.
وقالت نحن ندعم في إخواننا في العاصمة طبعا، نقدم يوميا ما يقارب 5 آلاف وجبة من جميع جمعيات مصراتة ونساء مصراتة لإخواننا غادي في الجبهات، وهذا دعم أبسط شيء نقوم بتقديمه لهم ضد ها الطاغية (في إشارة لحفتر) اللي بغى علي ها البلاد وعلي العباد، ونتمنى أن النصر من الله سبحانه وتعالى .
وقالت امرأة أخرى من أهل مصراتة أيضا ولها ابنان يقاتلان ضد قوات حفتر وتدعى ربيعة الدلنسي كيفما (مثلما) انتصرنا علي الطاغية الأول بإذن الله، بإذن الله منتصرين حتي علي هذا لأنه جاينا من 1500 كيلو متر في من يحارب، هل شبابنا دواعش؟. شبابنا هم اللي انتصروا ع الدواعش في سرت .
وتطهو نساء الطعام في منازلهن مستخدمات مكونات يتبرع بها سكان المدينة التي تقع على بعد نحو 187 كيلومترا شرقي العاصمة. وتنظم الإدارة الصحية حملة للتبرع بالدم في أماكن عديدة بصالات رياضية بأنحاء مصراتة.
ويقول سكان إنه عندما تفجر القتال حول طرابلس تحركت فصائل مسلحة من مصراتة للدفاع عن العاصمة ضد القوات القادمة من الشرق.
وعلى صعيد متصل، حملت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا البعثة الأممية ومجلس الأمن مسؤولية ما قالت إنه سكوت وتهاون تجاه ما يقوم به اللواء المتقاعد خليفة حفتر في العاصمة، واستعانته بالطيران الأجنبي لقصف طرابلس، وطالبت بكشف حقيقة الطائرات التي تدعم حفتر في هجوم طرابلس.
وأشارت الحكومة إلى أن حفتر يأبى إلا أن يغطي هزائمه بالاستعانة بالطيران الأجنبي لقصف المدنيين والعزل.
وأكدت أن ردها سيكون في الميدان العسكري وعبر الملاحقة القضائية لكل من شارك في هذا الهجوم.
ولفتت حكومة الوفاق إلى أن قصف أمس السبت هو جريمة حرب تضاف إلى سلسلة الجرائم المرتكبة من حفتر وقواته.
ودوت انفجارات ضخمة في العاصمة طرابلس أمس إثر غارات شنها الطيران التابع للجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن طرابلس تعرضت لغارات جوية قبل منتصف الليل، ونقلت عن شهود أنهم سمعوا دوي انفجارات ضخمة ترافق مع هدير طائرات في السماء.
وتفيد أرقام للأمم المتحدة أن 264 شخصا قُتلوا، بينهم 21 مدنيا، جراء القتال منذ الخامس من أبريل بينما أُصيب 1266 شخصا آخرين، بينهم 69 مدنيا. ونزح نحو 32 ألف مدني من منازلهم لمناطق أكثر أمانا.