

أكد الدكتور عز الدين البوشيخي المدير التنفيذي لمعجم الدوحة التاريخي، أن المعجم يمثل خطوة مؤسسية رصينة في سبيل بناء مشروع عربي لغوي نهضوي، يوازي ما أنجزته لغات عالمية في ميادين المعاجم التاريخية.
جاء ذلك خلال ندوة استضافها منتدى مؤسسة عبدالحميد شومان الثقافي في العاصمة الأردنية عمان، حملت عنوان "المعاجم التاريخية للغات ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية"، وذلك بالتعاون مع المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، ومعجم الدوحة التاريخي للغة العربية.
وقال البوشيخي، إن معجم الدوحة التاريخي سيسهم بإعادة الاعتبار للغة العربية بوصفها كائنا حيا متطورا، متأثرا بالسياقات الحضارية والفكرية، مشيرا إلى أنه شارك في تحرير المادة المعجمية وتدقيقها واعتمادها عدد كبير من اللغويين من سائر الدول العربية.
وبين أن المشروع يتيح منصة إلكترونية تفاعلية تيسّر للباحثين والمهتمّين الوصول إلى قاعدة بيانات لغوية ضخمة، وتفتح آفاقًا غير مسبوقة لدراسة المعاجم من منظور زمني وثقافي متطور، لافتا إلى أنه لا يقتصر على الجانب اللغوي الصرف، بل يخدم كذلك الدراسات التاريخية، والاجتماعية، والفكرية، إذ يُبرز كيف عبّرت اللغة العربية عن تحولات المجتمع العربي عبر القرون.
وأوضح أن للمعجم معايير وضوابط دقيقة وصارمة لكيفية التعامل مع الكلمات، وكيفية بناء مداخلها المعجمية، لافتا إلى أن البيانات التي يقدمها المعجم من الناحية العلمية والحجم، تستعمل كذلك في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وفي تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي في اللغة العربية.
من جهتهم أشاد أكاديميون أردنيون بمعجم الدوحة التاريخي للغة العربية وأنه سيفتح آفاقا جديدة في البحث العلمي والإسهام في تطوير الصناعة المعجمية العربية وإنتاج معاجم جديدة متفرعة عن معجم الدوحة التاريخي، وفتح الآفاق لمشاريع بحثية جديدة خاصة بتطوير الدلالة والتأصيل الدلالي والمعنى المحوري.. وأكدوا على أهمية معجم الدوحة منوهين بالجهود التي بذلت لإنجازه، والجهود المكرسة للاستمرار في تطويره مستقبلاً، ليظل حاضراً كقوة ثقافية تدعم الباحثين والدارسين والأدباء.