طالب رجال أعمال وخبراء أن يتم ادارة الازمة المتصاعدة حاليا ما بين شركة اوريدو وهيئة تنظيم الاتصالات بمزيد من الحكمة والهدوء للحفاظ على سمعة الاقتصاد القطري، وفى نفس الوقت تلبية مطالب السوق بمزيد من الشفافية والتنافسية، وأن يتم اقرار آليات واضحة ومحددة ضمن اطار زمني تسمح بالنفاذ الى خدمات الاتصالات لجميع الشركات العالمية بالدولة، دون الجور على حق أي طرف.
بينما تحدثت مصادر حكومية لـ لوسيل ان سعي شركة فودافون قطر للدخول الى سوق خدمات الهواتف الارضية والانترنت الثابت خلال الفترة الماضية هو ما دفع بالاحداث إلى التصاعد بعد سعي فودافون للحصول على خدمات الاتصالات الأرضية والانترنت عبر الشركة القطرية لشبكة الحزمة العريضة التي قدمت شكواها الى هيئة تنظيم الاتصالات بسبب رفض اوريدو النفاذ الى بنيتها التحتية لمد الكابلات اللازمة لذلك.
فودافون تسعى للحصول على مصادر اضافية للايرادات من خدماتها من خلال الهاتف والانترنت المنزلي، فى سبيل تعويض خسائرها التي بلغت نحو 100 مليون ريال وفقاً للبيانات المالية الاخيرة الصادرة عن الشركة.
بينما تسعى أوريدو للحفاظ على ريادتها فى السوق القطري والعالمي بعد بلوغ إيراداتها نحو 16 مليار ريال وارتفاع قاعدة عملائها حول العالم إلى أكثر من 130 مليون عميل.
وكانت الشركة القطرية لشبكة الحزمة العريضة قد تقدمت بشكوى ضد شركة Ooredoo بسبب عدم امتثالها باتفاق إتاحة النفاذ إلى البنية التحتية لقنوات الاتصال الخاصة بها، قررت الهيئة بموجبها حق الحزمة العريضة ومهاجمة اوريدو فى بيان نشر منذ ايام على الموقع الالكتروني للهيئة سرعان ما تم ازالته، وهو ما دفع شركة اوريدو أول الأمس الاثنين الى اصدار بيان صحفى شديد اللهجة تتهم فيه هيئة تنظيم الاتصالات بمحاباة خصمها وعدم الأخذ بعين الاعتبار رأي الشركة أو الأدلة التي قدمتها لها.
ناصر الخالدي: تجريد أوريدو من بنيتها التحتية إجحاف لحقها
يرى ناصر الخالدي الرئيس التنفيذي لشركة قطر وعمان للاستثمار أن أوريدو لديها جانب من الحق فى موقفها الحالي، نظراً لانها قامت خلال السنوات الماضية بضخ استثمارات كبيرة فى مد شبكات الاتصالات، والكابلات الارضية والبحرية، وفق مواصفات عالمية.
ولذا يرى الخالدي أنه فى حال القيام بتجريدها من حقوق ملكيتها لتلك البنية التحتية فسيكون ذلك بمثابة اجحاف لما قاموا به خلال السنوات الماضية، والطفرة الكبيرة التي شهدها قطاع الاتصالات فى الدولة وكانت لأوريدو بصمة كبيرة فيه.
ويقترح الخالدي أن تشكل لجنة متخصصة تقوم بالفصل فى هذه القضية واعطاء كل ذي حق حقه، للحفاظ على حقوق التنافس داخل السوق وفى نفس الوقت عدم الجور على حق أحد.
واستشهد بما تم فى الولايات المتحدة الامريكية عام 1984 عندما تم رفع قضية احتكار على شركة AT T من قبل عدد من المستثمرين هناك، ووقتها تم تقسيم الشركة الى أربع شركات مع احتفاظ الشركة الأم بالبنية التحتية التي قامت بمدها خلال الفترات السابقة.
عبدالله الخاطر: أوريدو مطالبة بالامتثال لقواعد السوق و الهيئة ضعيفة
أكد الخبير الاقتصادي عبد الله الخاطر أن القرار الذي اتخذته الهيئة هو القرار الصحيح، لان البنية التحتية لقطاع الاتصالات لابد وان تكون متاحة أمام الجميع للاستفادة منها، وهو المطبق فى دول العالم فى ظل آليات الشفافية واقتصاد السوق، وفى نفس الوقت للحفاظ على حقوق المستهلكين واتاحة خدمات الاتصالات أمامهم بأفضل الاسعار وبأعلى جودة، مؤكداً أن قطر تعد جزءاً من الاقتصاد العالمي ولابد ان نحتكم الى الاساليب العالمية التي تدار بها مثل تلك الامور.
واضاف الخاطر أن مثل هذا القرار كان لابد وان يصدر قبل سنوات عديدة بدلا من ان يترك السوق أمام أوريدو لسنوات طويلة لتتحكم فيه دون تدخل من الهيئة وهو ما يصعب من مهمتها الحالية، مطالبا مسؤولي الهيئة بعدم التردد والحساسية الزائدة وأن تتسم قراراتهم بالحسم والشفافية والبحث فقط عن مصلحة المواطنين والمستهلكين، مضيفا ان الضعف الحالي فى موقف الهيئة وعدم قدرتها على السيطرة عليه يعود لعدم اتخاذها لخطوات قوية مسبقة لمنع حدوث ذلك.
وأكد ان من مصلحة شركة اوريدو ان تسمح للجميع فى السوق باستخدام البنية التحتية ضمن آليات التنافس الشريف لانها شركة عالمية وضمن استثماراتها الخارجية قد تواجه مثل تلك القضايا، ولإبعاد شبهة الاحتكار عنها.
باعتراف الهيئة: أوريدو المسيطر الأوحد على السوق
تشير بيانات منشورة على الموقع الالكتروني لهيئة تنظيم الاتصالات الى أن شركة اوريدو هي صاحبة الترخيص الفردي والمسيطرة على السوق.
وتشير وثيقة تحت عنوان أمر صادر عن هيئة تنظيم الاتصالات : الموافقة على العرض المرجعي للوصول الى البنية التحتية الخاص بشركة OOREDOO Q.S.C ، الى طلب الهيئة من اوريدو أن تقوم بتطوير عرض مرجعي للوصول الى البنية التحتية كجزء من موجباتها باعتبارها مقدم الخدمات المسيطر على السوق.
الوثيقة استعرضت تاريخ الخلاف الممتد بين اوريدو والشركة القطرية للحزمة العريضة من شهر يونيو عام 2013 والذي استمر طوال تلك الفترة وحتى تاريخ اصدار الوثيقة وتتحدث فيه الوثيقة عن عدم قدرة الاطراف المعنية النفاذ الى البنية التحتية الخاصة بالشركة.
من أسرار الصراع الدائر: فتش عن الخطوط الأرضية والإنترنت المنزلي
تحدثت مصادر حكومية مختصة الى لوسيل أن السر الحقيقي وراء اشتعال الازمة الحالية يعود الى اعلان فودافون مؤخراً عن نيتها دخول سوق الهواتف الثابتة، وهو ما سيتم بالتنسيق مع الشركة القطرية لشبكة الحزمة العريضة والتي ستقوم بمد الكابلات وخطوط الاتصالات اللازمة لتلك الخدمة داخل الانابيب الخاصة بشركة أوريدو وبجوار الكابلات الخاصة بها والتي تغذي جميع انحاء الدولة.
المصدر تحدث عن أن النزاع الحالي تدخل فيه ايضا هيئة الاشغال العامة فى ظل تأكيد اوريدو لملكيتها للقنوات الارضية التي تمد داخلها كابلات الاتصالات التي تمد الدولة بخدمات الاتصالات الارضية والانترنت عبر الفايبر، وتتمسك اوريدو بأن تلك القنوات الارضية، ملك لها بينما يتحدث الطرف الاخر عن أن ملكيتها تعود لهيئة الاشغال العامة لكونها ممدودة ضمن الارض القطرية ولا تعود ملكيتها إلا للدولة.