أصيب عشرات الفلسطينيين بجروح إثر اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين بالمسجد الأقصى عند بابي الأسباط وحطة عقب صلاة العصر أمس، بعد أكثر من أسبوعين لأول مرة.
واعتدت قوات الاحتلال على المصلين، بعد أن استجاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين لنداء المرجعيات الدينية بالعودة إلى الصلاة في المسجد الأقصى عقب تراجع إسرائيل وإزالتها الحواجز الإلكترونية عن البوابات.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني الخميس أنها عالجت 46 إصابة في مواجهات على أبواب المسجد الأقصى وداخل باحاته بين شبان فلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية.
وقالت جمعية الهلال الأحمر: تعاملت طواقمنا مع 41 إصابة خلال مواجهات باب حطة وباب الأسباط تنوعت ما بين اعتداء بالضرب إدى إلى كسور وإصابات بالرصاص المطاط وبغاز الفلفل وبقنابل الصوت . وأضافت أنه يجري علاج خمس إصابات بالمطاط داخل عيادات المسجد الأقصى .
ودعت المرجعيات الإسلامية في القدس الفلسطينيين أمس إلى أداء صلاة العصر في المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ أسبوعين تقريبا، وذلك بعد أن أزالت السلطات الإسرائيلية كل التجهيزات الأمنية المستحدثة في محيط الحرم الشريف.
وقال رئيس مجلس الأوقاف الشيخ عبدالعظيم سلهب في مؤتمر صحفي، هذا الانتصار هو انتصار للشعب الفلسطيني بوقفته الواحدة التي اتحد بها مع قيادته وخلف العمائم، خلف القيادة الدينية التي بينت للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني لا يرضى أن يمسَّ في عقيدته، والمسجد الأقصى هو عقيدة .
وتابع: الآن، نحن نطلب من مدير الأوقاف أن يدخل الحراس لفتح أبواب المسجد، وسنصلي إن شاء الله صلاة العصر كلنا في المسجد الأقصى المبارك .
وقال إمام المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني لوكالة فرانس برس عن الدعوة لأداء صلاة العصر، يستحق شعبنا الذي صلى في الشوارع على الإسفلت الحار أن يعود، وحتى يأتي عدد كبير وندخل مهللين مكبرين مع أبناء شعبنا المقدسي الذي احتمل الأيام الماضية .
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية الخميس إزالة كل الإجراءات الأمنية التي استحدثتها في محيط الحرم القدسي إثر هجوم في 14 يوليو، وأثارت غضبا فلسطينيا وإسلاميا عارما وصدامات دامية بين محتجين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وأزالت القوات الإسرائيلية فجرا المسارات الحديدية وأعمدة الكاميرات، وهي إجراءات رأى فيها الفلسطينيون محاولة من إسرائيل لبسط سيطرتها على الموقع، ورفضوا دخول الحرم القدسي وأدوا الصلاة في الشوارع المحيطة.
واندلعت احتجاجات فلسطينية عارمة تخللتها صدامات أسفرت عن مقتل خمسة فلسطينيين. وليل الجمعة الفائت، طعن فلسطيني عائلة مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة فقتل ثلاثة منهم.
وما إن أزالت القوات الإسرائيلية التجهيزات حتى توافد الفلسطينيون إلى محيط باحة الأقصى مطلقين أبواق السيارات احتفالا بهذا الانتصار .
وقال فراس عباسي مبديا تأثره الشديد، لقد انتصرنا على إسرائيل، منذ 12 يوما ولا أحد منا ينام، لا نفعل شيئا سوى المجيء إلى الحرم الشريف .
وصلى المقدسيون صلاة الظهر أمام الأبواب، وبعد الصلاة بدأت الناس بالتكبير فرحا.
وقال أبو جهاد: حتى الآن لم ندخل إلى الأقصى ولم نتأكد أن كان هناك كاميرات بعد. لا داعي للفرح الزائد حتى نعرف ماذا فعلوا داخل الأقصى.
بينما قالت رائدة أبو صوي التي كانت تحمل سجادة الصلاة في يدها، كنت كمن في غيبوبة واستيقظت منها. مر أسبوعان والحمد الله فتح المسجد الأقصى .
وبعد ضغوط مكثفة مارستها الأسرة الدولية خشية تصعيد أعمال العنف، وافقت إسرائيل على إزالة أجهزة رصد المعادن الثلاثاء، إلا أنها قالت إنها ستضع وسيلة مراقبة أخرى تقوم على وسائل ذكية .