متشوقةٌ لأرى ردة فعل طفلي وزوجي، إنهما ينتظرانني خارج غرفة الفحص ، هكذا همست إحدى المستفيدات من مشروع تركيب العين الاصطناعية بقطاع غزة وهي تنظر لنفسها في المرآة.
وفي الوقت الذي احتضن الطفل أمه فرحاً بمظهرها، ذرفت الأخيرة دموع الفرحة. وارتسمت ابتسامة على محياها قائلة: الحمد لله أن من عليَّ بهذا الفضل الكبير، فلولا دعم أهل الخير في قطر لما استعدت ضحكتي هذه .
وأضافت لقد كنت أشعر بالخجل الشديد أثناء النزول إلى الشارع، كنت أحاول إخفاء التشوه الحاصل في وجهي بسبب فقدان عيني، غير أني الآن مستعدة للظهور دون الشعور بالخجل أو العجز .
حليمة مستفيدة ثانية، سارعت بعد إجراء عملية تركيب العين الصناعية، للمطالبة بتصويرها حتى ترى صورتها في الكاميرا.
قالت حليمة: لم أكن أتوقع أن تكون النتيجة بهذه الروعة قالت ذلك، وأكملت وهي تداعب الممرضة فرقي بينهما إن كنتِ تستطيعين ذلك! . (أي فرّقي بين الاصطناعية والعين الحقيقية). بدوره، قال مدير مكتب قطر الخيرية في قطاع غزة المهندس محمد أبو حلوب: إن قطر الخيرية سعت جاهدة من أجل تسهيل اندماج الأشخاص فاقدي العين في المنزل والمجتمع من خلال هذا المشروع، فضلا عن محاولة تخفيف الضغوط النفسية والاجتماعية عن كاهل الأشخاص المصابين .
20 شخصا من الذين فقدوا إحدى أعينهم نتيجة الإصابة المباشرة المتسببة في فقء عيونهم استفادوا من مشروع تركيب العيون الصناعية، الذي نفذته قطر الخيرية بالتنسيق مع وزارة التنمية الاجتماعية والمؤسسات المختصة بتأهيل المعاقين بصريا في قطاع غزة وأسهم المشروع في التخفيف من الأعباء الاقتصادية عن كاهل أهالي المصابين في أعينهم، فضلا عن توفير أعين زجاجية لهم لتحسين الشكل الجمالي لوجوههم، في ظل عجزهم عن شراء وتركيب هذه الأعين.
كما أحدث المشروع تغييرا جذرياً في شكل المعاقين بصرياً، وخاصة أنه ساعدهم في التخلص من التشوه الحاصل في الوجه. كما خضع المستفيدون من هذا المشروع إلى تدريب على العناية بالعين الزجاجية من طرف الشركة المصنعة.