الدولار يتأثر بتوقعات رفع الفائدة الأمريكية

لوسيل

القاهرة - عاطف إسماعيل

منذ صدور بيان بنك الاحتياطي الفيدرالي الأخير والدولار يحقق ارتفاعات كبيرة مقابل باقي العملات الرئيسية، فيما أطلق أحد أعضاء الفيدرالي تصريحات منفصلة أشار خلالها إلى إمكانية رفع جديد للفائدة في الربع الثالث من 2016.
وارتفع مؤشر الدولار بواقع 0.2% بعد إطلاق هذه التصريحات ليصل إلى مستويات أعلى من 96.00 نقطة، ما أدى إلى إغلاق أسبوعي لمؤشر الدولار عند أعلى المستويات في سبعة أيام. وأسهمت البيانات الاقتصادية الأمريكية في ارتفاع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية عقب تسجيل مؤشر طلبات السلع المعمرة الأمريكية لارتفاع قدره 2.8% سجلتها قراءة فبراير.
وتكمن أهمية البيانات في أنها تعكس حالة إيجابية لقطاع يعتبر من أهم مكونات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، بحسب وول ستريت جورنال الأمريكية. وارتفع الدولار مقابل الين الياباني إلى مستويات أعلى من 112.00.
وكان جيمس بولارد، عضو الفيدرالي الأمريكي ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان لويس، قد رجح في تصريحات له صدرت الأسبوع الماضي أن الفيدرالي قد يتجه إلى رفع الفائدة قبل نهاية الربع الثالث من 2016، وكان الفيدرالي قد أكد في بيانه الأخير أنه متجه إلى المزيد من إجراءات التيسير الكمي وضخ السيولة في الأسواق.
كما كانت أكبر البنوك المركزية الرئيسية قد أعلنت اتباع السياسة التيسيرية نفسها لدعم الاقتصاد، وعلى رأسها البنك المركزي الأوروبي الذي أعلن عن عزمه شراء المزيد من الأصول لدعم اقتصاد منطقة اليورو.
وتشير التصريحات التي انطلقت من أروقة البنوك المركزية في الفترة الأخيرة إلى أن هناك حالة الترقب لما تشهده الأسواق من مؤشرات إلى تباطؤ محتمل للاقتصاد العالم يقوده تراجع البيانات الاقتصادية القادمة من الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
وتأتي استجابة السلطات النقدية في دول الاقتصادات الرئيسية في العالم بمزيد من التيسير النقدي والإبقاء على معدلات الفائدة عند مستويات منخفضة في صالح أسواق الأسهم العالمية، إذ تبعث برسائل طمأنة للمستثمرين تشير إلى أن البنوك المركزية سوف تستمر في دعم الشركات في مختلف القطاعات، ما ينعكس إيجابيا على أداء أسهمها في بورصات العالم.
ويستند الدولار الأمريكي تحديدا إلى عدة عوامل فيما يحققه من صعود، وهي العوامل التي قد تستفيد منها العملة الأمريكية كل على حدة، أو تستفيد منها جميعا في الوقت نفسه. فالدولار قد يرتفع مستندا إلى تحسن في البيانات الأمريكية وظهور مؤشرات جيدة تطمئن المستثمرين على مستقبل الاقتصاد الأمريكي، كما يمكن للدولار الاستفادة من حالات يسود فيها القلق لدى المستثمرين وأوقات الأزمات، إذ يرى المستثمرون في العملة الأمريكية ملاذا آمنا يحميهم من تقلبات السوق.
أما العامل الثالث الذي قد يسبب صعودا للدولار مقابل العملات الرئيسية فهو أي حديث عن رفع الفائدة الفيدرالية، إذ إن ارتفاع الفائدة يجعله من الأًصول ذات العائد المرتفع، ومن ثَمَ يتجه إليه المستثمرون.