على مدى ثلاث ساعات تجولت جريدة لوسيل في مدينة المستقبل الذكية لوسيل ، التي تحولت إلى ورشة عمل هائلة تعمل ليل نهار، التقينا فيها بالقيادات التنفيذية للمدينة، حيث شرحوا خطط العمل وما تم تنفيذه على الأرض وتطورات البناء في الإنشاءات والبنى التحتية ودور المطورين والمقاولين في إنجاز المدينة، وقد بدأت معالم المدينة تتشكل وتقترب من الاكتمال.
وغطت الجولة كافة مرافق المشروع ومواقع العمل المختلفة لمشروعات البنية التحتية ومشروعات الأبراج والمباني السكنية ومشروعات الطرق والجسور وغيرها.
وحقيقة.. ما يجري في المدينة إنجاز ضخم وهائل بكل المعايير، حيث يعمل آلاف المهندسين والاستشاريين، والفنيين والعمال على مدار الساعة من أجل تحقيق حلم مدينة المستقبل، التي ستصبح العاصمة الجديدة والمستقبلية لقطر.
كلداري: خصوصية مجتمعنا
قال عيسى محمد علي كلداري، الرئيس التنفيذي: إن المدينة تعتبر مدينة متكاملة بها كل متطلبات المدينة الحديثة، سواء من كافة أنواع المساكن، من الفلل الفخمة ومساكن لذوي الدخل المتوسط والشقق، فخمة وعادية، وهي من أكثر مشاريع البناء في قطر طموحا وتطورا.
وأكد أن لوسيل تتفرد بكونها المشروع الأكبر على مستوى الشرق الأوسط بهذا الحجم وهي مدينة حديثة متطورة، ولديها القدرة على التوسع، كما تتميز بأنها تحافظ على عاداتنا وتقاليدنا ومكونات المجتمع وخصوصية المجتمع القطري، وستكون من أكثر المناطق تميزا وجاذبية للسياح لقطر، والزائرين لقطر.
وقال: عند تخطيط المدينة راعينا تفادي إشكاليات الاختناقات المرورية خلال عمليات الدخول والخروج بالنهار ونهاية اليوم والتعاطي مع كافة مكونات المجتمع وشرائحه المختلفة والاهتمام بالسكان القاطنين في المدينة وخلال التخطيط للمدينة حددنا مناطق الوزارات والمؤسسات والمساكن وآلية التعاطي مع الطبقات (بين المتوسطة) من الموظفين الذين يصل عددهم لنحو 40 ألفا، وقررنا أن يكون تواجدهم بالقرب من محطات القطارات الداخلية (الترام) لتسهيل حركة تنقلهم لتخفيف الزحام.
وقال كلداري: إن البنية التحتية الخاصة بالمستثمرين اكتمل أكثر من 80% منها وخلال النصف الثاني من العام الحالي سيتم استكمال البنى التحتية الخاصة بالمستثمرين.
أسعار الأراضي
ورداً على سؤال حول ما يثار عن ارتفاع أسعار الأراضي بالمدينة، قال كلداري: عندما طرحنا الأراضي كانت بأسعار تنافسية حسب الموقع والارتفاع والاستخدام، وأراضي منطقة إجارة طرحت بأسعار أقل من أسعار السوق وقتها وشهدت إقبالا كبيرا عليها، وبعد ذلك تم التداول عليها بالبيع والشراء وهو أمر طبيعي وأصبحت تخضع لأسعارالسوق.
وأضاف: حاولنا أن نحد من المضاربات، في المنطقة الشمالية السكنية المخصصة للمواطنين، لذا منعنا البيع والشراء بها إلى وقت قريب، والأسعار الموجودة حاليا في لوسيل أقل من مناطق كثيرة في الدوحة.
وأكد كلداري أنه طبقا للعقود الموقعة مع المستثمرين يتم تسليم سندات ملكية الأراضي عند انتهاء المشروع، وهذا نظام معمول به في كل العالم لضمان التزام المستثمرين وتجنب ظاهرة الأراضي البيضاء، وبالفعل هناك 19 سندا تم تسليمها بالفعل للمستثمرين بعد انتهاء المشروع بالكامل.
وهناك أجل محدد للبناء ألزم به المقاولون والمطورون، بحيث لا يتجاوز ذلك مدة أربع سنوات، كما تم وضع نظام معين يلتزم به المستثمرون ومشترو الأراضي، يتضمن حدود ارتفاع المباني.
أول مدينة ذكية
وأضاف أن لوسيل تعد أول مدينة ذكية في الشرق الأوسط بهذا الحجم، ويعملون حاليا مع جميع الجهات الحكومية لاستخدام شبكة الآلياف الضوئية للمدينة كاملة، مطالبا بتوحيد الجهود لتحقيق هذا الحلم، موضحاً أن مصطلح كلمة مدينة ذكية يعني أن كل الخدمات المقدمة بالمدينة يمكنكم التحكم بها عبر الجوال والكمبيوتر، كما تتمثل فلسفتها في تقليل الاعتماد على وسائل النقل التقليدية مثل السيارات والباصات والمحافظة على البيئة.
وأوضح أن هناك إستراتيجية للتعليم في لوسيل تضمن التعاون بين إدارات المدارس بالمدينة، من خلال متابعة جهاز مدينة لوسيل لأداء تلك المدارس بشكل دوري كل ثلاث سنوات وتقييم الخدمات التعليمية المقدمة من خلالها، والتأكد من جودة الخدمة التعليمية المقدمة، ويتم منح عقد أرض كل مدرسة للمستثمر القطري لمدى 28 سنة، يقوم بترسيتها على المشغل لمدة 7 سنوات، وإذا لم يلتزم المشغل بتقديم خدمة متميزة يتم التواصل مع المستثمر القطري وتغيير المشغل، مؤكداً أن العقود الموقعة بينهم شفافة وتوضح حقوق وواجبات المستثمرين والمشغلين.
وأوضح أن هناك تعاونا مع مشروع الريل لتكون محطات القطار بجوار المدارس، لكي يعتمد عليها الطلاب في تنقلاتهم من المنزل إلى المدرسة لتلافي الزحام خلال فترات الدوام.
خدمات حديثة
قال محمد البوعينين، مدير شؤون التطوير بالمدينة: إن المدينة تبنت أفكارا جديدة لتفادي إشكالية دخول وخروج العاملين بداية ونهاية اليوم، والزحام الكبير للسيارات في الصباح وبعد انتهاء الدوام، لذلك عند تخطيط المدينة كانت هناك مناطق للوزارات ومناطق الأعمال، بالإضافة إلى مناطق سكنية لمختلف الفئات. وأضاف: بعد الدراسة المتأنية فكرنا في حلول ابتكارية، لطبقة كبيرة من المتوقع أن تسكن المدينة والتي تسمى pink collar وهم العاملون بين الطبقات الأدنى والمتوسطة، مثل الممرضات والعاملين بالمراكز التجارية والخدمات والمبيعات والتسويق، لأن هؤلاء لن يتمكنوا من دفع مبالغ كبيرة في إيجار المساكن، لذلك فكرنا في توزيع مناطق سكنهم بجوار محطات قطار وترام لوسيل، لتفادي دخولهم في زحام منتصف المدينة، وتقليل اعتمادهم على السيارات ووسائل النقل التقليدية.
وحول توزيع المناطق بالمدينة، أوضح محمد البوعينين، مدير شؤون التطوير، أن المدينة تتكون من 19 منطقة ويتوقع أن تستوعب من 200 إلى 230 ألف نسمة ومع الزوار يمكن أن يقفز العدد إلى 450 ألف نسمة وستضم الأحياء الشمالية من المدينة عدداً من المدارس والمجمعات السكانية والمباني الصحية والخدمية، إضافة إلى مساكن للموظفين متوسطي الدخل لتوفير كافة الخدمات الضرورية والأساسية لسكان المدينة.
وستكون هناك نحو 37 مدرسة وروضة وقد خصصنا أراضي لها بالشراكة مع لوسيل وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم مع تخصيص مدارس تدرس باللغات المختلفة، من عرب وأجانب، موزعة على عدة مناطق، لتخدم كل الشرائح الآهلة بالسكان.
وتم التوقيع على عقود إنشاء خمس مدارس عالمية يتوقع أن تبدأ في العام الدراسي في 2018 وستكون المرحلتان الثانية والثالثة خلال هذا العام وستضمان 9 مدارس ورياض يتوقع أن تبدأ الدراسة عامي 2019 و2020 وتأتي هذه الخطوة ضمن الإستراتيجية التعليمية التي وضعتها لوسيل وحددت تراخيص تلك المدراس لمدة سبع سنوات وستكون هناك لجنة مشتركة بين لوسيل والوزارة لتقييم أداء المدارس كل ثلاث سنوات، حيث تضم المدارس مشغلين عالميين ومستثمرين قطريين، وقال بأن رسوم تلك المدارس متفاوته لتلبي كافة الشرائح.
عام الحصاد
وقال المهندس خالد الحمادي، مدير شؤون البنية التحتية: إن عقود الإنشاءات تتضمن حلولا متكاملة لمتطلبات البنى التحتية الحديثة والمتطورة.
وبَيَّنَ أن الهاجس الرئيسي لنجاح أي مشروع هو اكتمال البنية التحتية وتوقعنا هذا منذ البداية وقررنا أنه خلال 3-4 سنوات يتم إنجاز جميع حزم البناء لجميع مشاريع البنية التحتية، وخلال السنوات الماضية قمنا بإرساء أكثر من 45 حزمة بناء لأعمال مشاريع بنية تحتية ونعتبر العام 2016 هو عام الحصاد، حيث نتوقع أنه خلال شهور العام الحالي ينتهي جزء كبير من تلك المشروعات.
وأعلن أن البنية التحتية للمدينة ستكتمل في الربع الأول من 2018 بكلفة تقدر بنحو 40 مليار ريال.
وتشمل البنية التحتية أيضا المشاريع الخاصة بالتشجير والتخضير وكافة مشروعات البنية التحتية للمدينة، مؤكداً أنه تم طرح أكثر من 55 مشروعا على المقاولين القطريين الذين يستأثرون بحصة 80%، والخليجيون بنسبة 15% والأجانب بنسبة 5%، وهناك نحو 12 شركة محلية تعمل في قطاع البنية التحتية.
وتشجع لوسيل الشركات القطرية على التحالف مع شركات عالمية لتنفيذ المشاريع لتنمية قدراتها وخبراتها.
مراحل اكتمال المدينة
- انتهاء مشروعات البنية التحتية للمستثمرين في الربع الأول من 2017.
- البنية التحتية للمدينة تكتمل في الربع الأول من عام 2018.
- اكتمال 65% من المدينة عام 2022.
- اكتمال مشروعات المدينة بالكامل عام 2030 طبقاً لرؤية قطر الوطنية.
- الموسم الدراسي 2018/2019 يبدأ بأول 5 مدارس بالمدينة.
- اكتمال الشارع التجاري وسيف لوسيل وجزر قطيفان في عامي 2019-2020.
==================
عن لوسيل
- 38 كيلو مترًا مربعًا مساحة المدينة، وتضم أربع جزر استثنائية و19 منطقة سكنية متعددة الأغراض ومناطق متعددة الاستخدامات ومناطق ترفيهية وتجارية.
- 230 ألف نسمة العدد المتوقع لسكان المدينة، و450 ألف نسمة العدد المتوقع بعد إضافة زوارها اليوميين.
- يتوقع أن تضم المدينة 35 فندقا بسعة 5000 غرفة فندقية، فندق كتارا للضيافة سيكون الأكبر في قطر بسعة 900 غرفة.
- 45 حزمة مشاريع بنية تحتية تم طرحها على المقاولين، ينفذها 27 مقاولا ومطورا، 24 منهم قطريون و3 مقاولين أجانب.
- 22 ألف عامل و1000 استشاري يعملون بمشروعات البنية التحتية.
- 37 مدرسة وروضة سيتم إنشاؤها وتضم مدارس خاصة ومستقلة وروضات.
- مركز لوسيل للقيادة والتحكم خدمة متفردة، حيث ستتمركز فيه عملية إدارة ورصد جميع الخدمات الذكية، مثل استخدام العدادات الذكية في استهلاك الطاقة.
- تضم المارينا مرسى يستوعب 100 مركب أو سفينة وتضم أماكن ترفيهية وهي الأكبر في منطقة الخليج.