

ارتفع رصيد المعدن الأصفر - الذهب - في الاحتياطيات الدولية لقطر ليصل إلى مستويات قياسية لم يصلها من قبل.. حيث بلغ مخزون الذهب لدى الدولة 72.3 طن، بعد التوسع خلال العام الجاري في شراء الذهب، ليزين الذهب قائمة الاحتياطيات الدولية التي تملكها قطر، ويضم الاحتياطي.. العملات الأجنبية والأوراق المالية والسندات والأرصدة لدى البنوك الأجنبية بالخارج.
واشترى مصرف قطر المركزي منتصف العام الحالي نحو 15.6 طن لتضاف على 56.74 طن الرصيد السابق من الذهب، لتبلغ قيمتها الاجمالية في نوفمبر الماضي 18.8 مليار ريال، مقابل 11.85 مليار ريال في الشهر المماثل من العام السابق، بزيادة سنوية 58.57%، ومرتفعة على أساس شهري بنسبة 27.5%.
إقبال قطر على شراء وتخزين الذهب يؤكد قدرتها على تأمين وحماية الاقتصاد من أي أزمات أو تحديات وفي مقدمتها اضطرابات الاقتصاد العالمي الذي يضرب غالبية دول العالم في الوقت الحالي.
الاستثمار الأمثل
خبراء المال والاقتصاد من وجهة نظرهم يشددون على أن الفترة الحالية تشهد إقبالا من الحكومات والافراد على شراء الذهب وتخزينه، والاستثمار في المعدن الأصفر، باعتباره الاستثمار الأمثل في ظل الازمات العالمية، والملاذ الآمن الأكثر جاذبية طوال التاريخ، الذي يحقق عوائد مالية، دون أي مخاطرة مقارنة ببقية الاستثمارات المالية والتجارية والعقارية الأخرى.
ويؤكد مصرف قطر المركزي أنه يقوم بإدارة الاحتياطي الأجنبي ومنها أرصدة الذهب بطريقة حذرة، وذلك للحافظ على سعر صرف الريال مقابل الدولار والعملات الأخرى، ويضيف المركزي أن المبادئ الأساسية لسياسة الاستثمار تتضمن المحافظة على رأس المال والحفاظ على توافر السيولة.
إضافة إلى ضمان تحقيق عائد مناسب للمحفظة الاستثمارية للاحتياطي بما تشمله من عملات اجنبية وسندات وأوراق مالية وذهب، ويدير الاحتياطي لجنة الاستثمار في المصرف التي يترأسها سعادة المحافظ، وتتولى اللجنة مسؤولية التوجيه لإدارة الاحتياطيات، ومسؤولية مراقبة المحفظة المالية للمصرف بالإضافة إلى التأكد من الاستثمار والتنويع في الأدوات المالية المتوافقة مع أهداف السياسة العامة للاستثمار ووفقا لسياسة الاستثمار المتبعة في المصرف.

الملاذات الآمنة
من جانبه يؤكد عبد العزيز العمادي نائب رئيس غرفة تجارة قطر الأسبق حرص مصرف قطر المركزي على الاستثمار الجيد للاحتياطي الدولي ومنها ارصدة الذهب، باعتباره أهم الملاذات الآمنة.. ويضيف أن ارتفاع هذا الاحتياطي يؤكد قوة الاقتصاد القطري ومتانته، وان الدولة نجحت في قيادة السفينة خلال ازمة كورونا، وخلال الاضطرابات الحالية في العالم، حيث استمرت في تنفيذ الخطط التي قررتها من قبل، سواء المتعلقة بمونديال 2022 الذي استضافته قطر أو ما بعد المونديال.
ويوضح العمادي انه وفقا لمؤسسات المال العالمية فإن أسعار الذهب من المتوقع أن تسجل ارتفاعات قياسية خلال العام الجاري، واستمرارها في العام الجديد، في ظل حالة عدم اليقين والمخاطر المحيطة بالاقتصاد العالمي في ظل عودة كورونا في الصين. مع تزايد قلق المستثمرين.
ويشير العمادي إلى أن هذا الاحتياطي يمثل ضمانا لاستمرار عملية التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها الدولة، كما يمثل ضمانا للأجيال القادمة مع بقية مكونات الاحتياطي من العملات الأجنبية والأوراق المالية.
ويتوقع العمادي زيادة مخزون قطر من المعدن النفيس خلال العام القادم 2023، مع استمرار ارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية، والاقبال المتزايد عليه سواء من الحكومات او الافراد.
الخبير المالي والمصرفي احمد عقل يؤكد ان توسع قطر في شراء الذهب خلال العام الجاري يرجع إلى الارتفاع المتواصل في أسعاره منذ بداية العام، مما يمثل فرص استثمارية جيدة سواء للحكومات أو الافراد، وهي سياسة اتبعتها الدول الكبرى، حيث يعتبر المعدن الأصفر مخزن قيمة دون أي مخاطرة على الاطلاق، فأسعار الذهب لا تنخفض ابدا خاصة على المدى الطويل.
ويضيف أن هناك فرصا استثمارية تكون جيدة خلال الازمات، معتبرا شراء الذهب وتضمينه مع الاحتياطيات الدولية للدول من اهم هذه الفرص، وبالتالي فإن الدولة اتبعت سياسة مرنة لإدارة الاحتياطي، تقوم على مراقبة الأسواق العالمية، واختيار الاستثمارات التي لا تتأثر بالتقلبات المالية والاقتصادية.
ويؤكد أن الاستثمار في الذهب يمنع المخاطرة على الاحتياطيات الدولية لقطر، كما يساهم في ارتفاع قيمة هذه الاحتياطيات، نتيجة ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق العالمية، مشددا على الإدارة الناجحة لمخزون الذهب، التي يتبعها مصرف قطر المركزي، حيث زاد المصرف من احتياطيات الذهب مع التوقعات بارتفاع أسعاره، مما يعد حماية للاقتصاد القطري ضد أي تقلبات متوقعة في الأسواق العالمية.