

كشف الدكتور أبوبكر مصطفى عبدالله مدير مكتب الابتكار والملكية الفكرية بالإنابة في جامعة قطر، عن أن الجامعة تمتلك 70 براءة اختراع مسجلة في الولايات المتحدة الأمريكية منذ تأسيس المكتب.
وأكد أن 81 ابتكارا جار العمل على تسجيلها براءات اختراع في الولايات المتحدة، و15 ابتكارا أخرى في أوروبا واليابان والصين.
وقال عبدالله في حوار مع «العرب» إن 37 إفصاحاً عن براءة اختراع قدمها الباحثون في جامعة قطر خلال عام 2020 رغم جائحة كورونا، معتبرا أن هذا العام هو الأكثر تقديماً لتلك الإفصاحات بفضل تعديل طريقة العمل الإداري للباحثين في تلك الفترة بسبب جائحة كورونا.
وأضاف إن الأبحاث وبراءات الاختراع عاملان رئيسيان في تحسين تصنيف الجامعة ومكانتها عالمياً، مما جعل إدارة الجامعة تعمل على تكثيف الدعم للمشاريع البحثية المتوقع منها إنتاج براءات اختراع، لافتا إلى أن الجامعة حققت قفزات كبيرة في الابتكارات خلال السنوات الخمس الأخيرة، كما تحدث عن نوعية براءات الاختراع في داخل الحوار.
- ما الجهات التي تخدم الابتكار والاختراع داخل جامعة قطر؟
توجد 3 جهات تتعامل مع الابتكار، أولا مكتب الابتكار وحقوق الملكية الفكرية وثانيا مركز ريادة الأعمال التابع لكلية الإدارة والاقتصاد، وأخيرا مكتب الابتكار الاستراتيجي وريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية التابع لرئيس الجامعة وكلهم يعملون في منظومة متجانسة، هذا بالإضافة إلى شركة قطر للتكنولوجيا والتي تقوم بتحويل بعض هذه إلى شركات ناشئة تخرج من الجامعة لإيجاد منتجاتها في الأسواق المحلية والعالمية ومكتب الابتكار وحقوق الملكية الفكرية تابع لنائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا الأستاذة الدكتورة مريم العلي المعاضيد ويشرف عليه الأستاذ الدكتور عبدالباري الهسي مساعد نائب رئيس الجامعة للبحث والدراسات العليا ويكون دوره تسجيل براءات الاختراعات التي يتوقع أن يكون لها مردود اقتصادي على الجامعة وذلك من خلال لجنة مشكلة من أساتذة بمختلف المراكز البحثية والكليات. كما يقوم المكتب بتوعية أعضاء هيئة التدريس والباحثين بأهمية الملكية الفكرية وتسجيلها وأهمية العمل من البداية على عدم فقدان حقوق الملكية الفكرية من خلال التعامل الحذر على أي ابتكار جديد مع المحيطين بهذا الابتكار.
- ما عدد براءات الاختراع التي تم تسجيلها منذ تأسيس مكتب الابتكار والملكية الفكرية؟
الجامعة تمتلك 70 براءة اختراع معظمها مسجل في الولايات المتحدة إضافة إلى 81 براءة اختراع جار العمل على تسجيلها في الولايات المتحدة و15 براءة اختراع أخرى يجري تسجيلها في أوروبا واليابان والصين، وبراءات الاختراع في جامعة قطر لها طيف واسع من العلوم الأساسية والتطبيقية كالهندسة والطب والصيدلة والاقتصاد والقانون، وتلعب المراكز البحثية دورا كبيرا في إثراء الجامعة ومن أبرزها مركز المواد المتقدمة الذي يعتبر أعلى المراكز بالجامعة تقديماً لبراءات الاختراع مقارنة بعدد الأساتذة العاملين به وهم 11 أستاذا، حيث قدم المركز 29 براءة اختراع حتى الآن.
كما أن كلية الهندسة لاعب رئيسي في تقديم براءات الاختراع أغلبها في علوم وهندسة الحاسب بالإضافة للهندسة الكيميائية والميكانيكية، إضافة إلى تقديم الطلبة براءتي اختراع حديثتين عبر مركز العلماء الشباب.
ومن اللافت أن عام 2020 الذي اجتاح فيه فيروس كورونا العالم يعتبر من أعلى السنوات تسجيلا لبراءات الاختراع بفضل الدعم الكبير من الجامعة للأبحاث المتعلقة بفيروس كورونا والتعديل الذي حصل في العمل الإداري في تلك الفترة مما أعطى الباحثين دافعا كبيرا للعمل على تلك البراءات التي تأخذ جهودا كبيرة، حيث تم التقديم على 37 إفصاحا عن براءة اختراع من بينها 3 براءات متعلقة بالجائحة.
- هل الباحثون في جامعة قطر يقدمون براءات اختراع تخدم استضافة الدوحة لكأس العالم لكرة القدم؟
تلقى مكتب الابتكار والملكية الفكرية مجموعة من الإفصاحات عن براءات اختراع متعلقة بكأس العالم سواء حول الحالة الصحية للجمهور أو تنقل الجمهور عبر المواصلات لتقليل الزحام مما يقلل الإصابة بالطبع أو رصد حضور المباريات أو التنبؤ بالمدة التي قد يستغرقها المريض في غرفة العناية المركزة.
- بماذا تخدم براءات الاختراع في تحسين مكانة جامعة قطر عالمياً؟
براءات الاختراع لها علاقة مباشرة بتصنيف الجامعة، فالتصنيف يعتمد على عدة عوامل بعضها علمية وبعضها إدارية، والعوامل العلمية تتعلق بعدد الأبحاث المنشورة وعدد استشهادات الأبحاث المنشورة بالأبحاث وبراءات الاختراعات الناتجة من جامعة قطر وعدد وجودة الباحثين وطلبة الدراسات العليا.
- ما دور مكتب الابتكار والملكية الفكرية في نشر ثقافة الابتكار داخل جامعة قطر؟
لدينا توعية للطلبة والباحثين بأهمية تسجيل براءات الاختراع والحفاظ على الملكية الفكرية عبر دورات تثقيفية يقدمها متخصصون في هذا المجال، وكيفية تدارك بعض الأخطاء البسيطة التي تمنع تسجيل براءة اختراع مثل الإفصاح عنها في مؤتمر صحفي أو في بحث منشور الخ.
ماذا عن مستوى الدعم الذي تقدمه جامعة قطر لإثراء الابتكار والبحث العلمي خاصة في الفترة الأخيرة؟
هناك دعم كبير ساعد في تحقيق الزيادة الملحوظة في عدد براءات الاختراع في جامعة قطر فقد قفزت براءات الاختراعات المقدمة للجامعة من باحثيها قفزات كبيرة خلال الخمس سنوات الأخيرة، ليس فقط في عدد براءات الاختراع المسجلة بل أيضا في عدد الباحثين المقدمين لتلك البراءات. كما أن الجامعة وعلى رأسها الدكتور حسن بن راشد الدرهم والدكتورة مريم العلي المعاضيد نائب رئيس الجامعة أصبحت تركز على تكثيف الدعم للمشاريع البحثية المتوقع منها إنتاج براءات اختراعات، الأمر الذي ساعد في توسيع ثقافة الاختراع والملكية الفكرية داخل الجامعة وزيادة مساعي الباحثين لتسجيل براءات الاختراع قبل السعي لنشرها، ولتصب في النهاية لتوجه الجامعة في تعزيز الاقتصاد القائم على المعرفة المحمية عبر نظم حماية الملكية الفكرية.
وأصبح عدد المشاريع البحثية المدعومة من الجامعة في ازدياد مستمر، كما أن إنشاء رئيس الجامعة لمكتب الابتكار الاستراتيجي وريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية لمتابعة المراكز والجهات المتعلقة بالابتكار يعكس الاهتمام الكبير بالبحث العلمي والابتكار، إضافة إلى إنشاء شركة جامعة قطر للتكنولوجيا التي أعلن عنها رئيس الجامعة في حفل تخريج دفعة 2020.
ومكتب الابتكار والملكية الفكرية يكون دوره في هذا الإطار مراجعة براءات الاختراع من ناحية مردودها الاقتصادي وترشيح من 6 إلى 10 مشاريع ليتم دعمها بالمال وخروج منتجاتها إلى الأسواق بالتعاون مع مكتب الابتكار الاستراتيجي وريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية.
وإدارة الجامعة أصبحت أكثر حرصا على دعم الباحثين وتذليل أي عوائق أمامهم بشكل سريع مما يعكس اهتمام الجامعة بالاستفادة من الأبحاث العلمية في تطوير المردود الاقتصادي والعائد المعرفي للمجتمع، وتخريج طلبة قادرين على تأسيس شركات ناشئة تخدم المجتمع وقائمة على الاقتصاد المعرفي.
وهنا أصبحت ثقافة وضع الأبحاث العلمية في الأدراج أو على الأرفف دون الاستفادة منها غير موجودة داخل الجامعة، بل أصبحت ثقافة البحث والابتكار منتشرة على مستوى أعضاء هيئة التدريس والطلبة أيضا، ومن هنا بدأت الجامعة حاليا في استغلال تلك المعرفة في إنشاء اقتصاد قوي يساهم في رفاهية المجتمع.
- ما الجهات الخارجية التي يتعامل معها مكتب الابتكار والملكية الفكرية؟
المكتب يتعامل مع جميع الجامعات حول العالم لأنه في بعض براءات الاختراع يكون أحد العاملين عليها من جامعات أخرى، فمثلا هناك إفصاحة عن براءة اختراع مقدمة للمكتب بالتعاون مع جامعة «أر. أم. أي. تي» الذي تم بالتعاون بين الباحثين من الجامعة الأسترالية وجامعة قطر، والجامعة مولت سفر الباحث التابع لها إلى استراليا لإجراء التجربة هناك، وهذا الأمر يشجع على التعامل مع الجامعة، بالإضافة إلى أننا نتعامل مع معاهد علمية ومكاتب محامين في الولايات المتحدة وقطر ومع المعارض الدولية حول الابتكار ومكتب براءة الاختراع.
ومن المعارض الدولية الأخيرة التي شارك المكتب فيها ملتقى التحدي والابتكار بالدوحة والذي شارك فيه الدكتور حارب الجابري بصفته مديرا لمكتب الابتكار وقتها، إضافة إلى عدد من ابتكارات الجامعة أبرزها للدكتور إبراهيم المسلماني باختراع المنشل البحري.
- ما آخر التطورات داخل مكتب الابتكار وحماية الملكية الفكرية؟
المكتب حاليا بصدد إنشاء آلية جديدة لتعظيم الاستفادة من الميزانية التي ترصدها الجامعة لتسجيل براءات وتسهيلا على الباحثين مما يساهم في استخدام نفس الميزانية بتسجيل عدد أكبر من براءات الاختراع ودخول أعضاء جدد لنادي المخترعين بجامعة قطر.