رئيس الوزراء: خطوة رائدة لتحسين جودة الخدمات.. «البلدية» تدشن نظام رخص البناء بتقنيات الذكاء الاصطناعي

alarab
محليات 27 أكتوبر 2025 , 01:20ص
منصور المطلق - قنا

شهد معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، أمس تدشين وزارة البلدية نظام إصدار رخص البناء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة رائدة تجسد توجه الدولة نحو تسريع التحول الرقمي وتعزيز جودة وكفاءة الخدمات الحكومية. حضر حفل التدشين عدد من أصحاب السعادة الوزراء والسفراء وكبار المسؤولين من الجهات بالدولة، إلى جانب ممثلين عن المكاتب الاستشارية وشركات التطوير العمراني والقطاع الهندسي.

ويعد نظام رخص البناء بقوة الذكاء الاصطناعي أحد المشاريع الرئيسية ضمن برنامج التحول الرقمي لوزارة البلدية، والذي يهدف إلى تسريع إنجاز المعاملات وتوحيد المعايير الفنية، ودعم القطاع الهندسي والمكاتب الاستشارية وتبسيط الإجراءات، ورفع كفاءة ودقة المخرجات عبر معالجة المخططات بنسبة إنجاز تصل إلى 70 بالمائة إلكترونيا في المرحلة الأولى.

بداية لمسار وطني
وفي منشور على حسابه الرسمي بمنصة «إكس» قال معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية: «في إطار سعينا للتحول الرقمي، دشّنا اليوم (أمس) نظام إصدار رخص البناء بتقنيات الذكاء الاصطناعي في وزارة البلدية، في خطوة رائدة تمثل بداية لمسار وطني لتوسيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الحكومي في مختلف القطاعات، لتسريع الإجراءات وتحسين جودة الخدمات، دعمًا لأهداف رؤيتنا الوطنية».


وأكد سعادة السيد عبد الله بن حمد بن عبد الله العطية، وزير البلدية، أن تدشين النظام الجديد لإصدار رخص البناء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يُعد حدثًا نوعيا يعكس الالتزام الراسخ بتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، والتي تهدف إلى بناء اقتصاد قائم على المعرفة، وتعزيز التنمية المستدامة، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة الإنسان والمجتمع.
وقال سعادته: إن تدشين نظام إصدار رخص البناء باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، يجعل دولة قطر أول دولة في العالم تطلق نظاماً متكاملاً لإصدار رخص البناء بهذه التقنية المتقدمة. ويعتبر هذا إنجازا غير مسبوق يعزز مكانة قطر بين الدول المتقدمة، ويمثل خطوة إستراتيجية نحو تقديم خدمات حكومية متميزة تتسم بالكفاءة والسرعة والدقة، وتلبي تطلعات المواطنين والمستثمرين على حد سواء.
وأوضح سعادته أن النظام الجديد يمكِّن من إصدار رخص البناء خلال (120 دقيقة) فقط بدلاً من (30 يوماً)، وذلك بفضل قدرته الذكية على قراءة المخططات الهندسية وتحليلها وفقاً للمعايير والاشتراطات المعتمدة، من خلال تكامله المباشر مع نظام المعلومات الجغرافية الخاص بالأراضي في دولة قطر (GIS)، بالإضافة إلى ارتباطه بقواعد البيانات الجغرافية لهيئة الأشغال العامة والمؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء).

معالجة البيانات
وأضاف سعادته أن هذا النظام يقوم بمعالجة البيانات الواردة في المخططات الهندسية المقدَّمة من المكتب الاستشاري، من خلال رصده للعناصر المقترحة في المشروع مثل (المباني - الارتدادات - الارتفاعات - المساحات - الغرف بأبعادها وغيرها من التفاصيل)، ثم يقارنها تلقائياً بالبيانات التفصيلية المدخلة من قبل المكتب الاستشاري في طلب رخصة البناء، ومع البيانات الجغرافية الخاصة بالقسيمة، وبناءً عليه يقوم النظام بعرض نتائج المقارنة على ثلاث مراحل رئيسية، تشمل: مرحلة مطابقة البنية الأساسية للمقترح المقدم (Structure Validation). ومرحلة مطابقة قراءات الذكاء الاصطناعي المستخلصة من المخططات الهندسية مع البيانات المدخلة من المكتب الاستشاري، والبيانات الجغرافية الخاصة بالقسيمة (Review Discrepancies). ومرحلة رصد المخالفات في التصميم المقترح (Review Violations).
ونوه بأنه بناءً على نتائج هذه المراحل، يقوم النظام بإصدار تقرير تفصيلي (To-Do List) يوضح عناصر المشروع التي تحتاج إلى تعديل، ليقوم المكتب الاستشاري بإجراء التعديلات المطلوبة قبل إحالة الطلب إلى البلدية، ويسهم هذا الإجراء في تسريع عملية إصدار الرخص وتحسين جودة الخدمة المقدَّمة، إذ يتم العمل عليه مسبقاً في مرحلة التحضير لطلب رخصة البناء وقبل إحالته إلى البلدية المختصة.
وأشار أن هذا التحول لا يختصر الوقت فحسب، بل يعزز كفاءة الأداء ويرسخ الثقة في المنظومة الحكومية.

مواكبة التطورات العالمية
ولفت سعادة الوزير إلى أن تبنّي التقنيات المتقدمة، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي، يعكس حرص وزارة البلدية على مواكبة التطورات العالمية وتوظيفها بما يتناسب مع الاحتياجات الوطنية، ويجسد التزام الوزارة الثابت بالتحول الرقمي الشامل الذي يضع الإنسان في قلب العملية التنموية.
وتوجّه سعادته بالشكر إلى جميع الشركاء والفرق الفنية والتقنية التي أسهمت في إنجاح المشروع، مثمّناً جهودهم المخلصة وعملهم بروح الفريق الواحد، وإيمانهم الراسخ بأهمية الابتكار والتحسين المستمر لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الرائد.
واختتم سعادته تصريحه بالتأكيد على أن هذا التدشين يمثل بداية لمسار جديد من التطوير والتحديث، وأن وزارة البلدية ماضية في مواصلة الابتكار والارتقاء بالخدمات الحكومية بما يعزز مكانة قطر في مصاف الدول الرائدة عالمياً.
كما أكد سعادته عزم الوزارة على مواصلة العمل والتطور وتعزيز الشراكات مع مختلف الجهات في القطاعين الحكومي والخاص، خدمةً للوطن وتحقيقاً لتطلعات الشعب القطري الكريم، في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه.

نقلة إستراتيجية في أداء الخدمات البلدية 

يعد نظام «رخص البناء بقوة الذكاء الاصطناعي» نقلة إستراتيجية في أداء الخدمات البلدية، حيث يهدف إلى: تسريع وتيرة إنجاز المعاملات وتوحيد المعايير الفنية. ودعم المكاتب الاستشارية والمستثمرين من خلال إجراءات أكثر مرونة وكفاءة. وتعزيز جودة ودقة المخرجات الفنية عبر تحليل المخططات باستخدام الذكاء الاصطناعي بنسبة إنجاز تصل إلى 70 % دون تدخل بشري في المرحلة الأولى.
ويأتي إطلاق النظام ضمن جهود وزارة البلدية لتحسين بيئة الأعمال وتعزيز الاقتصاد الوطني، بما يرسّخ مكانة دولة قطر كدولة رائدة في التحول الرقمي الحكومي وتبني الحلول الذكية لخدمة المواطنين والمقيمين.