

مدير المتحف الوطني: المعرض يحتفي بكنوز البيئة القطرية ويعزز الوعي العام
د. جاسم الخياط: السلاحف تحفاظ على توازن الشعاب المرجانية
افتتحت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، أمس، معرض «لحمسة: عودة على ضوء القمر»، الذي يتواصل حتى 7 فبراير في متحف قطر الوطني، حيث يستكشف الدور الحيوي الذي تؤديه السلاحف البحرية في النظم البيئية البحرية الغنية والمتنوعة في قطر. حضر الافتتاح السيد محمد سعد الرميحي المدير التنفيذي لمتاحف قطر، وعدد من المسؤولين في المتاحف ووزارة البيئة والتغير المناخي وجامعة قطر والمهتمين.
ويأتي المعرض تزامنا مع احتفال متحف قطر الوطني بالذكرى الخمسين لتأسيسه، ويتتبع رحلة سلحفاة منقار الصقر من اليابسة إلى البحر، مستعرضا تاريخ تطورها ودورة حياتها وموائلها وتفاعلها مع بيئتها الطبيعية حيث تعني كلمة لحمسة السلحفاة باللهجة المحلية.
يأتي معرض «لحْمِسَة: عودة على ضوء القمر» عبر ستة أقسام تقدم تجربة غامرة يتتبع فيها الزوار رحلة سلحفاة منقار الصقر بين اليابسة والبحر، مستعرضةً للزوّار تجربة تُثري الحواس، مستوحاة من سواحل قطر وشعابها المرجانية وبيئاتها البحرية. يجمع المعرض بين العلوم البيئية والتعبير الإبداعي، ويُبرز أعمالًا للفنان المقيم في لندن جوش غلوكستين، داعيًا الزوّار إلى التأمل في دورهم في الحفاظ على توازن عالم الطبيعة.
وأوضح سعادة الشيخ عبد العزيز بن حمد آل ثاني، مدير متحف قطر الوطني، في كلمته خلال الافتتاح، أن المعرض يسلّط الضوء على الدور الحيوي للسلاحف البحرية في النظم البيئية البحرية بدولة قطر، ويركز على سلاحف منقار الصقر، وهي النوع الوحيد من السلاحف الذي يعشش على الشواطئ القطرية، في سرد يجمع بين الحقائق البيئية والعلمية والثقافية، ليُبرز دور هذه الكائنات في تشكيل التراث الطبيعي لبلادنا.” وأضاف سعادته أن المعرض يأتي بالتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس متحف قطر الوطني عام 1975، مؤكداً أن المتحف، على مدى خمسة عقود، حافظ على التراث الثقافي والطبيعي للبلاد، وشاركه مع الأجيال المتعاقبة ليصبح صرحًا يجمع بين التاريخ والعلم والابتكار.
وقال إن معرض “ لَحمسة: عودة على ضوء القمر، يجسد هذا التوجه من خلال احتفائه بكنوز البيئة القطرية، وتعزيزه للوعي العام، وتنميته لروح المسؤولية الجماعية تجاه البيئة، داعيًا الجميع إلى العمل من أجل الحفاظ على هذه الثروات الطبيعية، من رمال الشواطئ إلى أعماق البحر.
ويأخذ المعرض زواره في رحلة مع سلاحف منقار الصقر لاستكشاف دورة حياتها ووطنها الطبيعي وتطورها عبر التاريخ، من خلال أعمال فنية وتجارب عملية تقرّب المشاركين من التراث الطبيعي الغني لدولة قطر، وتُقدّم تجربة تفاعلية بالحواس تنقل الزائر إلى عالم البحر.
ومن خلال هذه التجربة، يقف الزوار وقفة تأمل تجاه مسؤوليتهم في حماية البيئات البحرية ودعم الاستدامة.
كما يصاحب المعرض مجموعة من البرامج العامة وورش العمل والمبادرات الثقافية التي تُنظَّم بالشراكة مع وزارة البيئة والتغير المناخي وجامعة قطر، بهدف إشراك العائلات والطلاب ومختلف فئات المجتمع، من أبرزها مبادرة إطلاق صغار السلاحف التي تسهم في تعزيز الوعي البيئي وتشجيع الممارسات المستدامة.
ومن جهته قال الدكتور جاسم عبدالله الخياط مدير سفينة الأبحاث جنان التابعة لمركز العلوم البيئية في جامعة قطر، في تصريح لـ «العرب» إن الهدف من إقامة المعرض هو توثيق تاريخ السلاحف البحرية ويمثل مبادرة توعوية وثقافية مهمة تسلط الضوء على السلاحف والتي تواجه جميع أنواعها خطر الانقراض، مشيرًا إلى أن المشروع يشكل دعمًا مباشرًا للحفاظ على البيئة ومكوناتها الطبيعية، فضلًا عن دوره في تثقيف الجمهور من مختلف الفئات التعليمية بطريقة تفاعلية مبسطة وسهلة الاستيعاب.
وأوضح أن مركز العلوم البيئية بجامعة قطر أسهم منذ تأسيسه في العديد من المشاريع والأبحاث حول القرم (المنغروف) والشعاب المرجانية والكائنات البحرية مثل القروش والسلاحف، مشيرًا إلى أن هذه الجهود تُنشر في مجلات علمية متخصصة وتُعرّف بها وسائل الإعلام المحلية لتعزيز الوعي البيئي.
وبيّن أن السلاحف الخضراء تلعب دورًا بيئيًا مهمًا من خلال تغذيتها على الأعشاب البحرية وتجديدها للبيئة، في حين تسهم سلاحف منقار الصقر في الحفاظ على توازن الشعاب المرجانية بتغذيتها على الإسفنج البحري، ما يمنع طغيان الإسفنج ويحافظ على صحة النظام البيئي البحري.