زيادة 50% في واردات قطر من كوريا.. شراكة استراتيجية تمهد الطريق للمستقبل

زيادة 50% في واردات قطر من كوريا.. شراكة استراتيجية تمهد الطريق للمستقبل

لوسيل

يوسف حاتم - لوسيل

شهد عام 2024 نموًا كبيرًا في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين قطر وكوريا الجنوبية، حيث ارتفعت واردات قطر من كوريا بنسبة كبيرة بلغت 50%، لتصل إلى 768.79 مليون دولار مقارنة بـ 513 مليون دولار في عام 2022. هذا النمو يعكس التوسع المتزايد في الروابط الاقتصادية بين البلدين، وتوجه قطر لاستيراد العديد من السلع الرئيسية من كوريا الجنوبية.

وفي ديسمبر الجاري، نظمت سفارة قطر في كوريا احتفالية استثنائية في قاعة داينستي بفندق شيلّا في سول بمناسبة مرور خمسين عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، جمعت هذه الاحتفالية أكثر من 400 شخصية بارزة، شملت مسؤولين حكوميين وسفراء وقادة أعمال وشخصيات ثقافية، في أجواء احتفالية جسدت عمق العلاقات الثنائية.

ازدهار التبادل التجاري

شهدت العلاقات التجارية بين قطر وكوريا الجنوبية تطورًا ملحوظًا خلال عام 2023، فحسب قاعدة الأمم المتحدة للتجارة الدولية (COMTRADE) بلغت صادرات قطر إلى كوريا 12.32 مليار دولار، مما يبرز دورها المحوري كمورد رئيسي للطاقة والمواد الخام للأسواق الكورية، حيث شكل الوقود المعدني ومنتجات التقطير، وعلى رأسها الغاز الطبيعي المسال (LNG)، النسبة الأكبر من الصادرات بقيمة بلغت 12.06 مليار دولار، مما يرسخ مكانة قطر كأحد أعمدة أمن الطاقة في كوريا الجنوبية، ويتم شحن هذه الصادرات حسب محللين كوريين عبر أسطول حديث من ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي صنعتها شركات كورية، ما يعكس عمق التكامل الاقتصادي بين البلدين.

على الجانب الآخر، بلغت واردات قطر من كوريا الجنوبية 768.79 مليون دولار في 2023، مسجلة نموًا لافتًا في القطاعات الأساسية، حيث جاءت منتجات الحديد والصلب في مقدمة الواردات بقيمة 270.15 مليون دولار، مما يعكس اعتماد قطر على كوريا كمصدر رئيسي للمواد الضرورية لمشروعات البنية التحتية والتطوير الإنشائي، وحلت الآلات والغلايات في المرتبة الثانية بقيمة 189.67 مليون دولار، ما يشير إلى التوجه القطري نحو تحديث القطاع الصناعي من كوريا الجنوبية مما يبرر الزيادة في قيمة الواردات.

الطاقة والاستدامة: آفاق جديدة للتعاون

كما شهدت السنوات الأخيرة توسعًا ملحوظًا في نطاق التعاون بين قطر وكوريا الجنوبية، حيث امتد ليشمل قطاعات حيوية ناشئة تهدف إلى تعزيز الاستدامة البيئية والتنمية المستدامة. تضمنت هذه القطاعات الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وتقنيات الهيدروجين، بالإضافة إلى الزراعة الذكية.

تتماشى هذه المبادرات مع الجهود الدولية لتحقيق أهداف الاستدامة، حيث تسعى قطر وكوريا الجنوبية إلى استغلال إمكانياتهما المتكاملة لدفع عجلة الابتكار في المجالات التقنية والبيئية.

آفاق التعاون: مستقبل أقوى وأكثر ازدهارًا

في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة التي شهدتها العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجاري، تقف كلًا من قطر وكوريا الجنوبية على أرضية صلبة لمواجهة التحديات العالمية بشكل مشترك ، وقد عبر السفير القطري في كوريا الجنوبية عن هذه التطلعات خلال احتفالية مرور خمسين عامًا على العلاقات بين البلدين، قائلاً: ما بنيناه على مدى الخمسين عامًا الماضية هو أساس لمستقبل أقوى وأكثر ازدهارًا.