فرقت السلطات السودانية، أمس، آلاف المحتجين على الأوضاع المعيشية قرب القصر الرئاسي في العاصمة الخرطوم، في الوقت الذي اتهم فيه الرئيس السوداني عمر البشير مجموعات معادية باستغلال الضائقة المعيشية التي تمر بها بلاده للقيام بأعمال تخريبية خدمة لأعداء السودان .
وأكد البشير، خلال كلمة أمام الجماهير بإستاد ود الحداد بمحلية جنوب الجزيرة بولاية الجزيرة أمس، أن احتشاد الجماهير بالملعب يعتبر ردا على كل خائن وعميل، وعلى الذين روجوا وأطلقوا الشائعات بالقبض عليه وسجنه ، مشددا على ملاحقة وإخراج الجهات المعادية للبلاد.
وأبرز مضي حكومته في إنفاذ مشروعات التنمية والإعمار لصالح المواطنين وإصلاح أحوالهم المعيشية، داعيا مواطني ولاية الجزيرة (وسط السودان) للاتجاه للعمل، وعدم الالتفات بما وصفهم بـ مناضلي الكيبورد ، على حد تعبيره.
وأفاد شهود عيان للأناضول، أن آلاف المحتجين انطلقوا من منتصف شارع القصر بالخرطوم، متوجهين نحو مقر الرئاسة.
وذكر الشهود، أن المحتجين طالبوا رئيس البلاد عمر البشير، بالتنحي عن السلطة.
وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بواسطة قنابل الغاز المسيل للدموع والهراوات، فضلا عن اعتقال عشرات منهم، بحسب ذات المصادر.
ويشهد شارعا القصر و الجمهورية ، المؤديان إلى قصر الرئاسة، عمليات كر وفر بين الشرطة والمحتجين. وعلى ذات الصعيد أحصت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان مقتل 37 من المتظاهرين برصاص قوات الأمن السودانية خلال خمسة أيام من الاحتجاجات على غلاء المعيشة.
وانطلقت الاحتجاجات الغاضبة التي عمت العديد من المدن السودانية في 19 ديسمبر إثر قرار الحكومة زيادة سعر الخبز 3 مرات في بلد يعاني من الركود الاقتصادي.
وقال مسؤولون وشهود، أن ما لا يقل عن ثمانية أشخاص قتلوا في هذه التظاهرات، ستة في القضارف شرق البلاد، واثنان في عطبرة في الشرق أيضا، خلال اشتباكات مع شرطة مكافحة الشغب. لكن مصادر أخرى تحدثت عن حصيلة أكبر.
وقدر زعيم حزب الأمة الرئيسي المعارض الصادق المهدي أن العدد يصل إلى 22 قتيلاً، وشجب قمع الجيش للتظاهرات.
وفي بيان صدر مساء الاثنين، أفادت منظمة العفو الدولية أن 37 متظاهراً قتلوا برصاص قوات الأمن خلال خمسة أيام من الاحتجاجات المناهضة للحكومة . وقالت سارة جاكسون مساعدة مدير المنظمة غير الحكومية لمنطقة شرق أفريقيا والبحيرات الكبرى والقرن الأفريقي إن واقع استخدام قوات الأمن للقوة المميتة دون تمييز ضد المتظاهرين العزل هو أمر مقلق للغاية .
ودعت المنظمة السلطات إلى وضع حد لاستخدام القوة المميتة وتجنب إراقة المزيد من الدماء بلا طائل .
وأبدت الترويكا الولايات المتحدة وبريطانيا وبلجيكا وكندا قلقا من استخدام القوة المفرطة في مواجهة المحتجين، وقالوا إنهم يراقبون الوضع عن كثب.