في مبادرة من متحف الشيخ فيصل لتعزيز دور المتاحف في نشر المعرفة

البروفيسور جون باتيست برونيه ضيفاً على معرض المجلس حوار الثقافات

لوسيل

الدوحة - لوسيل

في إطار فعالياته في مقر اليونيسكو في العاصمة الفرنسية باريس، شهد معرض المجلس حوار الثقافات - مبادرة من متحف الشيخ فيصل بن قاسم لتعزيز دور المتاحف في نشر المعرفة والتبادل الثقافي - زيارة البروفيسور جون باتيست برونيه أستاذ الفلسفة بجامعة السوربون في باريس إلى جانب نخبة من طلابه، حيث كان باستقبالهم الدكتور ناصر الحنزاب، المستشار القانوني لمندوبية دولة قطر لدى اليونيسكو.
وقد قام البروفيسور جون باتيست برونيه برفقة طلابه بجولة في أرجاء المعرض واطّلعوا على المجموعة الاستثنائية من معروضاته والتي تجسد قروناً من الحوار بين الحضارات والثقافات، حيث شاهدوا مقتنيات في غاية السحر والجمال، تضم مصاحف صينية، مصابيح مساجد مصنوعة في فيينا، سجادا فارسيا بنصوص روسية تتحدث عن السيدة مريم العذراء، وقطعا أثرية من أفريقيا والعالم العربي والهند، تثير جميعها أحاسيس ومشاعر مختلفة لدى كل ضيف.
وخلال تواجده في معرض المجلس حوار الثقافات - قدّم البروفيسور جون باتيست برونيه لطلابه محاضرة بعنوان المشتركات الثقافية بين الحضارتين العربية والغربية والتي كان محورها العالم والأديب والفيلسوف العربي ابن رشد الذي مثّل أحد العناوين البارزة التي ربطت بين الحضارتين العربية والغربية من خلال مآثره العلمية والفلسفية التي شكّلت أحد منطلقات الحضارة الغربية وأثرت الحضارة الإنسانية ككل.
وبهذه المناسبة، قال البروفيسور جون باتيست برونيه ، أستاذ الفلسفة بجامعة السوربون في باريس: لقد كانت الزيارة التي قمت بها برفقة طلابي إلى معرض المجلس حوار الحضارات تجربة رائعة وثرية بكل المعايير، فقد شاهدنا تجسيدا واقعيا لتلاقي وتمازج الحضارات والثقافات عبر التاريخ من خلال المقتنيات والتحف الأثرية المختلفة، مما يدفعنا للتأكيد مجدداً على ضرورة فتح مسارات جديدة للحوار والتفاهم من أجل تعزيز الجسور التي تربط بين الثقافات والحضارات وصولا إلى واقع يؤسس لمزيد من التعايش، التسامح، قبول الآخر واحترام ثقافته، وبناء عالم يسوده السلم والنماء. ومن هنا أتوجه بالشكر للقائمين على المعرض على هذه الخطوة الرائدة في سياق فتح قنوات الحوار ومد جسور التواصل بين مختلف الثقافات. ومن جانبه، قال الدكتور ناصر الحنزاب، المستشار القانوني لمندوبية دولة قطر لدى اليونسكو: لقد نجح معرض المجلس حوار الثقافات نجاحاً لافتاً من خلال توفيره منصة لفتح آفاق جديدة للحوار والتفاهم وطرح طريقة مبتكرة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين وتحقيق الازدهار. كما أكد على دور قطر - التي اشتهرت بتنوعها الثقافي في دعم الحوار بين الثقافات والأديان، وتكريس كافة جهودها من أجل التقريب بين الشعوب، تعزيز قيم التسامح والسلام والأمن في العالم، إلى جانب إبراز التزام الدولة نحو التواصل، الانفتاح والتكامل. لقد شهد معرض المجلس حوار الثقافات تفاعلاً وإقبالاً منقطع النظير من الزوار في العاصمة الفرنسية باريس. كما حظي بتغطية إعلامية واسعة وإشادة كبيرة من قبل النخب المثقفة والجمهور على حد سواء.
واستمراراً لجولته الأوروبية، سيحط معرض المجلس حوار الثقافات رحاله في معهد العالم العربي في الفترة من 8 يناير وحتى 17 مارس، حيث سيعرض مقتنيات فريدة من متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني والتي تعبّر عن تفاعل الحضارات في الماضي وتحفز الحوار في الحاضر، بالإضافة إلى تنظيم عدد من حلقات النقاش والأنشطة التعليمية، إلى جانب تشجيع الزوار على التفاعل مع ما يشاهدونه، مشاركة قصصهم الخاصة وفتح قنوات حوار بين الشرق والغرب، وبين البالغين والشباب، وذلك وسط قاعة المجلس المعدة خصيصاً لذلك.