تفضل حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، فشمل برعايته الكريمة افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الأول، الموافق لدور الانعقاد السنوي الحادي والخمسين لمجلس الشورى، بقاعة تميم بن حمد بمقر المجلس صباح امس، حيث ألقى سمو أمير البلاد المفدى كلمة بالمناسبة، كانت بمثابة الحصاد لما بذل طيلة سنوات من جهود وعطاء بلا حدود من أجل نهضة كعبة المضيوم، كما رسمت الرؤى والخطوط العريضة لمستقبل مشرق ناظره قريب.. فمسيرة النجاحات لن تقف عند المونديال وانما مستمرة حتى استكمال رؤية 2030، وما بعدها.
فاليوم، نجح الاقتصاد القطري في مواجهة كافة التحديات والتقلبات المتعددة، بفضل الحكمة السامية ونجاعة السياسات وما تم بذله من تطوير المنظومة الصحية بدرجة اولى، ثم الاجراءات الاقتصادية التحفيزية التي استفادت منها كافة القطاعات التجارية في الدولة، والتي ادت لتحقيق قفزات معتبرة على مستوى الناتج المحلي للدولة، وللاقتصاد ككل، ليكون من بين اسرع الاقتصاديات نموا على الصعيد العالمي، محققا نسبة نمو تصل الى 4.3%.
هذا النمو كان مدعوما كذلك، بنمو القطاعات غير النفطية، بما يعكس النجاح التدريجي لما تم اقراره من سياسات ومبادرات لفائدة القطاع الخاص، الذي اصبح يحظى بمكانة مهمة على سلم أولويات الاقتصاد الوطني لقدرته على قيادة التحول من الاقتصاد الريعي الذي يعتمد على النفط والغاز الى اقتصاد متنوع قادر على تقديم القيمة المضافة مستقبلا، وهو ما اكده حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في كلمته من خلال مواصلة ايلاء العناية القصوى لهذا القطاع، في ظل تفعيل بنود قانون تنظيم الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص في جميع المشاريع ذات العلاقة، بما في ذلك المنشآت الصحية والتعليمية والسياحية.
اليوم كل من يعيش على هذه الارض الطيبة حتى من يزورها، يلمس العيش الكريم، واستقرار الاسواق وتدفق السلع الاساسية كالمواد الغذائية مع المراقبة المتواصلة للأسعار، من اجل المحافظة على استقرار معدلات التضخم عند مستويات مقبولة، بل هي الاقل عالميا، وذلك نتيجة حرص الدولة على ميزانية المواطن والمقيم بما يعكس سلامة ما تم اتخاذه من اجراءات تعديلية للاسواق.
واذ تواصل الدولة الاستعداد لحسن وفادة زوارها من مختلف اصقاع العالم خلال المونديال بثبات بعد نجاح ما زرعته من تنمية، فان الدعوة اليوم موجهة لكل مواطن ومقيم لاظهار من نحن ليس فقط من ناحية قوة الاقتصاد والمؤسسات، بل أيضاً على مستوى هويتنا الحضارية ليكون خير رد على كل من هاجم وشكك في مصداقية دولة، ابت إلا ان تسير بثبات نحو تشريف كل العرب عالميا من خلال مونديال استثنائي حاملة للواء نحن العرب قادرون على خوض التحدي.
ويبقى الانسان هو اللبنة الاساسية في هذا البناء، وبه تكتمل التنمية الشاملة للبلاد الهدف الأسمى الذي تعمل الدولة على تحقيقه، وتمضي بثبات في تحقيقه وفقاً لرؤية قطر الوطنية 2030، شعارها في ذلك وحدتنا مصدر قوتنا ، ليستمر البذر والعطاء ويكلل بحصاد أرقى النجاحات.