أصدر المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية العدد السابع عشر من دوريته الشهرية "الدبلوماسي"، وقد تضمن العدد جملة من الأبواب، تنوعت بين المتابعات والتقارير والمقالات.

وتصدرت العدد الكلمة الافتتاحية التي تناولت المواقف السياسية لدولة قطر، حيال القضايا الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية، المبنية على عقلانية التحليل والاهتمام بالتوازنات، مثلما اشتمل العدد على تغطية موسعة لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، الذي التأم من أجل تنفيذ الأهداف التي تحقق المصالح المشتركة، كما رسمها أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي مع الولايات المتحدة، وناقش موضوعات عدة، في مقدمتها الاتفاق النووي بين إيران ومجموعة (5+1)، والأوضاع الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية في سوريا واليمن والعراق وليبيا.

وتضمن العدد أيضا تغطية للمؤتمر الصحافي المشترك، الذي عقده سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، مع نظيره الروسي، سعادة السيد سيرغي لافروف، ولمقابلة سعادة وزير الخارجية مع وكالة آسوشيتد برس وشبكة التليفزيون العربي، التي رد فيها على الانتقادات التي توجه لقطر بشأن استضافة كأس العالم، موضحا أن هذه الانتقادات تأتي من منطلق عنصري، كذلك موقف قطر حيال الأزمة السورية والوضع في اليمن والموقف من حركة حماس.

كما استعرض هذا العدد أهم الأنشطة والفعاليات التي قام بها أصحاب السعادة، الوزير ومساعدوه ورؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية للدولة في الخارج، كذلك المشاركة في الاجتماعات والمؤتمرات الدولية والعربية والإقليمية.

وفي باب حوار مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المتميزة، أُجرِيَ لقاء مع سعادة السيد سالم بن مبارك آل شافي، سفير دولة قطر في الجمهورية التركية، بمناسبة حصول السفارة على المرتبة الثانية لسفارات دولة قطر بالخارج، في جائزة وزير الخارجية للتميز.

واستعرض العدد ضمن باب "أضواء على منظمة" نشأة وأهداف واختصاصات صندوق أوبك للتنمية الدولية؛ مؤسسة تمويل إنمائي، حكومية دولية متعددة الأطراف، تشارك في ملكيتها الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك". أما في باب تقارير دولية، تناول العدد تقرير الاستثمار العالمي لعام 2015، الذي أصدرته منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "أونكتاد"، الذي ركز على إصلاح الاستثمار العالمي.

وفي باب شخصيات، تم إلقاء الضوء على شخصية محمد علي جناح، مؤسس جمهورية باكستان الإسلامية، الذي استطاع أن يوحد (100) مليون مسلم تحت راية هدفها الاستقلال، في وطن تحكمه تعاليم الدين الإسلامي.

واحتوى العدد السابع عشر من دوريته الشهرية "الدبلوماسي" على عدة مقالات؛ أولها لسعادة السيد يوسف بن علي الخاطر سفير دولة قطر لدى المملكة المتحدة، الذي قدم قراءة لموضوع الهوية الوطنية في المنطقة: الدور والتأثير في الأزمات، ملاحظا أنه لا بد من تبني الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي لتسخير التنوع الثقافي والعرقي الموجود في بعض بلدان المنطقة، لصالح الوحدة الوطنية، مثلما وجب على منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام القيام بالدور المناط بها، في النهوض بموضوع الهوية الوطنية، من خلال إعادة تعريف هذا المصطلح بما يتماشى مع متطلبات العصر.

وفي المقالة الثانية، استعرضت الدكتورة حنان ملاعب، الخبير القانوني بإدارة الشؤون القانونية بوزارة الخارجية، مفهوم التحكيم الدولي وأصوله، وتطوره التاريخي ومزاياه، مع إيراد أمثلة على حل النزاعات الدولية من خلال التحكيم، بينما تناولت المقالة الثالثة للدكتور عبد المنعم القاضي، المستشار بإدارة الشؤون القانونية في وزارة الخارجية، مراحل إنشاء العلاقات الدبلوماسية، مبينا فيها مرحلة الاتفاق على إنشاء العلاقات الدبلوماسية ومرحلة تعيين رئيس البعثة.

وفي باب مراجعة كتاب، تم استعراض كتاب "هل انتهى القرن الأمريكي؟" لمؤلفه البروفيسور جوزيف ناي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد، الذي تناول فيه أطروحات التراجع الأمريكي، وتداعيات الصعود الصيني على نفوذ واشنطن، إذ يفترض ناي أن الولايات المتحدة ستستمر في تفوقها؛ فالقرن الأمريكي لم ينته بعد، ويتوقع أيضا أن تبقى الولايات المتحدة القوة المهيمنة عالميا حتى عام 2041.

واختتم العدد بباب "من القاموس السياسي"، الذي تم فيه بيان بعض المفاهيم التنموية، كالتنمية الاقتصادية، والتنمية السياسية، والتنمية الاجتماعية.

وفي الإجمال، تقدم المجلة ما تعودنا عليه من تنوع وإفادة، بين الخبر والمقالة والتقرير، بإخراج أنيق دائما وتبويب محكم.