توقع محللون وخبراء أسواق مال أن تشهد أسواق الأسهم العربية تراجعات مؤقتة خلال تداولات الأسبوع القادم على خلفية صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وأظهرت النتائج الرسمية لاستفتاء البريطانيين على عضوية بلادهم في الاتحاد الأوروبي، تصويت 52% من الناخبين لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد، مقابل 48% منهم لصالح البقاء فيه، تبعه إعلان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، اعتزامه تقديم استقالته.
وقال المحللون، إن تراجع الأسواق العربية سيأتي تأثراً بالهبوط الحاد الذي شهدته معظم البورصات العالمية، مشيرين إلى أن الانخفاضات ستكون وقتية نتيجة حالة الذعر التي تسيطر على معظم المستثمرين حول العالم.
وهوت الأسهم الأمريكية بنحو حاد أمس الأول، وانخفض مؤشر داوجونز الصناعي لأسهم كبرى الشركات الأمريكية بنسبة 2.8%، فيما تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز، الأوسع نطاقاً بنسبة 3% بينما فقد مؤشر ناسداك المجمع ما نسبته 3.6%. وفي أوروبا، تراجع مؤشر يوروفرست 300 بنحو 6.6%، بينما انخفض مؤشر ستكوس يورب 600 بنحو 7%، ونزل مؤشر إم اي بي الإيطالي بقرابة 12.5%. وقال محمد الجندي، مدير إدارة البحوث الفنية لدى شركة أرباح السعودية لإدارة الأصول، إنه يتوقع أن تستهل البورصات العربية تداولاتها الأحد على انخفاضات حادة بسبب حالة الذعر التي تنتاب معظم المستثمرين في المنطقة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي.
وأضاف الجندي، التراجعات التي تشهدها الأسهم العربية أمر متوقع، لكن نعتقد أن وتيرة الخسائر ستكون أكبر من الأسواق العالمية، إذ عادة ما يبالغ العرب في مخاوفهم ويلجأون نحو البيع العشوائي للأسهم . ويتوقع الجندي، أن تصل نسب الهبوط بين 4 و6% على حسب طبيعة كل سوق، مشيراً إلى أن أسواق السعودية والإمارات والكويت ومصر ستكون الأكثر تأثرا.
ويتفق مع الرأي السابق، عمرو صابر نائب الرئيس التنفيذي لشركة الرواد المصرية للوساطة في الأوراق المالية، مشيراً إلى أن الأسهم العربية عادة ما تتأثر كثيراً بالأنباء والمؤثرات العالمية لذا من المرجح أن تتعرض الأسهم منذ بداية الأسبوع القادم إلى مزيد من الضغوط البيعية.
وقال إبراهيم الفيلكاوي، المستشار الاقتصادي لدى مركز الدراسات المتقدمة بالكويت، إن الخسائر طالت معظم الأسواق العالمية بشدة مع بدء ظهور نتائج التصويت لكنها سرعان ما قلصت خسائرها، وهو الأمر المتوقع حدوثه أيضاً في البورصات العربية وستكون بداية الجلسة خسائر حادة لكنها ستتقلص بعد ذلك.
وأضاف الصدمة وتداعياتها على المستثمرين لن تطول، وسترجع الأمور إلى طبيعتها، وأسواق الخليج ستتأثر لكن بشكل أقل . وتابع أسواق الخليج ستبدأ تداولاتها يوم الأحد بهبوط بين 2 إلى 4%، على أن تقل نسبة الهبوط يوم الإثنين، لتعاود بعد ذلك مسارها الطبيعي .