يتوقع خبراء اقتصاديون أن يمر الاقتصاد العالمي بمرحلة صعبة خلال العام الحالي في الوقت الذي يظل فيه أكبر اقتصادين في العالم، الصين والولايات المتحدة، يتبادلان انتقادات لاذعة بشأن قضايا تجارية، مما يصعد الوضع التجاري المتوتر بين البلدين.
وحذر تقرير صادر عن بنك أوف أمريكا ميريل لينش مؤخرا، من أن البلدين اللذين يعتمد عليهما الاقتصادي العالمي بشكل كبير سيتضرران إذا لم تتم تسوية الحرب التجارية بينهما.
وذكر التقرير أن العلاقة الصينية - الأمريكية حاسمة بالنسبة للاقتصاد العالمي لأن الجانبين هما الأقوى من بين بقية الاقتصادات في تحريك وتغيير الاقتصاد العالمي، حسبما ذكر موقع تشينا توبيكس الصيني.
ووفقا للتقرير، فإن العلاقة سيتم وضعها في اختبار خلال الأشهر المقبلة بعد تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية، مشيرًا إلى أن محللي بنك أوف أمريكا ينتظرون ما إذا كانت الإدارة الأمريكية القادمة ستصنف الصين من بين البلدان التي تتلاعب بالعملة أم لا.
وفي خطاباته أثناء الحملات الانتخابية، انتقد ترامب ثاني أكبر اقتصاد بسبب ممارسته سياسات تجارية غير عادلة واصفا بأن العملاق الآسيوي يتلاعب بالعملة، كما اتهمه بالقرصنة الإلكترونية وسرقة الأسرار التجارية واختطاف الوظائف من العمال الأمريكيين.
وتعهد ترامب، في خطاباته المناهضة للصين بفرض تعريفة جمركية بنسبة 45% على جميع الواردات الصينية، بوصفه عقابا للممارسات التجارية غير العادلة التي تقوم بها بكين.
ورغم أن المحللين الاقتصاديين في بنك أوف أمريكا قالوا إنهم ينتظرون ما إذا كان ترامب سينفذ سياساته المناهضة للصين أم لا، إلا أن اختياره بيتر نافارو، الخبير الاقتصادي المتشدد تجاه الصين، رئيسا لمجلس استشاري للتجارة القومي للبيت الأبيض، أعطاهم لمحة بشأن نوع من العلاقات التجارية التي يمكن أن تنشأ بين الاقتصادين الكبيرين.
وإذا تم تعديل التعريفة الجمركية التي يريد ترامب فرضها على بكين، فمن المتوقع أن تتعزز المشاركة الثنائية بين البلدين، وإذا رأى الرئيس المنتخب أنه غير كافٍ فبإمكانه فرض عدد من القيود التجارية المتواضعة نسبيا، وفقا للتقرير.
وأكد التقرير أنه إذا ألحق كلا الجانبين أضرارا مالية ببعضها البعض، فإن الاقتصاد العالمي سيكون المتضرر الأكثر.