الصندوق الأسود يكشف ملابسات تحطم طائرة رئيس الأركان الليبي

alarab
حول العالم 25 ديسمبر 2025 , 01:25ص
عواصم - وكالات

أعلنت السلطات التركية، أمس الأربعاء، العثور على الصندوق الأسود وجهاز تسجيل الصوت (المسجل الصوتي في قمرة القيادة) للطائرة الخاصة من طراز «فالكون 50» التي تحطمت مساء الثلاثاء قرب العاصمة أنقرة، مما أسفر عن مصرع رئيس أركان الجيش الليبي الفريق أول ركن محمد علي أحمد الحداد وسبعة آخرين كانوا على متنها.
وقال وزير النقل التركي عبد القادر أورال أوغلو عبر منصة إكس «سيجري تحليل مسجل الصوت ومسجل بيانات الرحلة لتحديد سبب تحطم الطائرة في دولة محايدة» بعد الفحص الأولي».    وقال وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا، خلال تفقده موقع الحادث في منطقة هايمانا جنوب أنقرة، إن «فرق البحث والإنقاذ عثرت على المسجل الصوتي والصندوق الأسود للطائرة، وبدأت الجهات المختصة فحصهما فوراً». 
وأضاف أن الحطام منتشر على مساحة تصل إلى ثلاثة كيلومترات مربعة، وأن جثامين الضحايا لا تزال في الموقع، مع استمرار عمليات الانتشار الأمني والإنقاذي.
وأوضح الوزير أن عمليات البحث شارك فيها 408 أشخاص، بينهم منقذون وعناصر من الدرك والشرطة والخدمات الصحية، إلى جانب 103 مركبات برية و7 طائرات هليكوبتر، وطائرات مسيرة مزودة بكاميرات حرارية لنقل صور حية من المنطقة. 
وشهد موقع الحادث ضباباً كثيفاً صباح أمس، عقب هطول أمطار غزيرة ليلاً، مما عقد الجهود.

أسباب محتملة
وتحطمت الطائرة، التي كانت مسجلة في مالطا ومستأجرة، بعد أقل من 40 دقيقة على إقلاعها من مطار إيسنبوغا في أنقرة متجهة إلى طرابلس. 
وأبلغت برج المراقبة بعطل كهربائي بعد نحو ربع ساعة من الإقلاع، وطلبت العودة للهبوط الاضطراري، قبل أن ينقطع الاتصال بها تماماً في منطقة هايمانا.
وأكد خبراء طيران، مثل تولغا أوزكان إينان من جامعة بهتشه شهير في إسطنبول، في تصريحات لقنوات تركية، أن عطلاً كهربائياً وحده قد لا يؤدي إلى توقف الطائرة كلياً، مشيراً إلى عوامل محتملة أخرى مثل الظروف الجوية السيئة. 
وأوضح أن بيانات الصندوق الأسود ستكشف التفاصيل الدقيقة، لكن تحليلها قد يستغرق أشهراً.
فتحت النيابة العامة في أنقرة تحقيقاً رسمياً في الحادث، بإشراف أربعة مدعين عامين، وفقاً لوزير العدل التركي يلماز تونج، الذي أكد أن التحقيق سيشمل جميع الجوانب بعناية فائقة.

الوفد الليبي
وأسفر الحادث عن مصرع ثمانية أشخاص هم الفريق أول محمد علي الحداد، وأربعة من مرافقيه هم اللواء الفتوري غريبيل (رئيس أركان القوات البرية)، والعميد محمود القطعاني (مدير جهاز التصنيع العسكري)، والمستشار محمد الأسود دياب، والمصور محمد عمر أحمد محجوب، إضافة إلى ثلاثة من أفراد الطاقم.
وأعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة الحداد الرسمي ثلاثة أيام في عموم ليبيا، مع تنكيس الأعلام وتعليق الاحتفالات. 
ووصف الحادث بـ «الخسارة الوطنية الجسيمة»، مشيداً بدور الحداد في خدمة البلاد.
وصل وفد ليبي مكون من 22 شخصاً، بينهم مسؤولون عسكريون وأقارب للضحايا، إلى أنقرة للمشاركة في التحقيقات ومتابعة إجراءات نقل الجثامين.

 زيارة رسمية
وكان الحداد يقوم بزيارة رسمية إلى أنقرة بدعوة من نظيره التركي، حيث التقى وزير الدفاع يشار غولر ورئيس الأركان سلجوق بيرقدار أوغلو، في إطار تعزيز التعاون العسكري والأمني بين البلدين. 
وتأتي الزيارة في سياق دعم تركيا لحكومة طرابلس المعترف بها دولياً منذ 2020، مع تقديم مسيرات قتالية وتدريبات عسكرية، إلى جانب تقارب أخير مع الشرق الليبي.
وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن حزنها الشديد، داعية إلى تحقيق شفاف، كما أشادت مصادر دولية بدور الحداد في جهود توحيد المؤسسة العسكرية عبر اللجنة “5+5”.
ومع استمرار التحقيقات، ينتظر الرأي العام في ليبيا وتركيا نتائج فحص الصندوق الأسود لكشف ملابسات هذا الحادث المأساوي، الذي يُعد خسارة كبيرة للجهود الرامية إلى الاستقرار في ليبيا.