أكد السيد عمر الحصري رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي في سوريا، أن توقيع العقود النهائية للاستثمار في تطوير وتوسعة وإنشاء وتشغيل مطار دمشق الدولي يمثل أهم خطوة تنموية يشهدها قطاع الطيران السوري منذ عقود، مشيرا إلى أن المشروع يشكل بوابة عبور أساسية نحو مرحلة اقتصادية جديدة تعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي.
وقال السيد الحصري في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن المشروع ليس مجرد تطوير لمطار، بل إعادة بناء بوابة سوريا الجوية وترسيخ عودتها إلى الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن سوريا لا تعيد تشغيل منشأة فحسب، بل تعيد تشغيل مستقبل كامل لبلد بأسره.
وأوضح أن مطار دمشق الدولي بعد تنفيذ مختلف مراحله سيشكل منصة وطنية للنمو وفرص العمل، وبنية تحتية أساسية لاستقبال الاستثمارات وتسهيل حركة التجارة وربط السوريين بالعالم، مضيفا أن دمشق ستتحول إلى مركز إقليمي للطيران والشحن الجوي، بقدرة تشغيلية قادرة على دعم النمو الاقتصادي المتوقع خلال السنوات المقبلة، مؤكدا أن مشاركة شركات دولية كبرى من قطر وتركيا والولايات المتحدة في التحالف تعكس ثقة العالم بقدرة سوريا على النهوض، وبوجود بيئة استثمارية واضحة وجاذبة.
وتأتي تصريحات الحصري عقب توقيع الهيئة العامة للطيران المدني السوري العقود النهائية مع تحالف دولي تقوده شركة /أورباكون/ القابضة القطرية، بمشاركة شركتين تركيتين وشركة أمريكية، وذلك بعد نحو ستة أشهر على مذكرة التفاهم التي وقعت في مايو الماضي حول مشروع تطوير المطار، ويعد هذا الاستثمار الذي تتجاوز قيمته 4 مليارات دولار، الأكبر في تاريخ سوريا، وفق ما أكدته الجهات المشاركة في الاتفاق.
وبحسب بيان صادر عن الهيئة العامة للطيران المدني والنقل الجوي السوري، بدأت شركات الائتلاف الأعمال الإنشائية الخاصة بمبنى الركاب الجديد تيرمنال 2 الذي سيجهز وفق خطة تشغيلية متسارعة ليكون جاهزا قبل موسم الحج القادم، بعد استكمال أنظمة الأمن والملاحة والمناولة والخدمات الأرضية، كما تشمل المرحلة الحالية أعمال تحسين المنطقة المحيطة بالمطار وتطوير الطريق الرئيسي المؤدي إليه، بما يسهم في رفع الجاهزية التشغيلية واستيعاب الزيادة المتوقعة في حجم الحركة الجوية. وترافق هذه الأعمال عمليات تحديث للبنية الفنية وشبكات الخدمات، بما يتماشى مع المعايير الدولية المعتمدة في المطارات الحديثة.
ويتضمن الاتفاق كذلك إعادة تأهيل مبنى الركاب تيرمنال 1 وتطوير مرافقه الداخلية والخدمية، بما يرفع الطاقة الاستيعابية للمطار إلى نحو 6 ملايين مسافر سنويا بحلول نهاية عام 2026. وعلى المدى المتوسط، سيتم إنشاء تيرمنال 3 وفق المعايير المعتمدة لدى منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بطاقة تصل إلى 32 بوابة مجهزة بجسور عبور حديثة، إضافة إلى سوق حرة عالمية تضم مطاعم ومقاهي وعلامات تجارية دولية، لتعزيز تجربة المسافرين وتحسين الخدمات.
ومع اكتمال المشروع يتوقع أن تصل الطاقة الاستيعابية الإجمالية للمطار إلى 31 مليون مسافر سنويا، ليصبح مركزا إقليميا متكاملا لحركة الطيران.
وتشير تقديرات الهيئة العامة للطيران المدني إلى أن المشروع سيتيح أكثر من 90 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة خلال مراحل التنفيذ والتشغيل، في مجالات الهندسة والبناء والخدمات الجوية والتجارة والضيافة واللوجستيات.
وأكدت الهيئة أن توقيع العقود النهائية يشكل خطوة مفصلية في مسار تحديث قطاع النقل الجوي في سوريا، وأن المشروع سيضع مطار دمشق الدولي على مسار جديد نحو تعزيز موقعه الإقليمي خلال السنوات المقبلة، ومن المتوقع أن تبدأ الشركات المنفذة بتوسيع نطاق الأعمال الإنشائية خلال الأسابيع القادمة.