مجلة Nature تشيد بجهود قطر في التنمية المستدامة.. والإيرادات غير النفطية تزداد بنسبة 2.4%

لوسيل

يوسف حاتم - لوسيل

تسير قطر بخطى ثابتة نحو تحقيق تحول اقتصادي مستدام، مستندة إلى رؤية واضحة تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط والغاز، وتعزيز التنوع الاقتصادي بما يتماشى مع الرؤية الوطنية 2030، وتعكس بيانات النمو الاقتصادي نجاح قطر في تنويع مصادر الدخل، حيث تشير توقعات الأمم المتحدة إلى أن الإيرادات غير النفطية للدولة ستصل إلى 43 مليار ريال قطري في عام 2024، بزيادة نسبتها 2.4% مقارنة بموازنة العام المالي 2023، ويعكس هذا النمو حسب المحللين الجهود المبذولة لتنويع الاقتصاد وتعزيز الاستدامة.

ومن بين الإنجازات البارزة التي حققتها قطر في هذا المجال إصدارها أول سندات خضراء في المنطقة بقيمة 2.5 مليار دولار أمريكي، مما يمثل علامة فارقة في تمويل المشاريع البيئية والمستدامة، هذا الإصدار يبرز التزام قطر بدمج الاستدامة في مختلف قطاعاتها الاقتصادية.

وفي إنجاز سابق فقد حققت قطر إنجازًا عالميًا بتنظيم أول كأس عالم خالٍ من الكربون، حسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، وهو دليل على التزامها بالحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز الاستدامة البيئية.

في المقابل وعلى صعيد البحث العلمي والابتكار، لعبت جامعة قطر دورًا محوريًا في دعم أجندة التنمية المستدامة، ففي أبريل 2024، استضافت الجامعة مؤتمرًا دوليًا بعنوان التحول الاقتصادي والاجتماعي والثقافي من أجل التنمية المستدامة ، وشهد المؤتمر مشاركة خبراء من مختلف أنحاء العالم، حيث ناقشوا الفرص والتحديات المرتبطة بالاستدامة.

وأبرزت دراسة نشرت في مجلة Nature العالمية المتخصصة في العلوم التطبيقية، التقدم الكبير الذي أحرزته قطر في هذا المجال، مسلطة الضوء على دور الجامعة في تحويل الاقتصاد القطري إلى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال البحث والابتكار.

من جهة أخرى، تسعى قطر إلى تعزيز قطاع السياحة المستدامة كجزء من استراتيجيتها للتنوع الاقتصادي، حيث يُعد مشروع مشيرب قلب الدوحة مثالاً حيًا لهذه الجهود، حيث طورت شركة مشيرب العقارية استراتيجية سياحية مستدامة ترتكز على إبراز الهوية والتراث القطري، ويتجسد هذا في متاحف مشيرب، التي تضم أربعة منازل تقليدية تم تجديدها بأسلوب مستدام، مما يعزز العلاقة بين السياحة والتراث الثقافي. هذه الجهود تسلط الضوء على حرص قطر على المزج بين الحفاظ على البيئة والاحتفاء بثقافتها الغنية.

وفي إطار التزامها بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أعلنت الحكومة عن خطط لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 24% واستخدام 20% من طاقتها من خلال الطاقة الشمسية بحلول عام 2030.

كما يلعب معهد قطر لبحوث البيئة والطاقة دورًا مهمًا في تحقيق هذه الأهداف، حيث يعمل على تطوير تقنيات مبتكرة لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية. ومع ذلك، تواجه قطر تحديات بيئية مثل تأثير الغبار على كفاءة الألواح الشمسية، إذ يمكن أن يؤدي تراكم الغبار إلى تقليل كفاءة الألواح بنسبة 15% إذا لم تُنظف بانتظام.

ختامًا، تظهر قطر التزامًا واضحًا بتحقيق التنمية المستدامة عبر التركيز على الطاقة المتجددة، الابتكار، والسياحة البيئية. ورغم التحديات البيئية المرتبطة بالظروف الصحراوية، فإن التزام الدولة بالابتكار والسياسات المستدامة يعزز مكانتها كنموذج يُحتذى به، كما تتوقع الدراسات أن تحقق قطر إنجازات إضافية تضعها في مقدمة الدول التي تجمع بين التنمية الاقتصادية والاستدامة البيئية.