73 % متوسط «العادية» و60% لـ«الفاخرة».. وفئة الـ 4 نجوم الأعلى في الفنادق بـ 69%

الشقق تتفوق على الفنادق في الإشغال خلال 6 أشهر.. وخبراء: ظاهرة مؤقتة

لوسيل

محمد عبد العال


سجل قطاع الشقق الفندقية تفوقاً ملحوظاً في أدائه خلال النصف الأول من العام الجاري مقارنة بأداء قطاع الفنادق، رغم تراجع مستوى أداء القطاعين وضعف قطاع الإيواء السياحي منذ بداية 2016، نتيجة للظروف الاقتصادية العالمية التي تأثرت بها دول المنطقة، فيما رأى خبراء في قطاع الضيافة أن هذا الأمر لا يعدو كونه ظاهرة مؤقتة لا تعكس واقع سوق الفندقة في قطر.
ووفقاً لتقرير الأداء السياحي نصف السنوي الصادر عن الهيئة العامة للسياحة، بلغ متوسط معدل الإشغال في الشقق الفندقية العادية 73%، و60% للفاخرة، فيما لم تتجاوز الفنادق بتصنيفاتها المختلفة حاجز الـ 69% والذي سجلته فنادق الأربع نجوم، تلته فئتا النجمة والنجمتين بـ63%، ثم فئة الخمس نجوم بـ62%، بينما تذيلت فئة الثلاث نجوم القائمة بـ55%.
وسجل متوسط سعر الغرفة في جميع الشقق الفندقية انخفاضاً في النصف الأول من 2016 بنسبة 3%، بالرغم من انخفاض التراجع في كل من الشقق الفندقية الفاخرة والشقق العادية الذي لم يبلغ سوى 0.4%، وعزا التقرير التراجع الإجمالي إلى الحصص النسبية من الغرف التي تباع في كل فئة.
ومثلت الشقق الفندقية العادية نسبة 32% من مبيعات الغرف في جميع الشقق الفندقية خلال النصف الأول من 2015، مقابل 42% في النصف الأول من 2016، أما متوسط سعر الغرفة في الشقق الفندقية العادية والذي بلغ 332 ريالا، جاء أقل بكثير من نظيره في الشقق الفاخرة الذي بلغ 552 ريالا، ويشير ارتفاع نسبة المبيعات بأسعار مخفضة إلى انخفاض متوسط السعر، بحسب التقرير.
متوسط سعر الغرفة في فنادق الخمس نجوم بلغ 711 ريالا، و325 ريالاً في الأربع نجوم، و288 ريالاً في الثلاث نجوم، و197 ريالاً في فئتي النجمة والنجمتين.
وبلغ متوسط مدة الإقامة خلال النصف الأول من 2016 لدى زوار قطر 3.4 ليلة، وسجلت الشقق الفاخرة والعادية أطول متوسط لمدة الإقامة بواقع 10.6 و7.6 ليلة على التوالي.
التقرير يرى أن هذا الأمر متوقع، نظراً إلى أن الشقق الفندقية غالبا ما تجتذب الزوار الأقل ميلا للتنقل مثل سياح الأعمال، أما أقصر متوسط لمدة الإقامة فسجلته الفنادق فئة الـ 3 نجوم وذات النجمة الواحدة والنجمتين بمتوسط 2.5 ليلة في الرحلة.
وبدأت الهيئة العامة للسياحة جمع البيانات حول أداء الشقق الفندقية لأول مرة في شهر يناير من عام 2015، حيث أظهرت خلال الستة أشهر الأولى من العام الماضي أداء قوياً مشابها لأداء الفنادق، إذ بلغت معدلات إشغال الشقق الفندقية 77%. وفيما يتعلق بخيارات الإقامة، تُبذل حالياً جهود حثيثة في سبيل رفع السعة الفندقية، وذلك لتلبية الزيادة المتوقعة في إقبال الزوار والاستعداد للفعاليات الكبرى، مثل بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022.
واعتباراً من شهر مايو الماضي، أصبحت دولة قطر تضم 117 منشأة فندقية (99 فندقاً و18 منشأة تضم شققاً فندقية) مما يرفع إجمالي الغرف الفندقية فيها إلى 21.988 غرفة، بنسبة إشغال إجمالة بلغت 64% خلال الستة أشهر الأولى من 2016.

القادري: ظاهرة مؤقتة والسياحة العائلية السبب
بلال القادري، مدير فندق ومنتجع شيراتون جراند الدوحة، برر ارتفاع نسب الإشغال في الشقق بنوعيها باستقبال الدولة لأعداد كبيرة من السياحة العائلية التي قال إنها تفضل الإقامة في الشقق عن الفنادق في إطار بحثها عن أكبر قدر من الخصوصية.
وأضاف أن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها دول المنطقة حالياً تعد أحد الأسباب الرئيسية، التي تدفع الزائر القادم من دول مجاورة مثل المملكة العربية السعودية أو غيرها إلى تفضيل الإقامة في الشقق الفندقية.
وتابع: بعض العائلات صارت تضحي في سبيل المزيد من الخصوصية والتوفير بالتسهيلات الأخرى التي يقدمها الفندق ولا تتواجد في الشقق . لكن القادري، الذي وصف هذا الارتفاع بأنه ظاهرة مؤقتة أكد أن هذا الأمر لا يمثل انعكاساً حقيقياً لواقع قطاع الإيواء السياحي في الدولة.
وقال: إذا عدنا إلى إحصاءات الأعوام الماضية سنجد أن الفنادق تفوقت كثيراً على الشقق في معدلات الحجوزات والإشغال .

الرفاعي: وجهة مفضلة لعمالة مشروعات البنية التحتية
قال مشهور الرفاعي، مدير فندق كونكورد الدوحة: إن تلك الأرقام تعكس المؤشرات الطبيعية لواقع سوق الضيافة في دولة قطر.
وأضاف أن السوق الفندقي شهد حقبة وصفها بالجديدة خلال الثلاث سنوات الماضية، على مستوى التطور، وتخللتها تغييرات واضحة بسبب نوعية دخول المشاريع على السوق.
وتابع: 60% من مشاريع الرؤية الوطنية للدولة 2030 بنية تحتية، وهناك الكثير من فئة العمالة بمختلف مستوياتها دخلت إلى الدولة للإقامة لمدد تتراوح من عام إلى عامين، وهي الفئة التي تفضل الإقامة في الشقق هرباً من أسعار الفنادق .
وأشار إلى وجود عامل آخر يتمثل في نوعية الضيوف والزائرين في السوق السياحي القطري، قائلا: الزوار، وخاصة الخليجيين، يشكلون نسبة ليست بالضئيلة من الفئة التي تفضل الإقامة في الشقق .

القوبا: عنصر جذب للباحثين عن إقامة أطول بتكلفة أقل
جوزيف القوبا، مدير فندق سيتي سنتر روتانا، قال إن أسعار الشقق تعد عنصر جذب رئيسيا للزوار الباحثين عن الإقامة لأطول مدة ممكنة بتكلفة أقل نسبياً عن الفنادق.
وأضاف: الشقق تحتوي على مزايا أخرى مثل المطبخ ودورات المياه الإضافية وغيرها وهذا النوع ملائم للعائلات الكبيرة التي تقيم لمدة طويلة، بينما تمثل العائلات الصغيرة والأفراد النسبة الأكبر من إشغال الفنادق .
وأوضح أن الشقق الفندقية تعد سوقاً مفتوحاً لهذه النوعية من الزوار، بالإضافة إلى كونها الخيار الملائم لنسبة ليست ضئيلة من فئة رجال الأعمال القادرين على دفع التكلفة، والراغبين في الإقامة لمدد طويلة نسبياً.