بعد تظاهرات حاشدة في "هانوفر" رفضا لها

ألمانيا تحذر من فشل معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي

لوسيل

عواصم – وكالات

حذر وزير الاقتصاد الألماني سيجمار جبرييل، أمس الأحد، من أن معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي (تي تي آي بي) سوف تفشل في حال لم تقدم الولايات المتحدة تنازلات، وذلك في يوم مقرر فيه أن يدافع فيه الرئيس باراك أوباما عن المشروع في ألمانيا.

وقال الرجل الثاني في الحكومة الألمانية في مقابلة مع صحيفة هاندسبلات الاقتصادية الألمانية إن الأمريكيين لا يريدون فتح عروضاتهم العامة أمام الشركات الاوروبية. وهذا يتناقض كليا مع التبادل الحر حسب رأيي . وأضاف في حال أصر الأمريكيون على هذا الموقف فلسنا بحاجة لمعاهدة التبادل الحر والمعاهدة سوف تفشل . وجاء هذا التحذير في الوقت الذي افتتح فيه أوباما مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل المعرض الصناعي في دنفر والذي سيكون مناسبة للزعمين للدفاع عن مشروع اتفاق أمام الرأي العام في بلديهما.
وسوف تبدأ الإثنين في نيويورك جولة مفاوضات حول معاهدة التبادل الحر وستكون الـ13 منذ العام 2013.
وتهدف واشنطن وبرلين إلى التوصل لاتفاق هذا العام ولكن يبدو أنه من الصعب تخطى الخلافات قبل نهاية العام.
ويتلخص موقف الأمريكيين في شراء ما يصنع في أمريكا في هذه الاتفاقية وهذا أمر غير مقبول حسب جبرييل.
وبالإضافة إلى ذلك، حذر الوزير الألماني أيضا لن أوقع أية معاهدة تنص على محكمة تحكيم خاصة . وهناك اعتراض كبير على معاهدة التبادل الحر في ألمانيا حيث تظاهر ما بين 35 و90 ألف شخص في هانوفر السبت.
والاعتراض ليس فقط خشية تدني المعايير البيئية والصحية الأوروبية، ولكن أيضا ستكون هناك إمكانية أمام الشركات متعددة الجنسيات للاحتجاج على قوانين أية دولة أمام محكمة تحكيم.
وحيال هذه النقطة الأخيرة، تبدو إدارة أوباما منفتحة على بدائل.
وفي سياق ذي صلة، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن المفاوضات الخاصة بالاتفاق التجاري بين بريطانيا والولايات المتحدة قد تستغرق ما بين 5 و10 أعوام إذا صوت البريطانيون بالموافقة على خروج بلدهم من الاتحاد الأوروبي في استفتاء يجرى يوم 23 يونيو.
وأمضى أوباما، الذي تفصله 9 شهور عن نهاية ولايته، الأيام الثلاثة الماضية في لندن في إقناع البريطانيين بالبقاء في الاتحاد الأوروبي.
وقال أوباما في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية بي.بي.سي ، أمس الأحد، قد يستغرق الأمر 5 أعوام أو 10 أعوام قبل أن نتمكن فعليا من إنجاز الأمر ، مكررا تحذيره السابق من أن بريطانيا قد تجد نفسها في نهاية الصف عند توقيع اتفاق تجاري جديد مع الولايات المتحدة إذا تركت الاتحاد الأوروبي.
وأثارت زيارة أوباما وتدخله في الجدل الدائر بشأن الاتحاد الأوروبي استياء الحملة الداعمة للانسحاب من التكتل التي قالت مرارا إن البريطانيين يمكنهم التفاوض بسهولة في الاتفاقيات والتوصل لبنود أفضل خارج الاتحاد الأوروبي.
وردا على هذا الانتقاد قال أوباما إن تدخله مبررا نظرا للعلاقة الخاصة بين البلدين وإنه يأمل أن ينجح في إقناع بعض الناخبين البريطانيين.
وقال آمل أن يكون لهذا بعض التأثير على طريقة تفكير الناخبين ، وأضاف أن بريطانيا لن تحصل على معاملة تفضيلية على حساب الاتحاد الأوروبي عندما يتعلق الأمر بالتفاوض على اتفاق تجاري جديد.