انتهت الاجتماعات بشأن الأزمة السورية التي استضافتها العاصمة الكازاخية أستانة نهار أمس، وأكد البيان الختامي على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لاستقرار سوريا. وشدد البيان، الذي تحفظت عليه المعارضة السورية التي ترفض أي دور إيراني في وقف إطلاق النار، شدد على وحدة الأراضي السورية كدولة متعددة. وأكد تثبيت كل آليات وقف إطلاق النار مع تشكيل آلية مشتركة روسية تركية إيرانية لمراقبة وقف إطلاق النار، وقال وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمنوف أثناء تلاوته البيان الختامي للقاء أستانة لقد اتخذ قرار بإنشاء آلية لمراقبة وضمان التطبيق الكامل لوقف إطلاق النار وتجنب أي استفزاز . كما أكد البيان على ضرورة مشاركة المعارضة المسلحة في مفاوضات جنيف.
محادثات أستانة التي رعتها كل من روسيا وتركيا، وجرت بين النظام السوري والفصائل المعارضة المسلحة، استهدفت تثبيت وقف إطلاق النار في كل أرجاء سوريا وترك المفاوضات السياسية في مسارها السابق بجنيف. وتوصلت الأطراف إلى التأكيد على انسحاب الميليشيات الأجنبية من سوريا والرفع الفوري للحصار على المناطق الخاضعة لذلك من الطرفين، كما التزم الطرفان بتنفيذ العمليات العسكرية ضد الجماعات الإرهابية مثل تنظيم الدولة وجبهة النصرة، وأن تخضع الأراضي المحررة من الجماعات الإرهابية للطرف الذي حررها.
من جهة أخرى أطلقت الأمم المتحدة مناشدة أمس الثلاثاء لجمع 4.63 مليار دولار في شكل تمويل جديد لمساعدة اللاجئين السوريين والمجتمعات المضيفة في الدول المجاورة. وأطلقت المناشدة في مؤتمر بهلسنكي وتأتي إلى جانب مبلغ 3.4 مليار دولار ترى المنظمة الدولية أنه مطلوب لتلبية الاحتياجات الإنسانية لنحو 13.5 مليون شخص داخل سوريا هذا العام. وقال بيان الأمم المتحدة لا يزال التمويل من أجل سوريا غير كاف للتصدي لأزمة تظل إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم اليوم .
المنظمة الدولية قالت إن الملايين في العاصمة السورية دمشق ومدينة حلب، يعانون من فقدان الأمن وعدم إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب بسبب مشاكل فنية. وأوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان الإثنين، أن نحو 5.5 مليون نسمة، من سكان دمشق، لا يتمكنون من الحصول على المياه منذ 22 ديسمبر الماضي، بسبب تضرر محطة مياه عين الفيجة بمنطقة وادي بردى في ريف دمشق . وأشار البيان، إلى أن فرق الهلال الأحمر السوري واللجنة الفنية المختصة، أجبرت على وقف أعمال الترميم في المحطة بسبب احتدام الاشتباكات (بين قوات النظام السوري وحزب الله من جهة ومقاتلي المعارضة الذين يتصدون لها)، وأن الفرق التابعة للأمم المتحدة، جاهزة لمباشرة عملية إعادة ترميم المحطة .
ولفت البيان، إلى أن نحو 1.8 مليون نسمة من سكان مدينة حلب، لا يتمكنون من الحصول على المياه، منذ 14 يناير الجاري، بسبب عطل في محطة مياه المدينة الواقعة في مناطق سيطرة تنظيم داعش الإرهابي.
وتواصلت مباحثات أستانة في يومها الثاني، أمس، بعد يوم حافل بالسجالات بين النظام والمعارضة. ودارت المباحثات على شكل مفاوضات غير مباشرة بين النظام والمعارضة، حيث تنتقل الأطراف الضامنة (تركيا وروسيا) مع الأمم المتحدة، بين الطرفين من أجل تثبيت وقف إطلاق النار.
وكانت الفصائل أعلنت الإثنين في اللحظة الأخيرة أنها لن تتفاوض بشكل مباشر مع وفد النظام بسبب استمرار المعارك على الأرض في سوريا لاسيَّما في وادي بردى، المنطقة الأساسية لإمداد العاصمة دمشق بالمياه.
وشدد رئيس وفد الفصائل المعارضة محمد علوش على تجميد العمليات العسكرية وتحسين وصول المساعدة الإنسانية للمدنيين فيما دعا رئيس وفد النظام السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى تثبيت وقف الأعمال القتالية لمدة زمنية محددة يتم خلالها الفصل بين التنظيمات الموقعة والراغبة بالتوجه إلى مصالحة وطنية والاشتراك في العملية السياسية من جهة وبين تنظيمي الدولة و جبهة النصرة الإرهابيين والتنظيمات المرتبطة بهما
روسيا وتركيا وإيران حثت المجتمع الدولي على دعم العملية السياسية من أجل سرعة تنفيذ كل الخطوات المتفق عليها في قرار مجلس الأمن 2254.
قالت إيران وروسيا وتركيا في بيان مشترك إنها ستؤسس آلية ثلاثية لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا وضمان الالتزام الكامل به ومنع أي استفزازات وتحديد كيف سيعمل وقف إطلاق النار.
وأضافت الدول الثلاث في ختام محادثات سوريا في أستانة أنها تدعم رغبة جماعات المعارضة المسلحة في المشاركة في الجولة المقبلة من المفاوضات التي ستجري في جنيف في 8 فبراير وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وفي أول رد فعل دولي قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك أيرو إنه يأمل أن تمهد محادثات الهدنة السورية في كازاخستان الطريق لاستئناف مساعي السلام في جنيف.
وفي المؤتمر ذاته قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن الرياض تدعم أي مساع تساعد سوريا على الخروج من الأزمة التي تعاني منها.