شهد عام 2024 تطورًا ملحوظًا في العلاقات الاقتصادية والتجارية بين فيتنام وقطر، حيث برز التعاون في قطاع الطاقة والعمالة الماهرة كركيزة أساسية لهذا التقدم. وأكد السفير الفيتنامي لدى قطر، السيد نغوين هوي هياب، في مقابلة حديثة مع وكالة الأنباء الفيتنامية، أن هذه العلاقات تشهد مرحلة جديدة من النمو والازدهار.
ازدهار التبادل التجاري
سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال الفترة من يناير إلى أكتوبر 2024 أكثر من 2.7 مليار ريال قطري (ما يعادل 740 مليون دولار أمريكي) حسب تصريحات السفير الفيتنامي، ويظهر هذا الرقم زيادة ملحوظة مقارنة بعام 2022 الذي سجل فيه التبادل التجاري 302 مليون دولار فقط، ما يمثل نموًا بنسبة 148% على أساس سنوي.
وتشير بيانات التجارة بين البلدين إلى تنوع كبير في التبادلات التجارية. ففي عام 2023، بلغت صادرات قطر إلى فيتنام 241.61 مليون دولار أمريكي، شملت منتجات رئيسية مثل الوقود المعدني والزيوت بقيمة 78.74 مليون دولار، والحديد والصلب بقيمة 64.53 مليون دولار. وعلى الجانب الآخر، استوردت قطر من فيتنام بضائع بقيمة 514.56 مليون دولار، أبرزها السفن والهياكل العائمة بقيمة 120.03 مليون دولار، والمعدات الكهربائية والإلكترونية بقيمة 110.49 مليون دولار، إلى جانب الأحذية بقيمة 45.70 مليون دولار.
العمالة الفيتنامية الماهرة في مجال النفط
وفي مجال التعاون الاقتصادي، عزز البلدان تعاونهما في منتجات النفط والغاز من خلال العمالة الفيتنامية الماهرة، فقد بلغ عدد العمال الفيتناميين المهرة الذين تم توظيفهم في قطر حوالي 600 عامل لدعم مشاريع كبرى تديرها شركات مثل قطر للطاقة و قطر للطاقة للغاز الطبيعي المسال . ويمثل هذا التعاون قوة العلاقات العمالية التي أصبحت عنصرًا أساسيًا في الشراكة الاقتصادية بين البلدين.
الزيارات الرسمية تعزز العلاقات الاقتصادية
كما كان لزيارة رئيس الوزراء الفيتنامي فام مينه تشين الرسمية إلى قطر في أكتوبر الماضي دورًا كبيرًا في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية، حيث لفتت هذه الزيارة انتباه المؤسسات الحكومية والشركات في كلا البلدين إلى الاستثمار المشترك، ويتوقع أن تسهم هذه الزيارة في دفع العلاقات الثنائية نحو مستوى أكثر عملية وفعالية في المستقبل القريب.
آفاق ومجالات التعاون بين البلدين
وأعرب السفير الفيتنامي السيد نغوين هوي هياب عن تفاؤله بمستقبل مشرق للعلاقات بين فيتنام وقطر، مشيرًا إلى أن الإمكانيات الكبيرة التي تمتلكها قطر من موارد النفط والغاز وقدراتها المالية والتكنولوجية تجعلها شريكًا مثاليًا لفيتنام، خاصة في مجالات نقل التكنولوجيا وتطوير مشاريع الطاقة، لا سيما الطاقة المتجددة. ومن جهة أخرى عبر السفير عن إن الاقتصاد الفيتنامي سريع النمو وبيئته الاستثمارية الجذابة وسياساته المنفتحة تجعل منه وجهة متميزة للمستثمرين القطريين في قطاعات الصناعة والزراعة والخدمات.
ختامًا يُعد عام 2024 شهادة على قوة الشراكة بين فيتنام وقطر. ومع النمو القوي في التجارة، والتعاون العمالي المثمر، والاهتمام السياسي رفيع المستوى، يبدو أن الأسس مهيأة لمزيد من التعاون العميق في مجالات متعددة، مما يضمن نموًا وازدهارًا مشتركًا في السنوات القادمة.