عقب الانتهاء من زراعة 95 ألف شجرة

أشغال : اكتمال مشروع معالجة الصرف بـ شمال الدوحة الربع الثاني 2017

لوسيل

محمد عبد العال تصوير: عمرو دياب

  • الخيارين: 60 ألفا الطاقة الاستيعابية الحالية للمحطة

كشفت هيئة الأشغال العامة أشغال ، عن انتهائها من زراعة نحو 40 ألف شجرة ضمن مشروع غابة الأشجار الذي تنفذه على مساحة 12 كيلو مترا حول محطة معالجة الصرف الصحي في شمال الدوحة. وأعلن مسوؤلون في الهيئة ، خلال جولة نظمتها أشغال للصحفيين بمقر المشروع أمس، أنه من المتوقع انتهاء أعمال التشجير بزراعة 95 ألف شجرة في الغابة واكتمال المشروع خلال الربع الثاني من 2017. ولم يفصح مسؤولو أشغال عن حجم التكلفة الخاصة بتنفيذ أعمال التشجير حول المحطة المصممة لاستيعاب 244 ألف متر مكعب يومياً بحلول 2020، لكنهم قالوا إنها تندرج ضمن التكلفة الإجمالية المخصصة للمرحلة الأولى من مشروع المحطة التي دخلت الخدمة في يوليو الماضي.

قال المهندس خالد سيف الخيارين، مدير إدارة مشاريع شبكات الصرف الصحي في أشغال ، إن مشروع محطة معالجة الصرف الصحي في شمال الدوحة الذي تم إنجازه بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 3.6 مليار ريال، يعد مشروعاً استراتيجيا من حيث الحجم في قطر.
وأضاف الخيارين، خلال مؤتمر صحفي بمقر المحطة، أن تكلفة مشروع إنشاء غابة الأشجار تدخل ضمن إجمالي ميزانية المرحلة الأولى من المحطة التي تم تشغيلها في يوليو الماضي لمعالجة مياه الصرف الصحي بطاقة استيعابية 244 ألف متر مكعب يومياً، تخدم 900 ألف نسمة في 2020.
وبلغت قيمة عقد التصميم والبناء لمشروع المحطة نحو 2.49 مليار ريال، فيما بلغت قيمة عقد الصيانة والتشغيل البالغة مدته 10 أعوام نحو 1.14 مليار ريال، تمت ترسيتها على شركة كيبل سيجرز إنجينيرج السنغافورية، بحسب الخيارين.
وأوضح أن المحطة التي تقع بمنطقة أم صلال على بعد 25 كيلو مترا شمالي الدوحة، وتخدم المناطق من الغرافة إلى أم صلال علي والخيسة والخريطيات والدحيل والدفنة وتجمعات اللؤلؤة ولوسيل في الشرق، لم تصل بعد إلى طاقتها الاستيعابية القصوى، إذ تعالج حالياً نحو 60 ألف متر مكعب من مياه الصرف الصحي.
وأشار إلى أن بدء تنفيذ المرحلة الثانية من المحطة مرهون بوصولها إلى الطاقة الاستيعابية القصوى في 2020، قائلا: عقب تحقق هذا الأمر سندرس إمكانية التوسع ويمكننا وقتها تحديد التكلفة والمدة الزمنية للتنفيذ . ولفت إلى أن تقنيات المعالجة التي تستخدمها المحطة لمعالجة مياه الصرف الصحي التي تستقبلها من منطقة شمال الدوحة تؤدي إلى إنتاج مياه معالجة ذات جودة عالية ومطابقة للمعايير الدولية حتى يمكن إعادة استخدامها لأغراض الري للمسطحات الخضراء والأماكن العامة مما يساعد على تقليل الاعتماد على مصادر المياه الصالحة للشرب والتي تستخدم حالياً لري المساحات الخضراء والحدائق.
وقال إن عدد الأشجار التي تم الانتهاء من زراعتها في مشروع الغابة في محيط المحطة والذي تم البدء في تنفيذه أكتوبر من عام 2015، بلغ حتى الآن 40 ألف شجرة من 16 نوعاً مختلفاً.
وأضاف أن أشغال تنفذ هذه الغابة التي تعد المبادرة الأولى من نوعها في دولة قطر، كجزء من مشروع المحطة، حيث تخطط الهيئة من خلال المشروع لزراعة ما يصل إلى 95 ألف شجرة على مساحة تبلغ تقريباً 12 كيلو مترا مربعا ضمن المنطقة العازلة المحيطة بالمحطة، في الربع الثاني من 2017.
وبين الخيارين، أنه ستتم زراعة أشجار من أنواع مختلفة تم جلب بعضها من أنحاء مختلفة من العالم ومراعاة ملاءمتها للبيئة الصحراوية، بالإضافة إلى زراعة النباتات والشجيرات الصغيرة وإنشاء بحيرة صناعية.
واستطرد: تفيد أعمال التشجير الواسعة التي يتم تنفيذها لأول مرة في الدولة في زيادة الغطاء النباتي والرقعة الخضراء، وعند اكتمال أعمال تشجير وتخضير المنطقة المحيطة بالمحطة، ستتحول المنطقة الصحراوية المحيطة بالمحطة لشبه غابة .

آل سعد: فتح الغابة للجمهور مرهون باكتمال أعمال التشجير والتخضير
عبد الله سعد آل سعد، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في الهيئة، قال إن مشروع الغابة يخدم أهداف الدولة الهادفة إلى استخدام مياه الصرف المعالجة في الري وتوسعة الرقعة الخضراء بالدولة.
وأضاف آل سعد، خلال المؤتمر الصحفي، أنه تم اختيار هذه الأشجار بعناية لتلائم البيئة المحلية، حيث تم استيراد البعض منها والحصول على البعض الآخر عبر شركات القطاع الخاص المتخصصة في المجال بالسوق القطري.
وأوضح أنه تم اختيار الأشجار المزروعة في تلك المنطقة بعناية بحيث تكون من الأنواع التي لا تستهلك المياه بكميات كبيرة كما تم اختيار بعض الأشجار المزهرة لوضعها على جوانب الطرق المؤدية إلى المحطة.
وعن إمكانية فتح الغابة للجمهور قال آل سعد: عقب اكتمال أعمال التشجير والتخضير سندرس فتح الغابة للجمهور للاستمتاع بها عبر طرق دائمة تقع خارج نطاق المحطة . وأضاف ستتم دراسة إمكانية إتاحة هذه المنطقة للزوار الذين يمكنهم الاستمتاع بالمساحات الخضراء ومشاهدة أنواع الأشجار التي تمت زراعتها، بالإضافة إلى مشاهدة البحيرة الاصطناعية التي تم إنشاؤها كجزء من مشروع التشجير والتخضير حول المحطة، والتي يتم ضخ المياه المعالجة ذات الجودة العالية إليها . ولفت إلى أن محطة شمال الدوحة تعد الأولى من نوعها التي تشهد عملية التشجير، قائلا: سنقيم التجربة من حيث السلبيات والإيجابيات لتفاديها مستقبلاً حال قررنا تطبيقها في مناطق أو محطات أخرى . يشار إلى أن أعمال إنشاء محطة معالجة الصرف الصحي في شمال الدوحة كانت اكتملت في نهاية عام 2015، ودخلت المحطة مرحلة التشغيل الكامل بعد أن تمت جميع عمليات المعاينة والاختبار من قبل جميع السلطات والجهات المعنية في يوليو 2016.

العبيدلي: 60 متراً مكعباً إنتاج مصنع التجفيف الحراري يومياً
المهندس خالد العبيدلي، مساعد مدير إدارة تشغيل وصيانة شبكات الصرف الصحي في الهيئة، قال إن مشروعات توسعة محطتي السيلية ونعيجة لا تزال تخضع للدراسة من جانب إدارة المشاريع بالتنسيق مع إدارة التصميم في الهيئة.
وأضاف العبيدلي، خلال الجولة الصحفية، أن الشركة المشغلة لمحطة شمال الدوحة، المزودة بنظام متكامل لمكافحة الروائح والحد من تأثيرها على البيئة المحيطة، هي التي ستتولى الإشراف على مشروع الغابة لحين النمو الكامل للأشجار.
وتابع: ندرس نقل المياه المعالجة إلى مزارع مجاورة أو قريبة عبر شبكة أنابيب، خاصة أن هناك العديد من المصانع التي يتم تزويدها بهذه المياه حاليا .
وأوضح أن بحيرة المياه المعالجة الصناعية التي تضمها الغابة، ويبلغ عمقها 1.2 متر مزودة بمضخات داخلية للحفاظ على مستوى المياه داخلها.
وأشار إلى أن مشروع الغابة يضم حتى الآن شبكة ري متكاملة بطاقة 25 ألف متر مكعب مياه صرف معالجة، فيما تبلغ سعة الشبكة الخاصة بالأشجار الموجودة داخل حرم المحطة نحو 3 آلاف متر مكعب.
وقال إن المحطة تستخدم عمليات المعالجة البيولوجية المتقدمة بالإضافة إلى الترشيح الغشائي فائق الدقة ((Ultrafiltration، وهي تقنية ترشيح متعلقة بتقنية الأغشية، حيث تعمل على فصل الجزيئات الكبيرة والحبيبات الصغيرة من المياه، كما تستخدم محطة المعالجة تكنولوجيا التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية (Ultra-violet).
ونوه إلى أن المحطة تحتوي على مصنع تجفيف حراري، يختص بمعالجة (الحمأة) وهي المواد الصلبة المتجمعة من عمليات معالجة مياه الصرف الصحي التي تجمعت خلال عملية المعالجة حيث يتم تحويلها إلى كريات صلبة وذلك للتخلص منها بطريقة آمنة وفقاً للمعايير الدولية.
وقال إن مصنع التجفيف الحراري الذي يضم 4 محطات لمعالجة الحمأة يستقبل نحو 100 متر مكعب من الحمأة عبر أحواض الترسيب ويبلغ إنتاجه اليومي نحو 60 مترا مكعبا من الحمأة التي تستخدم كسماد عضوي لأغراض الزراعة كتشجير الشوارع والحدائق من قبل وزارة البلدية والبيئة.
وأشار إلى أن العمالة القطرية تشكل ما نسبته 60 % من إدارة تشغيل وصيانة شبكات الصرف، لافتا إلى وجود 3 محطات رئيسية في الدولة و19 محطة صغيرة تخدم المناطق النائية.