خطط طموحة لبناء وتأهيل مجتمع رقمي متكامل.. "المواصلات والاتصالات":

200 مبادرة واتفاقية جديدة لتطوير المجتمع الرقمي بـ كيتكوم 2019

لوسيل

الدوحة-لوسيل


لم تخلُ خطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، من توجيهات واضحة تركز على أهمية الاستثمار في التنمية البشرية، باعتبار الإنسان الثروة الحقيقية للبلاد من خلال تدريبه وتأهيله للمساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، وتزويده بمهارات التعامل مع مختلف التطورات التي تواكب خطط التحول الرقمي.

وتعمل وزارة المواصلات والاتصالات منذ سنوات على تنفيذ مجموعة من المبادرات والبرامج الهادفة إلى بناء مجتمع رقمي متكامل وتعزيز الثقافة والمهارات الرقمية بين جميع شرائح المجتمع القطري.

وسعت الوزارة من خلال إستراتيجية الشمولية الرقمية ذات الركائز الأربعة المتمثلة في التوعية، وسهولة الوصول، وتعزيز المهارات، والدعم، إلى تسريع عملية تعزيز المهارات الرقمية لدى الشرائح المجتمعية الأكثر عرضة لخطر الإقصاء الرقمي والتي حددتها في 6 فئات رئيسية، شملت كل من: المرأة القطرية غير العاملة والنساء اللواتي لا يتمتعن بالمهارات اللازمة لاستخدام التكنولوجيا، والشباب المنقطعون عن الدراسة والذين لا يتمتعون بمهارة التعامل مع التكنولوجيا، والمواطنون في المجتمعات الصغيرة خارج العاصمة الدوحة، وكبار السن والمتقاعدون، وذوي الاحتياجات الخاصة، والعمال ذوي المهارات المحدودة من ذوي الأجور المتدنية والعمالة المنزلية.

وفي إطار سعيها لتسريع تحقيق الشمولية الرقمية للفئات المستهدفة خاصة فئة العمالة، وسعت الوزارة نطاق مبادرة حدائق الإنترنت التي أطلقتها عام 2007 لتوفير خدمة الإنترنت اللاسلكي المجاني لرواد الحدائق العامة في الدولة وتسهيل نفاذهم إلى الإنترنت.

النفاذ الرقمي

لم تغفل البرامج والمبادرات الخاصة بتأهيل المجتمع الرقمي فئات ذوي الاحتياجات وكبار السن، حيث قام مركز التكنولوجيا المساعدة قطر مدى ، بالمساهمة في توطيد معاني الشمولية الرقمية وبناء مجتمع تكنولوجي قابل للنفاذ لذوي القيود الوظيفية وذوي الإعاقة.

وعلى الصعيد الوطني حقق مدى ، الذي أصبح حالياً مركز الامتياز في النفاذ الرقمي باللغة العربية في العالم، نسبة نفاذ 94% إلى المواقع الإلكترونية الحكومية، أما على الصعيد العالمي فحققت قطر المركز الخامس وفق مؤشر تقييم حقوق النفاذ الرقمي.

وفقاً للتقرير السنوي الخاص بـ مدى لعام 2018، تمكن المركز فيما يتعلق بالمجتمع الرقمي، من دعم نفاذ 2600 شخص من ذوي الإعاقة والمتقدمين في السن إلى المجتمع، وتقديم 1463 ساعة تدريبية لبناء القدرات، وتوفير 18 محطة تكنولوجيا مساعدة رئيسية، ونحو 1458 حلاً تكنولوجياً لذوي الإعاقة وكبار السن، فضلا عن إضافة 1056 رمزاً إلى معجم رموز تواصل لتعزيز التواصل البديل والمعزز.

أمن إلكتروني

تواصل الوزارة جهودها المكثفة بهدف رفع مستوى الوعي بالأمن الإلكتروني، من خلال تطوير برامج وإطلاق مبادرات وحملات تستهدف التوعية بالسلامة على الإنترنت، وتوسيع نطاق انتشارها بين مختلف شرائح المجتمع في قطر، كان من أبرزها برنامج حصين التعليمي للسلامة الإلكترونية، وحملة أمن تسلم الإعلامية، ودليل المسؤولية الأخلاقية في العالم الرقمي، وموقع سيف سبيس لمساعدة الآباء والمعلمين لحماية الأطفال على الإنترنت، إلى جانب ورش عمل السلامة على الإنترنت بالتعاون مع عدد من وزارات ومؤسسات الدولة.

كما أولت الوزارة الشركات الناشئة ورواد الأعمال أهمية بالغة باعتبارهم نواة لابتكار الحلول والتطبيقات لتطبيق ونشر وتسهيل نفاذ التكنولوجيا في المجتمع، بالتزامن مع تعزيزها شراكات إستراتيجية مع الوزارات الأخرى والمستثمرين الرئيسيين في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، من خلال عدة مبادرات أبرزها حاضة الأعمال الرقمية، التي تمكنت خلال الفترة من 2013 وحتى يونيو 2019 من تدريب 1162 رائد أعمال، وتوفير 402 فرصة عمل من خلال الشركات المحتضنة بالحاضنة منذ تأسيسها.

ودشنت الوزارة، برنامج التحول الرقمي للشركات الصغيرة والمتوسطة لتمكين الشركات الناشئة في الدولة من استخدام التكنولوجيا، بما يدعم تحولها الرقمي، ويعزز الوعي بفوائد استخدام الحلول الرقمية والتكنولوجيا الحديثة في قطاع الأعمال، بما يخدم أكثر من 5 آلاف شركة بنهاية العام 2019.

ريادة الأعمال

حرصت المواصلات والاتصالات ، على تخصيص مجموعة من الأنشطة والفعاليات لدعم ريادة الأعمال والابتكار ضمن مؤتمر ومعرض قطر لتكنولوجيا المعلومات كيتكوم 2019 ، الذي يقام على مساحة 25 ألف متر مربع في مركز قطر الوطني للمؤتمرات، من خلال منطقة ريادة الأعمال التي ستشمل 5 منصات رئيسية تجمع بين القطاعات الرقمية المتنوعة وهي: اعقد صفقتك، ومخيم الأفكار الإبداعية، ومخيم البرمجة (كود كامب)، ومنطقة الشركات الناشئة، ومسرح الإبداع، وتهدف جميعها لمساعدة شباب رواد الأعمال على تحويل أفكارهم المبتكرة لمشاريع قابلة للتطبيق، وتقديم برامج احتضان من شأنها تعزيز وتنمية المشاريع الجديدة.

ومن المقرر أن يشهد كيتكوم في نسخته الخامسة، التي تقام خلال الفترة من 29 أكتوبر الجاري وحتى 1 نوفمبر المقبل، تحت شعار مدن آمنة وذكية بمشاركة أكثر من 100 متحدث و412 عارضا محليا ودوليا وشركة ناشئة حتى الآن ونحو 300 رائد أعمال ومبتكر، التوقيع والإعلان عن نحو 200 مبادرة ونظام رقمي وشراكات تجارية واتفاقيات، تستهدف دعم خطط تطوير مجتمع رقمي مبتكر ومستدام في دولة قطر.

1500 قاعة لتكنولوجيا المعلومات داخل مساكن العمالة الوافدة

لم تكتف الوزارة بهذه الجهود تجاه العمالة بل واصلت إطلاق عدد من البرامج التي تعزز الشمولية الرقمية لهذه الفئة، كان من أبرزها برنامج التواصل الأفضل الذي يستهدف مساعدة أصحاب الأعمال على إتاحة الوصول إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل مساكن العمالة المؤقتة، عبر إقامة قاعات كمبيوتر في أماكن إقامة العمال، فضلًا عن العمل مع أصحاب الشركات لزيادة فرص التدريب المتاحة للعمال وتطوير المحتوى بـ 6 لغات متعددة.

وأفادت هذه البرامج العمالة الوافدة حيث مكنتهم من الاندماج في المجتمع الرقمي، وحسب أحدث البيانات الصادرة عن الوزارة، وفر برنامج التواصل الأفضل حتى الآن أكثر من 16 ألف جهاز كمبيوتر للعمالة الوافدة يعمل على تدريبهم 1000 متطوع بالتعاون مع العديد من أصحاب العمل المشاركين، كما تم حتى اليوم إقامة نحو 1500 قاعة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات داخل مساكن العمالة الوافدة في دولة قطر ضمن التواصل الأفضل .

وذكر معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية المسحية (SESRI) بجامعة قطر أن 95% من العمال شهدواً تحسنا في نوعية الحياة في قطر، وأفاد 90% منهم أن قاعات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات جعلت حياتهم في قطر أسهل، بينما سهل البرنامج لـ 99% من العمال المستفيدين بشكل كبير التواصل مع الأهل والأصدقاء، فيما اعتبر 99% أن الوصول إلى الإنترنت يمكنهم من البقاء على اطلاع بآخر الأخبار والأحداث في موطنهم الأم، كما أشار 93% إلى أن التواصل الأفضل يساعدهم في الراحة النفسية والتخلص من التوتر، فيما قال 91% منهم إنه ساعدهم في رفع إنتاجيتهم بأماكن عملهم.

وأظهرت دراسة مسحية أخرى لمؤسسة أيادي الخير نحو آسيا (روتا)، والتي شملت 887 رائدا رقميا تم اختيارهم من مجموعة من العمال الوافدين للخضوع للتدريب ومن ثم تدريب أقرانهم، أن جميع عينة الاستطلاع (100%) يشعرون بالتمييز وزيادة احترام أقرانهم لهم، لأنه تم اختيارهم ليكونوا روادا من رواد الشمولية الرقمية.

ولضمان استمرارية ونجاح البرنامج، أطلقت الوزارة، مبادرة نادي الكمبيوتر الأخضر، بالتعاون مع وزارة التعليم والتعليم العالي، ووزارة البلدية والبيئة، بهدف تأسيس أندية الكمبيوتر الأخضر داخل المدارس الثانوية في الدولة للمساهمة في إعادة تأهيل وتحديث أجهزة الكمبيوتر المتبرع بها من جهات حكومية وخاصة لتتم إعادة توزيعها على قاعات التكنولوجيا في مساكن العمالة الوافدة.

95 % من المجتمع القطري يستخدم الإنترنت

احتلت دولة قطر المركز السابع والعشرين على مستوى العالم في مؤشر الجاهزية الشبكية في التقرير العالمي لتكنولوجيا المعلومات والذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي وكلية الأعمال بجامعة إنسياد لعام 2016.

وبحسب تقرير التنافسية العالمية 2019، جاءت قطر في المركز الثامن عالميا في ركيزة مدى جهوزية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وفي المركز الأول عالميا وعربيا ضمن مؤشر مستخدمي الإنترنت وانتشار خدمات الإنترنت عالي السرعة (البرودباند).

وسجل المجتمع القطري استخداماً عالياً بين أفراده للإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، وبات 95% من أفراد المجتمع في العام 2017 يستخدمون الإنترنت بالمقارنة مع 85% في عام 2013، في حين بلغت نسبة الأسر التي لديها اتصال بالإنترنت 95.8%، كما أظهرت بعض الأبحاث أن أفراد المجتمع القطري يقضون في المتوسط حوالي 45 ساعة أسبوعيًا على شبكة الإنترنت.

وعلقت سعادة السيدة ريم المنصوري، وكيل الوزارة المساعد لشؤون تنمية المجتمع الرقمي بوزارة المواصلات والاتصالات قائلة: تحرص وزارة المواصلات والاتصالات على تجهيز وتأهيل المجتمع القطري ورفع وعيه ومساعدته على تبني أحدث التقنيات التكنولوجية، وذلك في إطار التزام الوزارة بخلق مجتمع رقمي متكامل يتمتع جميع أفراده بفرص متساوية للنفاذ إلى التكنولوجيا من خلال توفير أكبر عدد ممكن من الفرص لتعزيز جاهزية أفراد المجتمع الرقمية للمشاركة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة .