أشار تقرير صادر عن بنك التنمية الآسيوي ومعهد بوتسدام Potsdam لبحوث آثار المناخ، إلى أن المكاسب الإنمائية التي تحققت في آسيا معرضة لخطر التأثر بالتغيرات المناخية، ومع ذلك، فإن الأخبار ليست كلها سيئة للمنطقة، إذ إنه من المتوقع أن تعزز مكانتها في الثورة الصناعية النظيفة بفضل استثمارات الطاقة الجديدة.
ويأتي التحذير من تغير المناخ في أعقاب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب أمريكا من اتفاق باريس، في حين تعهدت بقية مجموعة الـ20 بما فيها الصين بالمضي قدما في خفض الانبعاثات، وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يصل ارتفاع درجة الحرارة إلى 6 درجات مئوية على مساحة اليابسة الآسيوية بنهاية القرن الحالي، مع ارتفاع يصل إلى 8 درجات مئوية في أفغانستان وباكستان وطاجيكستان وشمال غرب الصين.
ونوه التقرير إلى أن هذه الزيادات في درجات الحرارة ستؤدي إلى تغييرات جذرية في الطقس وقطاعات الزراعة ومصائد الأسماك والتنوع البيولوجي البري والبحري والأمن المحلي والإقليمي والتجارة والتنمية الحضرية والهجرة والصحة في المنطقة.
وقال التقرير إن مثل هذا السيناريو قد يشكل تهديدا وجوديا لبعض الدول في المنطقة، فضلا عن سحق أي آمال في تحقيق التنمية المستدامة والشاملة للجميع.
ومن بين الآثار المتوقعة الأعاصير المدارية الأكثر دمارًا، فيما تتعرض المناطق الساحلية والمنخفضة لخطر متزايد من الفيضانات، ومن المتوقع أن تصل خسائر الفيضانات العالمية إلى 52 مليار دولار سنويا بحلول عام 2050 مقابل 6 مليارات دولار عام 2005.
وتوجد 13 من أكبر 20 مدينة تتوقع أن تشهد خسائر فادحة جراء الفيضانات، في منطقة آسيا الباسفيك، ورغم أنه من المتوقع أن يزداد هطول الأمطار سنويا بنسبة تصل إلى 50% على معظم المناطق في آسيا، فإن دولًا مثل أفغانستان وباكستان قد تشهد انخفاضا في الأمطار بنسبة 20 إلى 50%.
ورجح التقرير أن تعاني المنطقة نقصا في الإنتاج الغذائي نتيجة لذلك، إضافة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، وفي بعض دول جنوب شرق آسيا، يمكن أن ينخفض إنتاج الأرز بنسبة تصل إلى 50% بحلول عام 2100 إذا لم تتخذ تدابير أخرى.
ويمكن أن يؤدي نقص الأغذية إلى زيادة عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في جنوب آسيا بمقدار 7 ملايين طفل، إذ توقع واضعو التقرير أن تزداد تكاليف استيراد الأغذية إلى 15 مليار دولار سنويا بحلول عام 2050 مقابل 2 مليار دولار.
وقد تؤدي اضطرابات رئيسية في المجتمعات الزراعية الحالية إلى هجرة جماعية إلى المدن، مما يؤجج الاكتظاظ الاجتماعي الهائل.
وخلص التقرير إلى أن أمن الطاقة يمكن أن يتعرض للتهديد بسبب انخفاض قدرات محطات الطاقة الحرارية من ندرة مياه التبريد والأداء المتقطع المحتمل للطاقة الكهرومائية، وهذا قد يؤجج الصراعات بين الدول بسبب تنافسها على إمدادات الطاقة المحدودة.