

أكد أساتذة بكلية التربية في جامعة قطر أهمية التعليم ودور الفرد المتعلم في بناء مجتمع قوي ومستدام، وقالوا إن تطوير التعليم ضرورة حياتية، وبمثابة خارطة طريق لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
جاء ذلك بمناسبة اليوم الدولي للتعليم الذي يحتفى به في 24 يناير من كل عام للتأكيد على دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تؤكد على أهمية الوصول إلى التعليم الجيد والشامل.
وقالت الدكتورة ميامن الطائي، أستاذة في قسم العلوم التربوية: «يركز الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة 2030 على (ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع)، وهو ما يجعل الاهتمام بالتعليم العمود الفقري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وضمان مستقبل آمن للأجيال القادمة.
وأضافت: تظهر قوة التعليم الجيد عبر تهيئة الطلبة ليكونوا مواطنين ذوي أفق واسع، يتمتعون بالتعاطف والتضامن مع أقرانهم وعبر الحدود، قادرين على نبذ العنف، واتخاذ إجراءات فعالة لتعزيز السلام العالمي، كما يؤدي التعليم الجيد إلى تزويد الشعوب بالمعرفة والمهارات والقيم التي تمكنهم من العيش بكرامة والمساهمة في جعل مجتمعاتهم أكثر أمانًا وقوة».
وقال الدكتور إياد طعمه، أستاذ في قسم التربية الفنية: «إن أهم آثار التعليم الإيجابية على المجتمع تظهر من خلال الاهتمام ببناء جيل واعد يسهم في بناء الدولة، وهذا لا يرتكز على دور الدولة فقط، رغم أهمية ما تقدمة من لوازم البناء المعرفي الهادف، بل يبدأ من البيت والأسرة ومدى التفاعل المشترك في تحقيق أهداف علمية وتربوية وأخلاقية، مبنية على أساس الشعور بالمسؤولية والاستفادة من الخطط التنموية للمجتمعات الأخرى في الدول المتطورة».
وأضاف: «من هنا تبدأ أهمية دور التعليم في صياغة مسار المجتمع، بالاعتماد على تطوير المناهج التعليمية والتربوية، والاهتمام بالدراسات والأبحاث الحديثة وتطبيقها على الواقع العملي في المجتمع، وبناء الثقة ما بين المعلم والمتعلم، ولكون المتعلم هو الناقل الأساس للمجتمع بكل أطيافه، فسيكون حلقة وصل مؤثرة في بيته وأسرته ومحيطه المجتمعي».
وقال الدكتور ناصر الرواحي، أستاذ مشارك في قسم التربية البدنية: «في ظل التطورات التكنولوجية والانفجار المعرفي والمعلوماتي الذي يشهده العالم في كافة ميادين الحياة؛ أضحت عملية تطوير البرامج التعليمية وتحسينها متطلبًا مجتمعيًا يفرضه واقع الانفجار والتطور العلمي الهائل، لافتاً إلي أن التطوير والتحسين بمثابة الشعلة التي تظهر مكامن القوة والضعف في البرامج التعليمية، وهو الجسر الذي يسد الفجوة بين ما يمتلكه الطلبة من معارف ومهارات وقيم وبين ما تفرضه متطلبات سوق العمل الحديث، وكما أكد أن التطوير بمثابة خارطة طريق يجب أن يلتزم بها صناع القرار في المؤسسات الأكاديمية لتحسين العملية التعليمية بديمومة مستمرة وصولًا إلى تحقيق مستوى الآمال والطموحات والإنجازات المرسومة».