يقف الصعود في سعر الدولار عقبة في سبيل إنجاح الخطط الطموحة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والمتمثلة في إحياء الصادرات الأمريكية واستعادة الوظائف لسوق العمل الأمريكية وزيادة نشاطات التنقيب النفطي.
وذكرت شبكة سي بي إس الإخبارية الأمريكية أنه ومنذ الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي أجريت في الـ 8 من نوفمبر الماضي والتي أسفرت عن وصول ترامب إلى البيت الأبيض، قفزت العملة الخضراء بنسبة 5%.
ووصل المؤشر الذي يتعقب العملات الرئيسية الأخرى إلى أعلى مستوياته في 14 عاما في أعقاب الانتخابات.
ويعكس الصعود في سعر الدولار قوة الاقتصاد الأمريكي وثقة المستهلك في قدرة ترامب على تسريع وتيرة النمو الاقتصادي عبر تقليص الضرائب وضخ أموال جديدة في شبكات الطرق والكباري والبنية التحتية الأخرى.
وأضافت الشبكة أنه من الممكن أن يصعد الدولار بصورة كبيرة في الوقت الراهن على خلفية قيام الاحتياطي الفيدرالي البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة وتوقعه حصول زيادات بمعدل ثلاث مرات العام المقبل.
وفي ظل انخفاض أسعار الفائدة بصورة أكبر في بلدان أخرى في العالم، سيقوم المستثمرون بتحويل أموالهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتحقيق عائدات أعلى على رؤوس أموالهم، وهو التحول الذي من الممكن أن يؤدي إلى خفض سعر الدولار.
وأشار تقرير الشبكة إلى أن الدولار المرتفع يرفع من سعر السلع الأمريكية في حين يقلل أسعار الواردات في الولايات المتحدة، وعلاوة على ذلك، يمكن أن يشجع سعر الدولار المرتفع أيضا بعض الشركات متعددة الجنسيات إلى نقل عملياتها إلى دول ترتفع فيها أسعار عملاتها على نحو أكبر.
وفضلا عن ذلك، فإن سعر الدولار المرتفع يميل إلى خفض أسعار النفط، ومن ثم لا يوجد حافز لدى الدول المصدرة للنفط لزيادة إنتاج الطاقة، وهو الهدف الذي أعطاه دونالد ترامب أولوية في خططه الاقتصادية.
وقال إسوار براساد، أستاذ السياسة التجارية في جامعة كورنويل إن الدولار القوي سيزيد من التحديات التي تعترض القدرة التنافسية الدولية لقطاع التصنيع الأمريكي، ما سيقلص أعداد الوظائف ويزيد الصادرات.
وحتى قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة، أسهم الدولار القوي في تراجع صادرات الولايات المتحدة خلال معظم فترات العامين الماضيين. وسجلت صادرات السلع والخدمات أعلى مستوياتها في أكتوبر من العام 2014، حيث بلغت قيمتها 200 مليار دولار.
لكن تراجع هذا الرقم إلى 179 مليار دولار في مارس الماضي قبل أن يعاود الارتفاع مجددا وإن كان بصورة طفيفة مع انخفاض سعر الدولار.
لكن قفز الدولار مجددا في أعقاب فوز ترامب بنتائج الانتخابات ووصوله إلى البيت الأبيض، ولذا لم يكن من الغريب تراجع الصادرات بنسبة 2% في أكتوبر الماضي، بحسب البيانات الصادرة عن وزارة التجارة الأمريكية.