الشيخ فيصل: زيارة لندن عملية وستتم ترجمتها إلى مشاريع متبادلة
الفردان: تأسيس تجمع لرجال الأعمال القطريين مع نظرائهم الأوروبيين
كشفت رابطة رجال الأعمال القطريين نجاح زيارتها إلى العواصم الأوروبية، إذ تم التفاوض على بعض المشاريع التجارية المشتركة في مجال تكنولوجيا المعلومات والصناعات الغذائية والصناعات الدوائية، مع التأكيد على جعل الدوحة بوابة للولوج إلى الأسواق المجاورة والإقليمية.
وترأس الاجتماعات الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني رئيس مجلس إدارة الرابطة وكل حسين الفردان النائب الأول لرئيس الرابطة وأعضاء مجلس الإدارة الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني والشيخ نواف بن ناصر آل ثاني وشريدة الكعبي وأعضاء الرابطة خالد المناعي وسعود المانع وصلاح الجيدة وسارة عبدالله نائب مدير عام الرابطة.
وكانت آخر محطات الجولة في لندن للترويج إلى دولة قطر كمحطة جاذبة للاستثمار الخارجي خاصة بعد الإجراءات المختلفة التي اتخذها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، فيما يتعلق بالمستثمر الأجنبي والمناطق الحرة وغيرها من التسهيلات الاستثمارية.
وقال مارك غارنييه وزير الدولة للتجارة الخارجية للمملكة المتحدة إن حجم التبادل التجاري بين البلدين فاق 5 مليارات جنيه إسترليني عام 2015 وهو يزيد من وتيرة نموه سنويا، مشيدا بنجاح منتدى الاستثمار والأعمال في لندن وبرمنغهام هذا العام.
كما بين أن الشراكة بين البلدين إستراتيجية خاصة مع وجود أكثر من 600 شركة بريطانية تعمل في قطر.
وبين الوزير أن قيمة الاستثمارات القطرية في بريطانيا تبلغ نحو 35 مليار جنيه إسترليني إضافة إلى 5 مليارات جنيه إسترليني قام بالإعلان عنها معالي الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني رئيس الوزراء ووزير الداخلية خلال منتدى الاستثمار الأخير.
كما بين الوزير أن بريطانيا قامت بإنشاء صندوق استثماري بحجم 5 مليارات جنيه إسترليني لمساندة الشركات للاستثمار في الخارج حيث سيكون هناك حصة للشركات الراغبة بالاستثمار في قطر.
وقال السفير يوسف علي الخاطر سفير دولة قطر في بريطانيا، إن الاستثمارات المتبادلة والعلاقات الثنائية الممتازة بين البلدين تأكدت مرة أخرى بزيارة أعضاء رابطة رجال الأعمال القطريين وهو دليل على الرغبة في مزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية.
إلى ذلك، قال الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني إنه بتوجيهات من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى والحكومة القطرية، فإن دور القطاع الخاص في قطر أضحى مهما للغاية ومساهمته أضحت فعالة وهو ما جعل أعضاء الرابطة يتواجدون اليوم في هذا التجمع مع نظرائهم البريطانيين.
وأشار الشيخ فيصل بن قاسم إلى أن بريطانيا تسعى إلى تعزيز حجم الصادرات في الناتج المحلي الإجمالي، إذ تصدر 11% من الشركات البريطانية منتجاتها للخارج، لافتاً إلى أن اللقاءات تشكل فرصة لزيادة الصادرات إلى دولة قطر وفتح فروع لهذه الشركات في الدوحة وربط الأعمال التجارية ورجال الأعمال في البلدين لتكامل الخبرات واستثمار الفرص التجارية المتاحة بين البلدين.
وكشف حسين الفردان أن الزيارات التي قامت بها الرابطة إلى كل من باريس وبرلين ولندن كانت ناجحة جدا، حيث اتفق أعضاء الرابطة مع نظرائهم من مختلف البلدان الأوروبية على بعض المشاريع المشتركة في قطاعات الصناعات الغذائية والتكنولوجيا والأدوية وغيرها، هدفها الاستثمار في هذه البلدان وجذب الاستثمارات الأجنبية نحو قطر.
وأضاف الفردان: هناك تطابق في وجهات نظر وترحيب كبير بالفكرة، سيتم النظر قريبا في الخطوات العملية الممكنة . وبين الفردان أن حق الدولة على مجتمع الأعمال هو مساندة جهودها واستغلال الامتيازات التي تقدمها الحكومة، فالمناخ ملائم جدا والأراضي الصناعية متوفرة والطاقة والكهرباء أسعارها مناسبة، لذلك فإن الفرص كبيرة ومتاحة لتحويل المناطق الحرة إلى ورشة عمل حقيقية.
وخصصت الجلسة الثانية، للنظر في التعاون بين رجال الأعمال القطريين ونظرائهم البريطانيين في مجال الصحة والأدوية وجميعها صروح طبية عريقة تتمتع بتخصصات طبية مختلفة، وقد أثث الجلسة الدكتور حكيم يادي الرئيس التنفيذي لمجموعة نورثرن هيلث أليونس حيث استعرض واقع القطاع الصيدلاني في بريطانيا حيث تنتج البلاد ما يزيد على 107 مليارات جنيه إسترليني.
وسلط أعضاء رابطة رجال الأعمال الضوء على ضرورة الشراكات طويلة المدى في بريطانيا وقطر وأن قطر تقدم امتيازات كبيرة للصناعات ذات القيمة المضافة حيث تسعى الرابطة إلى جذب مجمعات في صناعة المنتجات الطبية للاستثمار في قطر، وقد بيَّن الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني في هذه الأثناء أن الرابطة ستقوم بتسهيل كل الإجراءات لفائدة الشركات البريطانية الراغبة في الاستثمار وستكون شريكا قويا لها وأن رجال الأعمال على استعداد لمناقشة أي مشروع.
أما سعادة الشيخ فيصل بن قاسم، فقد أشار الى أن في قطر هناك إجراءات مضبوطة لاستيراد الأدوية وتخضع لمقاييس عدة لأن المسألة تتعلق بصحة الإنسان، مؤكدا أنه بعد الأزمة الأخيرة فإن قطر تعمل جاهدة على تأمين السوق المحلي والمستشفيات، وعليه فإن إجراءات كثيرة أخذتها الدولة ويمكن لأي شركة عالمية أن تفتح مصنعها في قطر وستقوم الرابطة بتسهيل كل الإجراءات التي تتطلبها، مشيرا إلى أن الحكومة ورجال الأعمال يعملون على أن تكون قطر بوابة للأسواق المجاورة، إضافة إلى السوق المحلي في العديد من الصناعات الإستراتيجية ومنها كل ما يتعلق بالمنتجات الصحية.
كما بيَّن الشيخ فيصل أن الإنسان له دور كبير في قطر حيث تعتبر من البلدان القليلة في العالم التي توفر مجانية الصحة والأدوية عبر مستشفياتها الحكومية لكل من يقيم على أرضها.
لندن الجديدة
رحب السير إدوارد ليستر نائب عمدة لندن بالاستثمارات القطرية في بريطانيا، واصفا إياها بالقوية والمهمة، داعيا رجال الأعمال القطريين إلى أن لندن ترحب دائما بقطر وأبنائها، مستعرضا مخطط مدينة لندن الجديدة، وخططا لبناء 17 مدينة وقرية جديدة في أنحاء الريف الإنجليزي في مسعى لتخفيف نقص مزمن في سوق الإسكان.
وقال ليستر الذي عرض المخطط داخل المركز النموذجي للتخطيط لمدينة لندن إن المجتمعات الجديدة التي ستخصص فيها مساحات كبيرة للحدائق وستمتد من كمبريا في الشمال إلى كورنوال في أقصى الطرف الجنوبي لإنجلترا ستكون جزءا من مخطط لبناء ما يصل إلى 200 ألف منزل جديد.
ويمثل هذا جزءا ضئيلا من مليون منزل تقول الحكومة إنها تستهدف أن يجري تشييدها في الفترة من 2015 - 2020 في دولة مكتظة بالسكان.
تم خلال الحدث، استعراض معلومات وحقائق حول سبعة قطاعات، من ضمنها التكنولوجيا والغذاء، بهدف مساعدة الشركات القطرية على التعرف على ما يمكن لأسواق المملكة المتحدة تقديمه، واتخاذ قرارات مدروسة بشأن الاستفادة من أفضل الفرص الاستثمارية فيها.
الخدمات المالية
استضافت مجموعة ديلويت للاستشارات المالية ومجموعة سيتي لندن للشرق الأوسط وشمال افريقيا أعضاء رابطة رجال الأعمال القطريين، وقال الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني خلال اللقاء: نحن لدينا ثقة في البنوك البريطانية والشركات المالية التي يؤثث جزء منها مركز قطر للمال، وسنقوم بزيارة مخصصة لغرض الاستثمار في الأسواق المالية . وبين الشيخ فيصل أن رابطة رجال الأعمال تعتبر لندن الوجهة الاستثمارية الأولى لقطر سواء فيما يتعلق بالخدمات المالية أو في قطاع التجزئة.
من جانبه، قال نيك تولشارد رئيس سيتي لندن للشرق الأوسط إن بلاده مهتمة باستثمارات قطر في بريطانيا، مؤكدا أن لدى البلدان رؤية مشتركة لعام 2030، مشيرا إلى أن الرسالة مهمة فقطر لديها فرص هامة الآن مع مونديال 2022 في مجالات البنية التحتية والملاعب، إضافة إلى قطاع الصناعة والصناعات الغذائية.
وأضاف تولشارد أن بريطانيا أيضا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي تحررت أكثر في اختيار شركائها التجاريين حسب الاتفاقيات الثنائية كما أنها ستظل ساحة مالية هامة تزخر بالفرص.
أما السيد سعود المانع عضو مجلس إدارة الرابطة، فقد ركز مداخلته على اعتماد قطر على الشباب، إضافة إلى ثقة الشعب في الحكومة، كما أن الجيل الجديد من الشباب يحتل مراكز مرموقة مما يعطي الثقة في الاقتصاد القطري والثقة إلى المستثمر الأجنبي للقدوم إلى قطر لأنه سيجد شركاء إستراتيجيين.