تشهد العلاقات بين قطر وبنغلاديش تقدمًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وفي 18 ديسمبر وفي ظل احتفالات قطر باليوم الوطني، احتفلت الدولتان بمرور 50 عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية، وهو ما يؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع بينهما. جاء ذلك خلال حفل استقبال نظمته السفارة القطرية في دكا بمناسبة اليوم الوطني لدولة قطر والذكرى الخمسين للعلاقات الثنائية، بحضور سياسيين ورجال أعمال ودبلوماسيين.
العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الدولتين
تظهر البيانات الحديثة من قاعدة بيانات الأمم المتحدة للتجارة الدولية (COMTRADE) الحجم المتنامي للتبادل التجاري بين قطر وبنغلاديش. ففي عام 2023، بلغت صادرات قطر إلى بنغلاديش 2.07 مليار دولار أمريكي، مع هيمنة واضحة لمنتجات الوقود المعدني والزيوت ومنتجات التقطير التي شكلت 1.84 مليار دولار من إجمالي الصادرات. وشملت الصادرات القطرية الأخرى الأسمدة بقيمة 174.20 مليون دولار، والبلاستيك بقيمة 40.91 مليون دولار، والحديد والصلب بقيمة 19.25 مليون دولار.
على الجانب الآخر، سجلت واردات قطر من بنغلاديش 79.11 مليون دولار أمريكي في عام 2023. وتصدرت الملابس الجاهزة قائمة الواردات القطرية، حيث بلغت قيمة واردات الملابس غير المحبوكة أو المعقودة 31.50 مليون دولار، والملابس المحبوكة أو المعقودة 30.55 مليون دولار. كما شملت الواردات البنغالية الأخرى الخضروات الصالحة للأكل بقيمة 2.95 مليون دولار.
وقد أكد السفير القطري لدى بنغلاديش، سعادة السيد سريع بن علي القحطاني على أهمية هذه العلاقات التجارية قائلًا في الاحتفالية: لقد وصلت العلاقات الاقتصادية بين قطر وبنغلاديش إلى مستوى مميز ويظهر ذلك في حجم التبادل التجاري بين البلدين والذي بلغ 2.5 مليار دولار أمريكي خلال العام 2023-2024.
العمالة ودورها في توثيق العلاقة
يمثل قطاع العمالة أحد المحاور الرئيسية للعلاقات الثنائية بين قطر وبنغلاديش، فمنذ بدء تصدير العمالة البنغلاديشية إلى قطر في عام 1976، بلغ إجمالي عدد العمال الذين تم تصديرهم إلى قطر حوالي 970,981 عاملاً حتى نوفمبر 2024، وفقًا لبيانات مكتب توظيف وتدريب العمالة (BMET)، وحسب بيانات المكتب يعمل حاليًا حوالي 400,000 فرد من الجالية البنغلاديشية في قطر، حيث يساهمون بشكل كبير في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلدين.
زيارة سمو الأمير ودورها في تعزيز العلاقات
علاوة على ذلك، شهدت العلاقات الثنائية تطورًا ملحوظًا بعد زيارة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى بنغلاديش في أبريل الماضي، وأسفرت هذه الزيارة عن توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، مما عزز التعاون في مجالات متعددة تشمل التجارة والاستثمار والطاقة والسياحة والطيران المدني والدفاع.
التطلعات المستقبلية والتحديات
وفي ظل الاحتفالية أشار سعادة السيد سريع بن علي القحطاني السفير القطري عن تطلعه إلى تعزيز التبادل الثقافي والسياحي بين البلدين، إضافة إلى تحقيق المزيد من التعاون في مجالات التجارة والاستثمار، وشدد على أن الاستثمار في البنية التحتية وفتح فرص للسياحة والتبادل الثقافي من بين أهم المجالات التي تحمل فرصًا جديدة لتعزيز العلاقات الثنائية.
ختامًا تعد العلاقات الاقتصادية بين قطر وبنغلاديش مثالًا بارزًا على التعاون المثمر بين الدول النامية والدول المصدرة للطاقة. ومع مرور نصف قرن على هذه العلاقة، تبرز هذه العلاقة كشراكة استراتيجية تمتلك جميع المقومات لتحقيق نمو مستدام للطرفين.