تجددت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز أمس، في الخرطوم ومدن أخرى عقب خروج مصلين من مسجد في أم درمان، ذلك بعد ساعات من الهدوء، كما أفاد شهود عيان.
وفي مدينة عطبره (400 كلم شمال العاصمة) والتي بدأت منها الاحتجاجات الأربعاء قال شاهد عيان لفرانس برس خرج المواطنون مرة أخرى شرق المدينة وأطلقت عليهم الشرطة الغاز المسيل للدموع .
وفي مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان (350 كلم غرب الخرطوم) خرجت تظاهرة من مسجد المدينة الكبير الواقع في وسطها بحسب شهود.
كما خرج محتجون في ست مناطق في شرق وشمال ووسط العاصمة السودانية وفرقتهم الشرطة.
من جهته أكد المتحدث باسم الحكومة السودانية بشار جمعة أن الاحتجاجات انحرفت عن مسارها السلمي .
وقال جمعة في بيان بثته وكالة الأنباء الرسمية (سونا) إن الحكومة لن تتساهل مع محاولات التخريب والحرق .
وكانت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار الخبز بدأت الأربعاء في مدينتي بورتسودان شرق البلاد وعطبره شمالها وامتدت الخميس إلى مدن أخرى بينها الخرطوم والتي تواصلت فيها الاحتجاجات حتى فجر الجمعة قبل أن تسودها ساعات من الهدوء.
وقتل ثمانية أشخاص في احتجاجات الأربعاء والخميس في مدينة القضارف شرق السودان وولاية نهر النيل والتي شارك فيها المئات وأحرقت خلالها مقار لحزب المؤتمر الوطني الحاكم في مدن القضارف وعطبره ودنقلا، بحسب ما قال مسؤولون محليون.
وفي شمال العاصمة الخرطوم شوهد جنود يحرسون محطات الوقود ومقار البنوك وهم مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف، كما أفاد شهود.
هذا وقد توقفت وسائل التواصل الاجتماعي عن العمل في السودان وسط ترقب لاحتجاجات شعبية جديدة بعد أن سقط ثمانية محتجين قتلى وأصيب العشرات في اليومين الماضيين.
وبحسب مراسل الجزيرة نت في الخرطوم، تم حجب مواقع فيسبوك وتويتر وإنستغرام، وتعطيل تطبيقي واتساب و إيمو في الخرطوم وعدد من المناطق التي شهدت احتجاجات.
وجاء ذلك بعد ساعات من قرار الرئيس السوداني عمر البشير تعيين اللواء أمن متقاعد مصطفى عبد الحفيظ مديرا عاما للهيئة العامة للاتصالات خلفا للمهندس يحيى عبد الله.
وفور نشر القرار توقع نشطاء أن يكون هو سبب التباطؤ في قطع خدمة الإنترنت مع احتدام الاحتجاجات الخميس في عدد من المدن السودانية.
ونقل مراسل الجزيرة نت عماد عبد الهادي عن مسؤول في شركة زين للاتصالات أن تعيين المدير الجديد لهيئة الاتصالات جاء لأجل قطع التواصل بين الناشطين الذين يحركون المتظاهرين في البلاد .
وتترافق هذه الخطوة مع توجيهات أمنية صدرت للصحف السودانية تمنع تناول أخبار المظاهرات بنحو يدعمها ويساعد في اتساعها، كما تلقت المطابع أوامر من جهاز الأمن بعدم طباعة أي صحيفة قبل أن تخضع للمراجعة على يد أحد منسوبي الجهاز، مما يعني عودة الرقابة قبل النشر في الصحف.
من جهتها، أفادت وكالة رويترز نقلا عن وسائل إعلام محلية أن ثمانية متظاهرين قتلوا في ولاية القضارف شرقي السودان، كما أعلنت السلطات حالة الطوارئ وفرض حظر التجول في الولاية.
كما أعلن والي الولاية الشمالية ياسر يوسف فرض حظر التجول في عاصمة الولاية دنقلا ومحلية مروي اللتين شهدتا احتجاجات عنيفة تخللها حرق دور حزب المؤتمر الوطني صاحب الأغلبية الحاكمة.
وشهدت مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان صباح أمس احتجاجات محدودة، في ظل توقعات باتساع دائرة الاحتجاجات في ولاية الخرطوم.
ويهدد شبح الانهيار موازنة العام 2019 التي أعلنها معتز موسى رئيس مجلس الوزراء وزير المالية السوداني، مع توقعات بأن تكون أسوأ من موازنة العام الحالي في الاستجابة لحاجات الناس.
وبحسب الجزيرة نت وصف البروفيسور إبراهيم أونور - الذي ترأس لجنة الاقتصاد ومعاش الناس في الحوار الوطني التي دعا له الرئيس البشير وانتهت أعماله قبل عامين - موازنة 2019 بأنها موازنة أزمة.
وقال للجزيرة نت إن الموازنة المقبلة أسوأ من سابقتها للعام الحالي، إذ إنها لن تصمد أكثر من ثلاثة أشهر على أفضل تقدير.
وأودع موسى مشروع الموازنة العامة للدولة لعام 2019 منضدة البرلمان، الأربعاء، بإيرادات بلغت 163 مليار جنيه (نحو 3.4 مليار دولار)، وسط توقعات بعجز بنسبة 3.3%.
وحتى الخميس لم تسلم وزارة المالية أحزاب حكومة الوفاق الوطني نسخا من الموازنة.