محللون وخبراء : زيارة سمو الأمير إلى عدد من الدول الإفريقية تحمل دلالات سياسية عميقة وتعكس انفتاح قطر على العالم

alarab
محللون وخبراء : زيارة سمو الأمير إلى عدد من الدول الإفريقية تحمل دلالات سياسية عميقة وتعكس انفتاح قطر على العالم
محليات 22 نوفمبر 2025 , 01:23م
قنا

أكد محللون وخبراء مختصون أن الزيارة التي يقوم بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى عدد من الدول الإفريقية وتشمل على التوالي رواندا والكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا، تجسد دلالات سياسية عميقة وتعكس دور قطر المحوري وانفتاحها على العالم ومنه القارة الإفريقية وترسخ مكانتها عالميا باعتبارها دولة محبة للسلام وشريكا فاعلا وموثوقا به.

ورأى المحللون والخبراء، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية "قنا"، أن هذه الزيارة السامية تكتسب أهميتها من حيث توقيتها، والدول التي تشملها، والملفات التي ستتناولها على الصعد الثنائية والإقليمية والدولية، في وقت يشهد فيه العالم تحديات سياسية وأمنية واقتصادية واجتماعية متصاعدة.

وشددوا على أن الزيارة تعبر عن انفتاح قطر، بتوجيهات سمو الأمير المفدى، على العالم ومنه القارة الإفريقية، ودور الدوحة المحوري في قضايا السلم والأمن الدوليين والتنمية والاستقرار، وهو ما تتناوله مباحثات ومشاورات سمو الأمير المفدى مع قادة هذه الدول بما ينعكس إيجابا على مخرجاتها، وبالأخص فيما يعنى بالاستقرار والتنمية والسلام، فضلا عن ترسيخ أواصر الشراكة القطرية الإفريقية، بل والخليجية والعربية أيضا.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أحمد غيث الكواري المستشار والخبير في العلاقات الدولية: إن سياسة قطر الخارجية بناءة ومنفتحة على العالم، وأسهمت من خلال جهود الوساطة في حل النزاعات بالطرق السلمية في عدة دول إفريقية، مشيرا في هذا السياق -على سبيل المثال- إلى دور قطر المؤثر بشأن ما تم إحرازه من تقدم للسلام والاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية من جهة، وبينها وجمهورية رواندا من ناحية أخرى.

ولفت إلى اتفاق الدوحة الإطاري للسلام بين حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية، وتحالف نهر الكونغو "حركة 23 مارس" الذي جرى التوقيع عليه الأسبوع الماضي، و"إعلان المبادئ" الموقع بينهما بالدوحة في يوليو الماضي، والذي أسّس لمرحلة مهمة من إجراءات بناء الثقة وفتح مسار الحوار لحل الخلافات بين الأطراف المعنية عبر الحوار والتفاهم.

وبين المستشار والخبير في العلاقات الدولية أن دولة قطر تتسم بالشفافية والحياد الفعّال خلال وساطاتها لإنهاء الصراعات وحل النزاعات وإحلال السلام في العالم، واضعة مصلحة الشعوب واستقرار الدول في المقام الأول، وهو ما رسخ صورتها كدولة محبة للسلام والشعوب.

ونوه الدكتور الكواري من ناحية أخرى إلى أن قطر تنتهج أيضا سياسة اقتصادية منفتحة ساعدتها على الانخراط في التجارة العالمية، ما جعلها تبحث عن شركاء بإفريقيا في مجالات الطاقة واللوجستيات والموانئ والطيران والاستثمار الزراعي.

وقال إنه توجد في هذا السياق رؤية مشتركة بين قطر وعدد من الدول الإفريقية في مسائل الطاقة والحوكمة الاقتصادية والتكامل الإقليمي، وتطوير المطارات والموانئ، والزراعة، والسياحة، والخدمات المالية، إلى جانب نمو ملحوظ في حجم المشاركة والاستثمارات والتبادلات التجارية، حيث كان ذلك واضحا في منتديات مثل منتدى قطر الاقتصادي، والاستثمارات القطرية في إفريقيا التي قال إنها لم تعد عابرة، بل أصبحت جزءا من رؤية نحو شراكة طويلة المدى، في المجالات المذكورة، فضلا عن دعم قطري متعدد المجالات بأبعاده التنموية والإنسانية، عبر مؤسسات وجهات حكومية وأهلية.

وأوضح أن هذا المسار الإنساني والتنموي يتداخل ويرتبط بشكل وثيق مع رؤية قطر السياسية الثاقبة، باعتبار أن التنمية والمساعدات الإنسانية جزء من الوقاية من الأزمات وليست عملا خيريا معزولا، وهو ما يجسده الخطاب الرسمي القطري في المحافل الإقليمية والدولية ومنها الأمم المتحدة.

وشدد الدكتور أحمد غيث الكواري، المستشار والخبير في العلاقات الدولية، على أن الشراكة القطرية - الإفريقية، التي تعززها زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى عدد من دول القارة، تخدم الطرفين القطري والإفريقي، كل حسب اهتماماته من حيث الاستثمار والتكنولوجيا وفرص العمل والتعليم والأمن الغذائي.. وتنطوي في الوقت نفسه على دلالات سياسية عميقة، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تعزز النتائج الإيجابية الكبيرة لجولة سمو الأمير المفدى السابقة في غرب القارة الإفريقية.

من جهته، قال الدكتور بكيل الزنداني المحلل السياسي وأستاذ الدراسات الأمنية بجامعة قطر في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية "قنا": إن زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى إلى كل من رواندا والكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا ستسهم بشكل كبير في ترسيخ العلاقات القطرية - الإفريقية، التي تعود إلى فترات زمنية سابقة.

وأضاف أن هذه العلاقات مرت بمراحل تطور تدريجي نحو شراكة استراتيجية، بدأت مبكرا بالعلاقات الدبلوماسية مع دول مثل جنوب إفريقيا بعد عام 1994، وتوسعت لتشمل مجالات متعددة مثل الاستثمار والتنمية والوساطة في حل النزاعات. 

ولفت إلى أن العلاقات القطرية - الإفريقية شهدت تطورات مهمة بفضل الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات، مشيرا في هذا السياق إلى زيارات سابقة قام بها سمو الأمير، وتم فيها توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية مع دول إفريقية.

وشدد الدكتور بكيل الزنداني على أن دور قطر كشريك في تحقيق الاستقرار الإقليمي في إفريقيا دائما ما تجسده رؤية حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى في دعم القضايا الإنسانية والتعليمية، إلى جانب الدعم الاقتصادي الذي يعد جوهر العلاقات القطرية - الإفريقية.

وبين أن الدول الإفريقية تولي أهمية كبيرة لدور دولة قطر في إرساء الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي،لافتا إلى "أن الدوحة لعبت أدوارا كثيرة، وقدمت وساطات ساعدت على إيقاف الصراعات في بعض مناطق القارة". 

وأكد مجددا على أن مواقف دولة قطر ومن خلال التواصل والزيارات المستمرة بينها وبين كثير من دول إفريقيا وعلى كل المستويات، ستعزز بلا شك من عملية التكامل العربي الإفريقي.

من جانبه، قال المحلل السياسي الدكتور خالد وليد محمود: "إن زيارة سمو الأمير لكل من رواندا والكونغو الديمقراطية وجنوب إفريقيا تأتي امتدادا لدور دولة قطر المتنامي في ترسيخ الأمن والاستقرار في القارة الإفريقية، وتعكس التزامها الثابت بدعم الحلول السلمية وتسوية الصراعات وفض النزاعات عبر الحوار والوساطة البنّاءة".

وأضاف الدكتور محمود أن "الدبلوماسية القطرية أثبتت، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أنها شريك موثوق وقادر على بناء الجسور بين الأطراف كافة، من خلال مقاربات هادئة وفعّالة تقوم على احترام السيادة، وتعزيز التنمية، وتكريس الثقة المتبادلة".

وأوضح أن اللقاءات السابقة التي جمعت سمو الأمير مع كل من فخامة الرئيس بول كاغامي رئيس جمهورية رواندا، وفخامة الرئيس فيليكس تشيسكيدي رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية، تؤكد الجهود القطرية المتواصلة لتهدئة الأوضاع في شرق الكونغو الديمقراطية، ودعم مسار الحوار، وتوفير بيئة إقليمية ودولية أكثر أمنا واستقرارا.

وأشار الدكتور محمود إلى أن هذه الزيارة تحمل رسالة واضحة مفادها "أن دولة قطر عبر دبلوماسيتها النشطة ووساطاتها المسؤولة في تسوية النزاعات، ستواصل الإسهام في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وتمكين الدول الإفريقية من تجاوز التحديات، وبناء مستقبل ينعم بالسلام والتنمية والازدهار.

وهكذا يجمع هؤلاء المحللون والخبراء على الأهمية البالغة لزيارة سمو الأمير المفدى إلى عدد من الدول الإفريقية من حيث تعزيز وتوسيع الشراكات القائمة بأبعادها المختلفة لمصلحة الجانبين، فضلا عما تجسده من نموذج صادق ومتفرد للتعامل بين الدول على طريق التعاون البناء وإرساء أسس السلام والاستقرار ورفاه الشعوب، والوقوف إلى جانبها في أوقات الشدة والأزمات، وهي سياسة قطرية فاعلة، رسخت أكثر مكانة البلاد على الخارطة العالمية؛ كونها تحظى بترحيب وإشادة واسعة إقليميا ودوليا على كافة المستويات الرسمية والشعبية.