«دريشة» يستقطب الآلاف خلال المونديال

alarab
محليات 22 نوفمبر 2022 , 12:47ص
حامد سليمان

أكدت جينيفر زافران ديلارد، معلمة التربية البدنية في أكاديمية قطر- الوكرة، إحدى المدارس المنضوية تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر، أنه مع انطلاق بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022™، وتزامن الحدث العالمي مع تنظيم النسخة الثانية من مهرجان دريشة للفنون الأدائية التابع لمؤسسة قطر، يُتوقع أن يتقاطر على المدينة التعليمية الآلاف من عشاق الرياضة والفن من جميع أنحاء العالم، حيث سيتاح لهم فرصة استكشاف عروض مختلفة على يد رياضيين وفنانين يسعون لتقديم أفضل ما لديهم من مهارات وقدرات. 

ويقام مهرجان دريشة للفنون الأدائية التابع لمؤسسة قطر في المدينة التعليمية خلال بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022™ في الفترة الممتدة من 11 إلى 17 ديسمبر تحت عنوان: «السفر والمغامرة»، وهو مفتوح للجميع، ويتضمن مجموعة متنوعة من العروض تشمل الموسيقى والشعر والفنون البصرية والمسرحية، وذلك باللغتين العربية والإنجليزية، ومع إضافة «دريشة الابتكار» إلى نسخة هذا العام سيتم تسليط الضوء على العلماء والمبتكرين والباحثين في العالم العربي. 
وأضافت ديلارد في تصريحات لـ «العرب»: «عندما تكون منهمكًا في ابتكار عمل فني معين، فإنك لا تترك هذا العمل – سواء كان رسمًا، أو لوحة فنية، أو منحوتة – إلا عندما تستشعر بأنه اكتمل، وحظي بعد ذلك بتقدير الجمهور. الأمر ذاته ينطبق على الفنون الموسيقية والاستعراضية، إذ بعد إسدال الستار عن العرض الموسيقي أو الاستعراضي، أو الانتهاء من أداء أغنية، تصفق الجماهير، يستمر الحديث عن هذه الأعمال لسنوات قادمة».
وتابعت: في عالم كرة القدم، يتذكر المشجعون اللحظات المميزة في المباريات التي تبقى عالقة في ذاكرتهم لسنوات، كما حدث في المباراة النهائية لكأس العالم لعام 2010، حيث لا تزال ركلة الفوز الأخيرة حاضرة في الأذهان حتى يومنا هذا. وعندما نفكر في حصص التربية الفنية في المدارس، فإن ما يتبادر إلى أذهاننا عادة هو الرسم والتلوين، وأعمال النحت، والحرف اليدوية. لكن إذا أمعنّا النظر، سنجد أن الفن موجود حولنا في كل مكان، سواء في المباني، أو الغناء، أو عبر الحركات الاستعراضية، أو الرياضة.
وأوضحت أن اللعب في فريق لكرة قدم يتطلب إيقاعًا وتوقيتًا مثاليًا، لأن حركة خاطئة واحدة يمكنها أن تتسبب في ضياع تسديدة أو التعرض لإصابة. لذلك، يمارس الكثير من الرياضيين فن الباليه لاكتساب المرونة الجسدية والتحكم في توازنهم. فالرياضة، كغيرها من الفنون، تتطلّب المرونة والثقة في النفس للحصول على أفضل أداء، إن أبرز ما يجمع بين من يمارس الرياضة والفنون الأدائية يكمن في أن كلتا المهنتين تتطلب قدرات ذهنية وعاطفية وجسدية خاصة، بالإضافة إلى قدر كبير من التفاني.
وقالت ديلارد: «يحتاج تقديم عروض أدائية إلى الاستحضار المتقن لحركات الجسد وانسيابية الخطوات. أما الرسم، فهو يتطلب من الفنان التمرن على تقنيات ومهارات مختلفة لإضفاء جمالية على أعماله – وهو التوجه نفسه الذي ينطبق على الرياضة. من هذا المنظور، يصبح الملعب أشبه بالمسرح الذي يحرص الفنان من خلاله على منح الجمهور أفضل أداء لديه، وكذلك الرياضي الذي يستعرض أفضل مهاراته من خلال مراوغاته الساحرة وتسديداته المتقنة والركض بسرعة ورشاقة، وكله أمل في تُكلل مجهوداته بنيل إعجاب الجمهور».
وأشارت ديلارد إلى أوجه الشبه بين الفنانين واللاعبين الرياضيين، وكيف يتم إضفاء عنصر الإبداع على تدريبات لاعبي كرة القدم، لتحسين مهارات معينة لديهم، ومساعدتهم على الفوز في المباريات.
وأضافت: «يتطلب تحسين المهارات التدرب عليها مرارًا وتكرارًا للوصول إلى مستويات عالية في الأداء. فاللاعبون الرياضيون يتدربون باستمرار على تمرير الكرات، وتأدية تمرينات رياضية بتسلسل معين لتحسين أدائهم، والتي يمكن مقارنتها إلى حد كبير بتدريبات الفنانين والاستعراضيين». وإذا كنتم بصدد تعزيز مهارة ما لديكم، فعليكم ببذل الجهد، والتدريب المستمر حتى تحققوا هدفكم».  
وأشارت إلى أن مهرجان دريشة للفنون الأدائية يسلط الضوء على مواهب من المجتمع المحلي والإقليمي، للاحتفاء بالفنون والثقافة والابتكار بطريقة إبداعية. ويساعد المهرجان الموهوبين في الفنون والعلوم على تشكيل أسلوبهم الخاص والتنافس على أعلى مستوى، كالرياضيين.
وتابعت: «عادةً ما يبدأ العديد من الرياضيين الذين يصلون إلى مستويات عالية من الأداء التدريب منذ سن مبكرة للغاية، فقد يبدأ بعضهم منذ سن أربع أو خمس سنوات. وغالبًا ما تُلاحظ مواهب الرياضيين في سن مبكرة، ومن ثم يتم تشجيعهم من قبل أولياء أمورهم أو المدربين». 

تجربة فريدة 
ويقدم مهرجان دريشة للفنون الأدائية تجربة فريدة من نوعها في دولة قطر. جمعت النسخة الأولى من المهرجان الآلاف من الحضور من شتى أنحاء البلاد لأسبوع حافل بالمواهب في الفنون المسرحية، والموسيقية، والشعرية، والقصصية، والتعليم والبحوث، والعديد من المجالات الأخرى. قدم هذه العروض المختلفة كوكبة من الفنانين المحترفين، إلى جانب طلاب المدارس والجامعات، وفنانين جدد، ومدرسين.
ويستمر المهرجان خلال الفترة من 11 إلى 17 ديسمبر 2022، بصورة يومية من الساعة الثالثة عصراً وحتى الثامنة مساءً، بحديقة الأوكسجين في المدينة التعليمية.
يعتبر مهرجان دريشة منصة للتواصل والتعبير عن الذات توطد الروابط المجتمعية وتحتفي بالفنون الأدائية العالمية، فضلًا عن تركيزها على الثقافة واللغة والتراث العربي.
يعود مهرجان دريشة خلال هذه السنة في نسخته الثانية التي سيجري تنظيمها خلال فترة استضافة دولة قطر لكأس العالم فيفا قطر 2022™ في الأيام التي لا تقام فيها مباريات بالمدينة التعليمية.

إثراء تجربة الزوار 
تعتزم مؤسسة قطر إثراء تجربة زوارها من خلال إطلاعهم على بعض معالم الثقافة الإسلامية والعربية في نسخة هذه السنة من المهرجان.
واستلهامًا من رحلات المستكشف العربي ابن بطوطة التي جال فيها بلدانًا في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا، سيسلط المهرجان الضوء على موضوع «السفر والمغامرات» من خلال الفنون المسرحية، والموسيقى، والشعر، والقصص، والتعليم والبحوث، والعديد من المجالات الأخرى.
ولن يقتصر موضوع المهرجان على تسليط الضوء على المناطق المختلفة من العالم، بل سيسعى لبناء فهم أعمق بين ثقافاتنا المتنوعة، مقدمًا بذلك تجربة تعليمية ممتعة للزوار عن الثقافات العربية. وسيحرص المهرجان على تقديم الفترة الذهبية للحضارة الإسلامية بطريقة معاصرة.