عقدت هيئة الأشغال العامة (أشغال)، ورشة عمل مكثفة لمناقشة وعرض أحدث ممارسات رصف الطبقة الإسفلتية باستخدام مواد معاد تدويرها، واستعرضت أهم الآليات والمعدات المستخدمة في كشط ورصف الإسفلت، حيث استمرت الورشة من 20 إلى 21 نوفمبر الجاري.
نظمت الورشة إدارة الجودة والسلامة بأشغال وشركة أناس Anas، وتمت دعوة عدد من الشركات العالمية المصنعة للمعدات تحت رعاية هيئة الأشغال العامة لتدريب حوالي 150 فنيا من مقاولي أشغال .
تم خلال الورشة عرض أحدث التجارب العملية للشركات العالمية في هذا المجال حيث تم شرح عملية كشط الإسفلت، واستعراض عملية رصف الطبقة الإسفلتية بالإضافة إلى عرض عمليات دمك (تثبيت وتسوية) الطبقة الإسفلتية.
وتضمنت فعاليات الورشة عروضا حية لعمل الآليات والمعدات والطرق المثلى لاستخدامها بواسطة الخبراء العالميين العاملين بالشركات المصنعة لتلك المعدات.
وقال المهندس خالد العمادي، مدير إدارة الجودة والسلامة بهيئة الأشغال العامة: في إطار سعي الهيئة إلى تبني أحدث الممارسات في مجال إنشاء الطرق والرصف الإسفلتي، تم تنظيم ورشة عمل ضخمة ومكثفة يتم من خلالها عرض حي لأحدث المعدات المستخدمة في إنشاء الطرق وتعريف مقاولي أشغال بها وبأهم الممارسات في هذا المجال بهدف الاستفادة القصوى من الموارد الموجودة لدى الهيئة، وتقليل تكاليف تنفيذ المشاريع، إضافة إلى توطين تلك التكنولوجيا والاستفادة منها لتحقيق مستوى الجودة الذي نسعى لأن تتسم به مشاريع الهيئة .
وأضاف العمادي أن الورشة تهدف كذلك إلى نشر ثقافة الجودة في تنفيذ المشاريع من خلال المعرفة الصحيحة لآليات رصف الطرق والتي سيوفر تطبيقها الملايين.
وأوضح أنه من خلال تطبيق أحدث وأفضل الممارسات في رصف الطرق ستحقق شبكة الطرق الغرض منها وهي الكفاءة العالية في الاستخدام وتحمل الأوزان الثقيلة والحركة المرورية عليها ورفاهية القيادة إلى جانب تلافي أي عيوب قد تشوبها وبالتالي تقليل تكلفة الصيانة على المدى الطويل واستمرارها لأعوام أطول وتحقيق استدامتها.
وتطرقت الورشة كذلك إلى استخدام الإسفلت المعاد تدويره والذي يسهم في خفض تكاليف المواد المستخدمة في المشاريع بنسب حوالي 15%، مع تحقيق أعلى درجات الجودة.
وأكد العمادي أن أشغال بدأت منذ 4 سنوات تجميع مخلفات الحفر وتكسير الخرسانة ووضعت خطة لإعادة تدويرها بهدف التخلص من ظاهرة مخلفات الإنشاء، قائلا: بالفعل نجحت أشغال في استخدام ما يقرب من 60 مليون طن من مخلفات الحفريات واستخدامها في طبقات الأساس الترابية في بعض مشاريع الطرق .
واشترطت الهيئة على مقاولي مشاريعها في بعض المناطق استخدام نسب معينة من مواد البناء المعاد تدويرها بحد أقصى 15%، وتستمر في حث المقاولين على تبني تلك المبادرة وفق أفضل الممارسات وأحدث المعدات والآليات.
تسعى أشغال من خلال مبادرة إعادة تدوير المخلفات (مثل مخلفات الإسفلت ومطحون مخلفات إطارات السيارات وخبث الحديد) إلى استخدام خلطات بناء جديدة اقتصادية وذات كفاءة عالية، إضافة إلى تغيير مفهوم إنشاء الطرق من خلال الاتجاه لإعادة استخدام الموارد القيّمة وتقليل معدلات استيراد كل من الحصى والبيتومين من الخارج وتقليل تكلفة المشاريع.
يذكر أن تدريب الفنيين العاملين لدى مقاولي أشغال على أفضل الممارسات في استخدام معدات وآليات رصف الطرق على يد من صنعوها هو أهم قيمة مضافة لهذه التدريبات، لأن تدريبهم على هذا النحو نظرياً وعملياً يضمن بشكل كبير الحد من الأخطاء والمشاكل التي تعوق تنفيذ المشاريع نتيجة لقلة الخبرة أو الاستخدام الخاطئ لتلك المعدات.
وضعت أشغال العديد من الاشتراطات التي على المقاولين الالتزام بها فيما يتعلق بالمعدات المستخدمة في إنشاء الطرق أو الفنيين العاملين على استخدامها، الأمر الذي من شأنه رفع جودة ونعومة الطرق والاحتفاظ بكفاءتها لسنوات أطول دون عيوب وتوفير تكاليف الصيانة.