أكد اوليفيه ابير رئيس المجلس الفرنسي للطاقة أنه من الصعب الوصول إلى الاتفاق خلال اجتماع فيينا، مشيرا إلى أن منظمة أوبك تعمل على توجيه رسالة في السوق لبث روح الطمأنينة إلا أنه وفي حال العجز عن الوصول إلى اتفاق فإن أسعار النفط ستصل إلى 30 دولارا للبرميل كما الحال في فبراير الماضي.
وبين ابير خلال جلسة الطاقة والمناخ في مؤتمر السياسات العالمية بفندق شيراتون أن عدم الوصول إلى اتفاق في فيينا يعتبر كارثة حقيقية على الدول المنتجة للنفط والغاز، مبينا أن روسيا من الصعب التوصل معها إلى اتفاق على خفض إنتاجها نتيجة أن 90% منه يأتي من شركتين فقط بالإضافة إلى التساؤل حول مدى رضا إيران عن مثل ذلك الاتفاق.
750 ألف برميل
وأكد أن اجتماع فيينا سيكون أكثر صعوبة من الاجتماعات السابقة إذ إنه ومنذ اجتماع الجزائر بدأ إنتاج الدول الكبرى يزداد أكثر والطلب تقلص بصورة كبيرة مما أدى إلى زيادة واضحة في عمليات التخزين، مشيرا إلى أن الحديث عن خفض 750 ألف برميل يوميا فقط وإنما يجب أن يكون الحديث عن 1.2 مليون في اليوم مما يزيد من صعوبة مشاطرة العبء بين البلدان المنتجة للنفط.
وأشار الى أن البعض يرى أن مؤتمر فيينا سيشهد فشلا ذريعا، بينما يرى آخرون نجاحه الملموس، إلا ان الهبوط في أساليب إنتاج النفط خاصة مع الوضع السياسي في الشرق الأوسط والمخاوف العديدة علاوة على ذلك فإن قدرة دول أوبك على التكيف مع انخفاض الإنتاج ليست عالية جدا مما يزيد من التعقيد بشأن نجاح الاتفاق.
وبين أن السوق بدأ يستعيد توازنه حاليا بشكل تدريجي ولكن ليس بالسهولة المطلوبة، مشيرا إلى ان الغاز الطبيعي المسال يواصل الزيادة في إنتاجه على الرغم من هبوط أسعاره، بالإضافة الى أن أمريكا كانت إحدى الدول المستوردة لكميات كبيرة من الغاز بدأت الآن بتصدير كميات متزايدة من الغاز.
وأشار الى أن أمريكا قادرة على تصدير الغاز بشكل مربح أكثر من بقية الدول المصدرة للغاز بفضل التكاليف المنخفضة لتسييل الغاز ونقله علاوة على ذلك فإن العروض التي تقدمها مرنة وفعالة جدا مما يؤهل الولايات المتحدة الامريكية لتكون بين أفضل ثلاث دول مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم.
وبين أن واردات روسيا وأوروبا ستكون من أمريكا بالتالي فإن القارة الأوروبية ستكون بصميم المعركة بين روسيا وأمريكا في تصدير الغاز الطبيعي المسال، مشيرا إلى أنه من الممكن القول إن ثروة الغاز والنفط الحجري لها آثار طويلة الأمد على سوق الطاقة العالمي.
قمة العشرين
إلى ذلك، قال لي هاي ممثل الرئيس لدى مجموعة العشرين وسفير الشؤون الاقتصادية الدولية جمهوية كوري: إن بيان القادة لمجموعة العشرين ليس إيجابيا بالكامل، إذ أشار إلى تباين بالآراء، وأما بالنسبة إلى الالتزام باتفاقية باريس فإن الاتفاق بين الصين وأمريكا على المصادقة على اتفاق باريس أمام أمين عام الأمم المتحدة كان رمزيا، مما يعني بالتالي أن الصين وأمريكا ملتزمان باتفاقية باريس شكليا.
وأكد أن اتفاق القادة في قمة 2009 بشأن تخفيض المساعدات للوقود الحفوري غير فعالة في مجال النفط والطاقة على الرغم من تقديم إلزامات من القادة ويتم تجديدها في كل عام، مشيرا إلى أن الالتزام مهم ولكن يجب تطويره من خلال إعداد جدولة ملزمة للتخلص من مساعدات الوقود الأحفوري ولكن العديد من الدول النامية لم تستجب لتلك المقترحات.
هيكلة توتال
إلى ذلك قال، اديسلاس بازكوز نائب أول إستراتيجية المناخ بشركة توتال إن الشركة تمكنت من إعادة هيكلة الشركة ضمن إستراتيجية دمج الجانب المناخي مع الطاقة، مشيرا إلى انه من الواضح أن 37% من انبعاثات الغاز والنفط من الغازات الدفيئة، مما يفرض علينا إعادة تشكيل استراتيجيات التعامل مع التغير المناخي.
وبين أنه من المفترض علينا جمعيا الانتباه إلى انبعاثات غاز الميثان لأن تأثيره اكبر من ثاني أكسيد الكربون والتفكير في الحد من تلك التأثيرات السلبية على الكون، مشيرا إلى أن شركته بدأت تولي أهمية كبيرة لهذه المسألة بقياس انبعاث غاز المثيان والتصدي لهذه الظاهرة.
وبين ان شركات النفظ والغاز مسؤولة عن جانب من التغير المناخي ويجب عليها استثمار الأموال لمكافحة الظاهرة، مشيرا إلى أن توتال استثمرت مليار دولار خلال السنوات المقبلة من أجل التقليل من مخاظر تغير المناخ، بالإضافة إلى المشاركة في الطاقة الشمسية، إذ إن 5% من رأس مال الشركة يذهب للاستثمار بالطاقة النظيفة.