منظمة الصحة تشييد بنجاح الدوحة في احتواء الجائحة..

قطر اعتمدت 3 ركائز لمواجهة كوفيد 19

لوسيل

صلاح بديوي

كشف حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، عن الاستجابة السريعة لدولة قطر في مواجهة التداعيات الخطيرة للجائحة، حيث اعتمدت الدولة استراتيجية تقوم على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في حماية كافة أفراد المجتمع عبر تعزيز القطاع الطبي، ولا سيما قطاع الصحة العامة، وتقديم الدعم اللازم للاقتصاد للحد من التأثيرات السلبية للجائحة، والمساهمة في الجهود الدولية للتصدي للفيروس من خلال تقديم المساعدات للدول والمنظمات الدولية المعنية.

واستعرض سموه في كلمته بالجلسة الافتتاحية لمنتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ، ملامح من البرنامج الوطني للتطعيم ضد الفيروس، وتخطى البرنامج مؤخراً عدد المليونين وثمانمائة ألف جرعة حيث حصل إلى اليوم ما نسبته تقريباً 65% من السكان على اللقاح، مشيرا إلى ان الدولة اعتمدت المرونة وعدم التطرف في إجراءات الفتح والإغلاق، لتكون نهجًا رئيسيًا في التعامل مع الوضع الراهن بناء على تجاربنا السابقة في مواجهة الأزمات، حيث شكل التفكير الاستباقي وسرعة التـأقلم مع مختلف المتغيرات ركيزةً أساسيةً لتحقيق التقدم في خططنا وبرامجنا التنموية، ولا سيما بتعزيز الاعتماد على الذات قدر الإمكان في المجالات الحيوية، واعتماد التنويع الاقتصادي ودعم القطاع الخاص وتحفيز الاستثمار لتحقيق رؤيتنا الوطنية.

وفي قراءة لأهم ما ورد في خطاب صاحب السمو، خاصة الأمور المتعلقة بالتعامل مع الجائحة، نستعرض بعض النقاط المهمة التي قامت بها الدولة في هذا الخصوص، فقد كشفت تقارير منظمة الصحة العالمية ان دولة قطر من اولى الدول التي وضعت استراتيجية متكاملة لمواجهة كوفيد 19 كورونا ونجحت بشكل كبير في تطبيقها، وترتكز الاستراتيجية التي وجه بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى على ثلاثة محاور أساسية تتمثل في تعزيز القطاع الطبي ممثلا في قطاع الصحة العامة من اجل حماية المجتمع،واحتواء تداعيات كورونا على الاقتصاد ودعمه، وتقديم مساعدات انسانية لدول العالم.وفي اطار مرتكزات الاستراتيجية جرى اعتماد برنامج وطني للتطعيم ضد الفيروس، وتخطى البرنامج مؤخراً عدد 2.3 مليون جرعة من اللقاح وتم تقديم دعم للقطاع الخاص المتضرر مقداره 75 مليار ريال.

تهنئة الدولة

من جانبها قدمت منظمة الصحة العالمية التهنئة لدولة قطر على الجهود التي تبذلها لاحتواء وباء كورونا، جراء اتخاذ السلطات القطرية حزمة إجراءات استثنائية لمنع انتشار العدوى ومعالجة آثار الأزمة. وفي تغريدة على تويتر، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع وزيرة الصحة العامة القطرية حنان محمد الكواري، حيث هنأها على قيادة أمير البلاد سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لاحتواء فيروس كورونا، وعلى الجهود المبذولة لتطبيق نهج شامل في السيطرة عليه.

وفي بداية تفشي الجائحة ترأس حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اجتماعا للجنة العليا لإدارة الأزمات بشأن مكافحة كورونا، حيث وجه بإعفاء السلع الغذائية والطبية من الرسوم الجمركية لمدة ستة أشهر، وبتقديم محفزات مالية للقطاع الخاص بقيمة 75 مليار ريال قطري، في إطار حزمة من الحوافز المالية لمساعدة القطاع الخاص على تخطي الأزمة.وجاء ذلك بعد حزمة قرارات تضمنت تعطيل المدارس ووقف العمل في العديد من المؤسسات، وتعليق الرحلات الجوية، وإغلاق العديد من المحلات التجارية.

وحرصت الحكومة على اعتماد المرونة وعدم التطرف في إجراءات الفتح والإغلاق، لتكون نهجًا رئيسيًا في التعامل مع الوضع الراهن لكوفيد 19 انطلاقا من تجارب الدوائر الصحية بالدولة السابقة خلال فترة مكافحة كورونا الماضية، وذلك بناء على التجارب السابقة في مواجهة الأزمات حيث شكل التفكير الاستباقي وسرعة التـأقلم مع مختلف المتغيرات ركيزةً أساسيةً لتحقيق التقدم في خطط قطر وبرامجها التنموية، عبر تعزيز الاعتماد على الذات قدر الإمكان في المجالات الحيوية، واعتماد التنويع الاقتصادي ودعم القطاع الخاص وتحفيز الاستثمار لتحقيق رؤيتنا الوطنية.

توزيع عادل

وفي كلمة سموه امس امام المنتدى الاقتصادي دعا حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمير البلاد المفدى: قادة دول العالم خصوصاً الدول الصناعية الكبرى، إلى مزيد من التعاون في إطار النظام الدولي وتقاسم المسؤوليات والعمل معاً من أجل التوزيع العادل والشامل للقاح بما يؤسس لنا لبناء نظام اجتماعي واقتصادي عالمي متكامل، وبما يتماشى مع أهداف التنمية العالمية المستدامة، ويحـقـق الخيـر والاسـتقـرار لشعوبـنـا .

وفي ذات السياق اتخذت دولة قطر خطوات كبيرة في هذا المسار من خلال تقديم المساعدات اللازمة لأكثر من 80 دولة ومنظمة دولية، وتعهدت قطر بمواصلة تقديم الدعم لمنظمة الصحة العالمية والتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) والعديد من المنظمات والبرامج الدولية الأخرى على غرار برنامج كوفاكس، الذي يهدف إلى وصول اللقاح بشكل عادل ومتكافئ إلى أكثر من 92 دولة محتاجة للمسـاعـدات الإنمائيـة الرسميـة بنهايـة العـام الحـالـي.

وأكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة في تصرحات سابقة أن قطر بتوجيهات حكيمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى على دعم الدول والمنظمات من أجل تجاوز جائحة (كوفيد-19)، مشيرة إلى أن قطر قدمت مساعدات لعشرات الدول لدعم جهودها في مواجهة الجائحة. وأضافت في كلمة دولة قطر أمام اجتماع جمعية الصحة العالمية في دورتها الرابعة والسبعين أن دولة قطر قد خصصت كذلك مساهمة بقيمة 20 مليون دولار للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي)، بالإضافة إلى توقيع اتفاقية مساهمة أساسية مع منظمة الصحة العالمية بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لدعم برنامج العمل الثالث عشر للمنظمة ومبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة فيروس كورونا في الدول الأكثر احتياجاً.

دور القطرية

وبرز خلال جائحة كورونا قوة الخطوط الجوية القطرية التي لم تتوقف عن العمل، ووفق بياناتها تمكنت الشركة من نقل أكثر من مليون و800 ألف مسافر، على أكثر من 15 ألف رحلة قامت بها خلال أزمة انتشار فيروس كورونا. وسيَّرت الناقلة القطرية، خلال الأشهر الأولى من انتشار كورونا، عدداً كبيراً من الرحلات إلى عديد من الوجهات، لتتصدر قائمة الناقلات العالمية من حيث تسيير الرحلات خلال أزمة المرض. واستمرت القطرية في تسيير الرحلات إلى عديد من الوجهات، خلال توقُّف غالبية الناقلات العالمية عن التحليق خلال أزمة كورونا.

كما عمِلت مع الحكومات والشركات حول العالم لتسيير أكثر من 220 رحلة خاصة غير مجدولة، وحلّقت نحو وجهات جديدة لتُعيد أكثر من 62 ألف شخص إلى بلدانهم. وفي مجال الشحن الجوي، شغّلت القطرية نحو 180 رحلة يومياً، سواء على الطائرات المخصصة للشحن الجوي، التي يبلغ عددها 28 طائرة، أو على طائرات الركاب التي تستخدم لنقل البضائع فقط. وعملت الشركة خلال هذه الأزمة بشكل وثيق مع الحكومات والمنظمات غير الحكومية، لنقل أكثر من 175 ألف طن من المساعدات الطبية والإغاثية إلى المناطق المتأثرة، أي بما يعادل سعة الشحن على 1750 طائرة شحن جوي من طراز بوينغ 777 تقريباً.

شهادة دولية

وسلطت وكالة فرانس برس في تقرير لها الضوء على النجاح القطري في احتواء كورونا وقالت ان: دولة قطر حققت نجاحا كبيرا في التعاطي مع التحديات التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19 ، وجاءت الاستعدادات مبكرة، ولعل أحد أهم عناصر استجابة نظام الرعاية الصحية في دولة قطر لجائحة كورونا عند بدايتها تمثل في ضمان القدرة على التخطيط وتقديم استجابة تشغيلية فعالة للتصدي للفيروس، حيث كان التأكد من توفر ما يكفي من أسِرة بالمستشفيات وتوفر سعة استيعابية كافية بوحدات الرعاية المركزة ومرافق للعزل شكل عاملا رئيسيا للنجاح في التصدي للجائحة وتقديم رعاية صحية ذات جودة عالية لكل من يحتاج إليها .

واستطردت عمل قطاع الرعاية الصحية بشكل سريع وبكفاءة عالية لمضاعفة السعة السريرية في وحدات العناية المركزة لأكثر من ثلاثة أضعاف، بالإضافة إلى إنشاء مرافق طبية ومرافق للعزل تستوعب عشرات الآلاف من مرضى (كوفيد- 19)، إلى جانب الحرص على ضمان حصول أي شخص مصاب بالفيروس على الرعاية الطبية بشكل سريع، وهو ما أتاح علاج أعراض الإصابة بهذا الفيروس لدى المرضى في مرحلة مبكرة وتجنب حدوث مضاعفات صحية .

ونقلت وكالة فرانس برس عن مدير وحدة التأهب لمخاطر الأوبئة بمنظمة الصحة العالمية د. عبد الناصر أبوبكر تأكيده أن السبب هو أن قطر على الأرجح لديها أفضل الأنظمة الصحية، وهم مجهزون جدا ومستعدون بشكل جيد . وأضاف: الغالبية من المصابين في قطر هم في الواقع من سن أصغر. وكلما انخفض العمر انخفض معدل الوفيات مقارنة بمن هم فوق الستين .

الكشف الاستباقي

وقال الدكتور عبداللطيف الخال، رئيس المجموعة الإستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد- 19) ورئيس قسم الأمراض الانتقالية في مؤسسة حمد الطبية في تصريحات نقلتها الوكالة إن التاريخ القوي للاستثمار في القطاع الصحي ضمن حصول كل من كان بحاجة إلى رعاية في المستشفى على ذلك وبشكل مجاني . وأكد د. الخال في تصريحات سابقة من خلال برنامجنا للتتبع والتعقب الرائد عالميا بالإضافة إلى تطبيقنا للهواتف الذكية (احتراز)، تمكنا من توسيع نطاق البحث عن الأشخاص المصابين عبر التحقيق الاستباقي بالإضافة إلى (فحوصات) عشوائية في أماكن مختلفة في أنحاء قطر .

وقال البروفيسور الدكتور إبراهيم الجناحي، رئيس التعليم الطبي، ورئيس قسم الصدر للأطفال في سدرة للطب: نحن فخورون بهذا الاعتراف الدولي بالمستوى المتميز الذي حققه القطاع الصحي في دولة قطر، وقد ظهر ذلك جليا خلال التعامل مع جائحة فيروس كورونا المستجد كوفيد -19 ،.. مضيفا: لا نستغرب هذا الإنجاز ونحن متأكدون منه لا سيما وأن دولة قطر أولت القطاع الصحي رعاية فائقة منذ سنوات طويلة وها نحن اليوم نجني ثمار هذا الاستثمار في البنى التحتية وزيادة عدد المنشآت الصحية وتزويدها بالكوادر المؤهلة وأحدث التقنيات الطبية التي توصل لها العلم.

وجراء الجهود التى بذلها الكادر الطبي،قدمت الطائرات العسكرية التابعة لكلية محمد بن عبدالله العطية الجوية (الزعيم) عرضا جويا في سماء الدوحة كمبادرة إنسانية لتقديم التحية والشكر والعرفان للطواقم الطبية العاملة في دولة قطر في الصفوف الأمامية لمجابهة جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) ولكل العاملين في القطاع الصحي على ما يبذلونه من جهود في سبيل التصدي لهذه الجائحة