رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس إجراء محادثات مع الولايات المتحدة، وذلك بعدما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران هي من ستدعو وستطلب إجراء مفاوضات عندما تكون على أتم استعداد لذلك.
وصعدت طهران وواشنطن الحرب الكلامية بينهما في الأسابيع الأخيرة في ظل تشديد الولايات المتحدة للعقوبات بهدف دفع إيران لتقديم تنازلات تزيد عن بنود اتفاقها النووي المبرم 2015.
وأعاد ترامب فرض العقوبات الأمريكية على إيران العام الماضي وشددها هذا الشهر، وأمر جميع الدول بوقف واردات النفط الإيراني أو مواجهة عقوبات. ورفضت إيران مرارا الدخول في مفاوضات جديدة طالما بقيت الولايات المتحدة خارج الاتفاق النووي.
ونقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء (إرنا) عن روحاني قوله الوضع اليوم غير موات لإجراء محادثات وخيارنا هو المقاومة فحسب .
وكان ترامب قال أمس الأول إن إيران ستواجه قوة هائلة إن حاولت فعل أي شيء ضد مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وأضاف أن التقارير التي تفيد بأن واشنطن كانت تحاول إجراء محادثات كاذبة، لكن إيران ستدعونا إذا كانت وعندما تكون على اتم استعداد لذلك.
واتهم منتقدون ترامب بإرسال إشارات متضاربة. وفي الأسبوع الماضي، قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين لرويترز إن ترامب أبلغ كبار مستشاريه بأنه لا يريد الحرب مع إيران.
وقالت إيران إن الخطابين الحاد والهادئ دليل على أن ترامب يُدفع باتجاه الحرب من قبل مساعدين محافظين مثل مستشار الأمن القومي جون بولتون.
وقال روحاني في تصريحات نقلها التلفزيون أمس مباشرة بعد تهديد إيران، أُجبروا على القول إنهم لا يسعون إلى الحرب... الإيرانيون لن يرضخوا أبداً لبلطجي .
وقال روحاني إنه بلاده تواجه حربا اقتصادية ودعا إلى منح الحكومة المزيد من السلطات للسيطرة على الاقتصاد.
ونقلت وكالة فارس للأنباء شبه الرسمية اليوم الثلاثاء عن المتحدث باسم السلطة القضائية غلام حسين اسماعيلي قوله ان محاكم إيرانية عاقبت عشرة رجال أعمال بالسجن لمدة تصل إلى 20 عاما بتهم تشمل التخريب الاقتصادي . وكانت إيران أعدمت ثلاثة رجال أعمال على الأقل بسبب جرائم اقتصادية العام الماضي.
ويقول حلفاء واشنطن الأوروبيون إنهم يشاركون الولايات المتحدة مخاوفها بشأن سلوك إيران، لكنهم يختلفون مع قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي بدعوى أنه يقوض تيار روحاني البراجماتي ويعزز تيار المحافظين في إيران.
وقد سعى الأوروبيون إلى ضمان استمرار تمتع إيران بفوائد من الاتفاق النووي من خلال خلق سبل للشركات الأجنبية للقيام بأعمال تجارية هناك. لكن من الناحية العملية، فشل هذا حتى الآن، إذ ألغت الشركات استثماراتها خوفا من العقوبات الأمريكية.
وقالت إيران هذا الشهر إنها قد تستأنف تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز المستويات المسموح بها في الاتفاق النووي إذا لم تجد الدول الأوروبية طرقا لتخفيف الضغط المالي خلال 60 يوما.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير إن التهديدات الإيرانية لم تكن مفيدة. وأضاف للصحفيين لا أعتقد أن أوروبا ستبدي اهتماما بفكرة الإنذار .
وقال رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي امس الثلاثاء إن بلاده سترسل وفودا إلى كل من واشنطن وطهران للمساعدة في تخفيف حدة التوتر بينهما.
والعراق هو واحد من الدول القليلة التي لها علاقات وثيقة مع كل من الولايات المتحدة وإيران، وساعدها البلدان في قتالها ضد تنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وسحبت واشنطن فجأة الموظفين غير الأساسيين من سفارتها في بغداد الأسبوع الماضي، مشيرة إلى تهديد من جماعات مسلحة تدعمها إيران في العراق.