بينا نيتيو: المكسيك تسعى بقوة للتواجد في السوق القطرية الواعدة
اقتصاد
22 يناير 2016 , 06:15ص
نبيل الغربي
قال فخامة السيد انريكه بينيا نيتيو، رئيس جمهورية المكسيك، أمس: إن بلده تربطه علاقات دبلوماسية واقتصادية وثيقة مع قطر تمتد على أكثر من 40 عاما؛ حيث يسعى بلده إلى مزيد تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين، بما يعود بالفائدة على الشعبين. وذلك في كلمة ألقاها أمس خلال منتدى الأعمال القطري المكسيكي الذي أقيم على هامش زيارته والوفد المرافق له من رجال الأعمال المكسيكيين لدولة قطر.
وأشار نيتيو إلى أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس مكسيكي لدولة قطر، وهي تنخرط في إطار وقال: "نسعى من خلال هذه الزيارة إلى تعميق أواصر التعاون بين بلدينا وأيضا مع بقية بلدان المنطقة، نحن على قناعة كبيرة بأن المسافة الجغرافية الكبيرة التي تفصل بيننا لن تكون عائقا أمام تعميق وتطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين".
وزاد: "سنقوم خلال هذه الزيارة بتوقيع عدة اتفاقيات لتحديد الإطار التنظيمي الذي يحكم العلاقات بيننا ولتعزيز التعاون الاقتصادي بيننا ويعطيها الآليات اللازمة للتطور والنمو".
وأشار الرئيس المكسيكي إلى أن هناك رؤية استراتيجية لكل من دولة قطر والمكسيك لدعم هذه العلاقات وذلك في إطار التحولات الاقتصادية الشاملة التي تحدث على مستوى العالم، كما نسعى لتطوير التعاون في مجال التكنولوجيا الجديدة وتحقيق النمو الاقتصادي بما يعود بالنفع على البلدين.
فرص استثمارية
وقال: "نحن نرى فرصا كثيرة سانحة للاستثمار بالنسبة لرجال الأعمال من كلا البلدين؛ لذلك وجب تحقيق التقارب المنشود كما علينا الاستفادة من الحوافز والامتيازات التي يعرضها كل بلد، لتحقيق الاستثمار والرقي بمجتمعاتنا نحو مستقبل أفضل".
وأوضح أن الزيارة التي يقوم بها الوفد المكسيكي تمنح الفرص للقطاع الخاص من كلا البلدين للتعرف والتقارب وتمنح فرصة تعارف مباشرة والتعرف على البيئة الاقتصادية في المكسيك وقطر.
تواجد في السوق القطرية
وشدد على أن المكسيك تسعى بقوة للتواجد في السوق القطرية الواعدة، وأن الوفد المرافق له من رجال الأعمال قام بزيارة عدة دول في شبه الجزيرة العربية وهناك حضور لرؤساء أهم الشركات المكسيكية التي تكتسب حصة كبيرة في الأسواق المكسيكية وهو ما يعكس الاهتمام الكبير من جانب رجال الأعمال المكسيكيين بالاستثمار في دولة قطر والاستفادة من الفرص المتاحة في قطر.
وقال: "نحن نعلم أن قطر بلد صغير على المستوى الجغرافي، ولكنه كبير على مستوى الرؤية وعلى مستوى الخبرات التي يزخر بها، وهو بلد كبير على مستوى الحضور الاقتصادي في المنطقة والعالم".
وزاد بالقول: "من خلال هذه الزيارة نود أن نعمق العلاقات الاقتصادية بيننا ونود أيضاً أن نلفت اهتمامكم تجاه دولة المكسيك التي تعتبر من القوى الاقتصادية الهامة في أميركا اللاتينية". لافتا إلى أن المكسيك شهد العديد من التحولات الإصلاحات الاقتصادية في الآونة الأخيرة بما يتيح فرص استثمار ضخمة لدول العالم.
وشدد على أن المكسيك شريك موثوق به ويمكن الاعتماد عليه في أميركا اللاتينية وقال: "أريد أن أطلعكم على بعض الامتيازات؛ حيث يعتبر المكسيك وجهة مفضلة للاستثمار ورجال الأعمال، ونعتبر بمثابة جسر يربط أميركا اللاتينية وأميركا الشمالية، نحن على مقربة جغرافية لكل من الولايات المتحدة وكندا ونلعب دور الجسر الرابط مع أميركا اللاتينية".
اتفاقات التجارة الحرة
وأضاف: "لدينا الكثير من اتفاقيات التجارة الحرة والتبادل المشترك مع الكثير من دول أوروبا وهو ما يميز المكسيك على هذا المستوى، وهو ما يعطينا شروطا تفضيلية للولوج إلى الكثير من الأسواق ما يمثل قاعدة متكونة من ملايين المستهلكين".
وأشار إلى أن المكسيك لديه الكثير من الامتيازات الأخرى مثل الاستقرار الاقتصادي، ويحتوي على نظام مالي قوي ومرن ويتمتع بمستويات نمو اقتصادي متميزة تصل إلى %3.3، وهناك المزيد مما يمكن أن يتحقق على مستوى النمو الاقتصادي في المكسيك. لافتا إلى أن مستويات النمو هذه تشكل حافزا لاستقطاب المستثمرين، وتمثل فرصا للتعاون التجاري بين مختلف الدول المجاورة للمكسيك.
وأوضح أن حوالي نصف سكان المكسيك هم دون سن الـ27 عاما، وأن هذا الأمر يعتبر حافزا إيجابيا من الناحية الاقتصادية، وقال: "كما لدينا ما يزيد على 100 ألف مهندس يتخرجون من الجامعة كل عام".
وأوضح أنه في ثمانينيات القرن الماضي كان النفط ومشتقاته يمثلون %80 من صادرات المكسيك، ولكن تطور الاقتصاد المكسيكي، لتتحول %80 من صادرات المكسيك إلى منتجات صناعية غير النفطية حاليا.
وأشار إلى أن المكسيك هو سابع منتج للثروات في العالم، وهو من بين كبار مصدري السيارات في العالم. وقال: "حاليا ليس لدينا أي اعتماد على البترول ومشتقاته، وقد بلغنا الآن مستوى متقدما من التنافسية وبإمكاننا تصدير منتجاتنا إلى مختلف الأسواق عبر العالم". وشدد على أن مؤسسات التقييم العالمية تعترف بدولة المكسيك وبقيمتها الاقتصادية وتعتبرها بين الدول التي تمتلك إمكانات نمو يمكن الوثوق بها. في المقابل تعتبر دولة قطر مرجعا بالنسبة للنمو الاقتصادي في العالم ولديها أعلى دخل فردي في العالم وهذا نتيجة للنمو الذي عرفته قطر.
انفتاح اقتصادي
وأوضح أن هناك العديد من القطاعات الاقتصادية التي كانت مغلقة أمام الاستثمارات الأجنبية في السابق، قطاع الاتصالات واللاسلكية وقطاع الطاقة، وهناك العديد من الاستثمارات التي استقطبت نتيجة لهذه التجربة، الآن نعمل في مجال الطاقة النظيفة وهذا المجال مفتوح للاستثمار الخارجي بما يعزز من نموه ونمو الاقتصاد المكسيكي على العموم وتفتح آفاقا جديدة للذين يرغبون في الاستثمار في المكسيك.
وأوضح أن قطر تجذب أنظار العالم كله وخلال 2022 ستكون قبلة لأنظار العالم، متمنيا أن يترشح منتخب المكسيك لكأس العالم 2022 وأن يزور قطر عدد كبير من المكسيكيين لدعم منتخبهم لكرة القدم.
وقال: "أود أن يطلع المستثمرون القطريون على دولة المكسيك أكثر، نحن نعلم أن لدى دولة قطر العديد من الاستثمارات في مختلف بلدان العالم ولكنها ليست كما التي تمنحها المكسيك، أدعوكم للتعرف على المكسيك وتسليط الضوء عليها، فهو بلد يشهد نموا كبيرا وثاني أهم اقتصاد بعد البرازيل في أميركا اللاتينية واليوم المكسيك ينمو ويعزز مكانته بفضل التغيرات الاقتصادية والسياسية وانفتاحه على العالم".